حنان تحكي : السرطان عطاء وليس ابتلاء من الله ومقاومته فخر للنساء

المرض ليس بلاءًا من الله لكنه اختبار منه، منذ أن علمت بمرضي وأنا أشعر أن الله يحبني، واختارني ليختبر حبي له، فصبرت وتحملت لثقتي بالله.

علاقتي بمرض السرطان ليست جديدة، فمنذ ما يقارب العشرين عامًا قمت بعمليه اسئصال للرحم بسببه، وكنت شاكرة أن الله أعطاني ثلاث أولاد قبلها، وظللت مواظبة على كشف الماموجرام كل عامين أو الكشف الذاتي كل فترة، استمرت حياتي حتى بعد طلاقي بعد سنوات.
وربما تراكم السنين وتزاحم الحياة بأشياء أخرى، جعلني أنسى الكشف لفترة، ليفاجأني شعور بـ "كلكيعة" في صدري، فجزعت، لكن الظروف شاءت أن تقابلني صديقة لم أرها منذ سنوات وكانت تعمل في مستشفي 5757، فحجزت لي عند دكتور وتأكدنا أنه ورم سرطاني، وخضعت لعملية استئصال جزئي.



وبدأت مرحلة العلاج ذات الآلام التي لا توصف، وصاحبتها كل معالمها المعتادة  كتساقط الشعر، لكن ما جعلني أقوى في مواجهة المرض، هو حب وتعاطف من حولي، شعورهم بالألم كلما تألمت، أو تهوينهم للأمر علي، جعلني أدرك أن محنة المرض عطاءًا خفيًا من الله، مازالت أذكر دموعهم أول مرة بعد سقوط شعري من أثر الكيميائي، وكنت أطمئنهم بأني سأكون بخير كان لدي إيمان قوي بالله.

لم يتوقف الدعم من عائلتي ومعارفي فقط، بل فاجأني أن أصحاب أولادي طلبوا منى أن يصاحبوني جلسات العلاج في المستشفي، كل ذلك جعلني أقوي في مواجة المرض، وجعلني أدرك أن كل ذلك سيمضي وستمضي معه آلام المرض، ولن يبقي الا المشاعر الجميلة التي حاوطوني بها.



الدعم مهم جدا لمريضة سرطان الثدي، ويجب ألا تخاف من الذهاب للكشف وكل ما تواجه المشكلة أسرع هتقدر تحلها، ربما ستجدي من يساندك ممن حوالك، وتشجيعهم لكي سيجعلك ترين الوضع بشكل عادي، ويجب أن تقاومي ومقاومتك لسرطان الثدي فخر لكِ.