أنجلينا جولي ” الجميلة و الوحش ”
الأكثر مشاهدة
بين لحظة و أخرى ينتظر العالم رحيل الجميلة ، لأن الوحش يتربص بها ،يكاد يفتك بها
هي التي أبعدته قدر إستطاعتها عن العديد من الأطفال و الشعوب ،هي التي أقرضتهم الحياة و وهبتهم الابتسامة تقف اليوم في مواجهة مع الموت تنتظر أن ينهي آخر أنفاسها
في مواجهة قد تبدو ضعيفة مع الموت تقف أنجلينا بخمس و ثلاثين كيلو غرامًا فقط لتواجهه بقوة ، كما أبعدته بذات القوة عن أطفال اللاجئين و عن الجائعين و عن المستضعفين ، هي التي إحتوت أطفالًا بلا مأوى بين أحضانها تنتظر أن يحتضنها الموت الحضن الأخير
أحدًا لا يعلم متى سترحل و علَّها قد لا ترحل من الأساس ، لكن ما لا شك فيه أنها تُنازل الموت على حلبة خشنة تصفعه فيصفعها حتى تنتهي الجولة ،فإما أن تعود أنجلينا تهب الحياة و الابتسامة للإنسانية و لأولئك الأطفال اللائي أقرضتهم أنجلينا من حياتها حياة جديدة آمنة و مطمئنة ، و وهبتهم أعمارهم الضائعة و الأيام التي لا يملكون غدًا لها ، أو قد لا تعود ، و تتوزع داخل كل طفل تبنته و كل امرأة رسمت على وجهها ابتسامة و كل ضعيف منحته من قوتها
بعيدًا عن النجومية و ما يعرفه الجميع عن أنجلينا جولي نجمة هوليوود الجميلة التي حصدت العديد من الجوائز العالمية و قدمت أفلامًا قيمة و رائعة للسينما ، فإن لأنجلينا إمرأة أخرى تملك قصة و حكاية تؤثر بها في العالم ، إمرأة قوية بما يكفي لمنح من حولها القوة و شجاعة لتحمل المساعدات للجميع
""إستمتعت كثيرا بكوني ممثلة وأشعر بالامتنان لذلك، كما أنني اكتسبت خبرة كبيرة من هذا العمل وقصصه وأنا بالفعل محظوظة لكوني جزءا من هذا العمل، ولكني سأكون أكثر سعادة مع أطفالي في المنزل لأنني أم لستة أطفال وهناك الكثير من الأمور التي يجب أن أهتم بها لذا خططت أن أعتزل عندما يبلغون سن المراهقة"
تلك هي الجملة التي أنهت بها أنجلينا جولي مشوارها الفني هي التي وهبت كما تعتقد الفن كل شيء و أنها لا شي تقدمه للفن ، وأن ثمة العديد من الأشياء عليها أن توليها إهتماما أكبر كأن ترعى أطفالها والإنسانية
من تلك النقطة بدأت أنجلينا حياة جديدة قدمت فيها للعالم الإنساني النموذج الأقوى للمرأة العظيمة ، القوية ،والإنسانة
لأنجلينا سبعة أطفال منهم أربعة بالتبني ، أولهم هو الطفل مادوكس تشيفن و الذي تبنته أنجلينا 10 مارس 2002 من كمبوديا و قالت عنه " أنا لا أؤمن بالقدر، ولكن في اللحظة التي رأيت فيها مادوكس وُلِد في داخلي إحساس غريب، وفي تلك اللحظة علمت أني سأكون أمه"
و بعدها تبنت أنجلينا زهرا مارلي الطفلة الأثيوبية و قد تبنتها من ملجأ "أفاق واسعة للأطفال" في مدينة أديس أبابا ، و بعد زهرا أنجبت أنجلينا طفلها الأول شايلو و الذي باعت أنجلينا صوره بملايين الدولارات و تبرعت بها لدار رعاية زهرا
ثم تبنت أنجلينا طفلها الثالث بالتبني باكس ثين من فيتنام في 29 نوفمبر 2003، و من بعده أنجبت أنجلينا توأمًا هم فيفيان و الولد نوكس و أيضا أحرزت صورهم ملايين الدولارات التي تبرعت بها أنجلينا جولي لذات الدار
و بعدها تبنت أنجلينا جولي طفلها السابع موسى و الذي تبنته من مخيم اللاجئين السوريين في تركيا ، و مذ رأت أنجلينا موسى حتى إحتضنته طويلًا و ظل بجانبها طوال فترة الزيارة حتى تبنته و قررت أن يكون الفرد السابع في عائلة أنجلينا جولي و براد بيت زوجها
و لأجل أطفالها السبعة أيضًا قررت أنجلينا أن تواجه سرطان الثدي بشجاعة و قوة ففي الوقت الذي كانت تروي فيه لأطفالها كيف ماتت جدتهم بذلك المرض و كانوا يسألونها إن كانت ستصاب هي الأخرى بالمرض ذاته كانت تخبرهم ألا يقلقوا فهي ستظل معهم دائمًا و الحقيقة أن أنجلينا كانت تعلم أنها تحمل ذلك الجين و الذي أكد لها الأطباء أنها قد تصاب بسرطان الثدي بنسبة 87% ، هنا قررت أنجليننا أن تهب أطفالها السبعة حياة إضافية بقدر المستطاع و أن تظل بجانبهم فترة أطول فقامت بعملية إستئصال الثدي لتقضي على إحتمالية أن يفتك بها المرض كما فتك بوالدتها
و تقول جولي أن قرارها ذاك جاء لألا يعيش أطفالها السبعة دون أمهم و لتقوم بتشجيع كل أنثى محتمل أن تصاب بالمرض أن تكون قوية و شجاعة في مواجهته وجهًا لوجه و القضاء عليه
جاءت بدايتها مع الأعمال الخيرية مع بداية معرفتها بمآسي تلك البلاد الفقيرة الجائعة ،منذ فترة تصويرها فيلم لارا كروفت في كمبوديا حيث إطلعت أنجلينا على الوجه الآخر من العالم، الجزء المعتم و الأطفال الجائعة و النساء الضعيفة و البلاد الفقيرة و منذها قررت أنجلينا أن تولي ذلك الجزء من العالم العناية الخاصة
حيث خصصت ثلث دخلها السينمائي سنويأ للأعمال الإنسانية و بلغ مقدار تبرعها خلال ثماني سنوات 20 مليون دولار حتى عام 2007 ، تقوم أنجلينا بتفقد تلك البلاد على نفقتها الخاصة قتجوب البلاد برفقتها شاحنات مليئة بمختلف الأغذية و الأدوية بالإضافة إلى المساعدات المادية التي تبلغ ملايين الدولارات لمساعدة تلك البلاد
و تعد مؤسسة جولي بيت التي أسستها برفقة زوجها براد بيت واحدة من أكثر المؤسسات التي ساعدت الإنسانية و قدمت لها العديد من المساعدات ، حيث قامت بزيارة إلى مخيمات اللاجئين بلبنان و لاجئي الصومال في كينيا ، كما زارت أفغانستان و باكستان و الصومال و تنزانيا و سيراليون و السلفادور و دارفور و سوريا والعراق و غيرها من المناطق المنكوبة
و في زيارتها الأخيرة للبنان عادت أنجلينا جولي بنفسية محطمة ، إمتنعت عن الطعام و هددها براد بيت بالطلاق بقصد أن يجعلها تستفيق و تعود أنجلينا القوية التي يعرفها و التي عاشا معاً قصص كفاح و عطاء طويلة لكن يبدو أن أنجلينا التي وهبت من حياتها العديد من الحيوات الأخرى لمحتاجي الحياة قد أخذ من رصيد حياتها ، و الواقع أنها توزع حياتها على محتاجي الحياة لتخلد ،فهي تحيا في كل من وهبته الحياة و الأمل و الإبتسامة
تشِم على ذراعها كلمة " العزيمة " باللغة العربية ، و هي الكلمة التي تحتاج أنجلينا اليوم أن تقرأها مرارًا و تكرارًا علها تهزم الوحش، و تعود أنجلينا بالعزيمة تهب الناس الإنسانية و العطاء و الحياة
الكاتب
نورهان سمير
الإثنين ١٨ أبريل ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا