ما بين الحب والسرطان.. رسالة وضحكة
الأكثر مشاهدة

شكرًا..
«شكرًا لأنك كنت سندي، شكرًا لأنك استحملتني في كل حالاتي، شكرًا لأنك مسبتنيش في أزماتي واللي عارفة إنها كتير..عارفة أني قوية وبقدر اتخطى مشاكلي .. بعافر وبنجح وهنجح.. لكن معاك بعافر والضحكة على وشي.. واقفة وعلى ملامحي صمود وابتسامة شهيّة بطعم الحب.»
رسالة بأحرف من دموع صامدة ..ضحكات متفرقة ..كلمات مبعثرة هنا وهناك، تكتبها "رانيا" إليه، تتذكر كل ما مرّ من عُمر عليهما فكم "هي" أحبته ..أغلقت قلبها وأحكمته حول قصتهما، يأتي اليوم الموعود، تدخل الأم على الإبنة تجدها غارقة في دمائها..تصرخ هلعًا..
يبلغهما الطبيب بصوتٍ هادىء منخفض؛ "رانيا عندها مشكلة في الرحم..وهيبقى صعب عليها الإنجاب بعد الزواج!"
بملامح تغمرها الابتسامة تحكي رانيا: "هو أنا زي أي انثى نفسها يبقى عندها أطفال، بس ده كان مجرد اختبار وأنا تخطيته زي ما بعافر دلوقتي في باقي الاختبارات.."
وبشجن تقول:" لمّا الدكتور قال ان عندي مشكلة في الرحم وإن جدار الرحم ضعيف ميستحملش جنين بداخله، قررت اني مليش حق في حرمان رجل من متعة "الأبوة" وده كان من أهم الاسباب اللي خلتني انقطع عن عالم المتزوجون، لكن مش هقولك انه كان السبب الوحيد.."
دقائق من الصمت ونظرات لامعة بالحب مواصلةٍ بضحكة حنون "ببساطة أنا حبيت..حبيت من كل قلبي وبكل طاقتي، وزي ما بيقولوا اللي بيحب أوي مبيعرفش يحب تاني.."
وهكذا أخذت من الحياة قرارها، وبدأت تهتم بمهنتها وحياتها العملية فقط..فهي تعشق عملها، كم رغبت في طفولتها أن تكون مُعلمة وهكذا كانت، فأخيرًا قررت الحياة مساندتها لمرة واحدة في حلمٍ لها.
تسير الحياة في روتين اعتادته "رانيا" رغبت بالتغير وفاجئها التغيير، لكنه تغيير على غير ما تشتهيه السفن، علمت بإصابتها بالسرطان كما علمت سابقا بما أصيب رحمها، وقفت صامدة صارخة بداخلها، تعي أنه اختبار لكن إلى متى تستمر اختبارات الحياة لها، فهل هناك من نهاية؟!
"عرفت بالسرطان من – الكلاكيع – اللي حسيت بيها في ثدي، كشفت وعملت تحاليل وبدأت رحلة علاجي من كيماوي واشعاع وأديني بعافر.."
بأنفاس متسارعة تقول:" بس عارفة أنا بعافر ليه لحد دلوقتي ولسة بضحك وعندي أمل، لأني محظوظة باللي حواليا جدًا..محظوظة بأسرتي..وبطلابي..وزمايلي في الشغل..وأصدقائي، محظوظة بضحكات اللي حواليا، محظوظة بأن اللي حبيته لسة جنبي وواقف سند في ضهري، في النهاية أنا –أم- لكل اللي حواليا، لكن -أم - وأنثى محظوظة جدًا.."
الكاتب
حسناء محمد
الأحد ٢٠ مارس ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا