رحلة المغربية مريم شديد إلى القطب الجنوبي
الأكثر مشاهدة
لم تكن تدرك أن مجرد كتاب قرأته ولم تتجاوز الثانية عشر من عمرها، يمكن أن يشق طريقها إلى الفضاء..مريم شديد باحثة وفلكية مغربية في مرصد "كوت زادير"، وهي أول عالمة أنثى تصل إلى القطب الجنوبي، وكانت ضمن فريق عمل علمي مهمته وضع منظار فضائي يهدف إلى قياس إشعاع النجوم في القطب المتجمد الجنوبي.
مريم شديد ولدت عام 1969 بالدار البيضاء، بدأت مسارها العلمي منذ الصغرعندما دخلت مدرسة الفكر العربي الموجودة بأحد زقاق حيها، وبدأ اهتمامها بالفلك عندما أعطاها أخوها الأكبر "ألبير كيبلر" كتابًا عن الجاذبية باللغة الفرنسية، وهو ما جعلها تحب هذا العلم وتخطط له ليكون مستقبلها حتى بدأت في تحضير الدكتوراة من جامعة نيس سنة 1994، ثم التحقت بالمركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي كمهندسة فلكية.
استطاعت أن تحقق إنجازًا كبيرًا بعد أن رفعت العلم المغربي فوق القارة المتجمدة، ليكون ذلك أول علم لدولة عربية يرفع هناك، واندرج اسمها في قائمة "دافوس" لأبرز القادة الشباب بالعالم.
وعبرت مريم عن سعادتها بهذه التجربة، على الرغم من وصول درجة الحرارة بالقطب الجنوبي إلى درجة 45 درجة تحت الصفر، خاصة أن مهمتها العلمية تطلب منها الاستقرار في هذه المنطقة لمدة شهرين.
لم تكن رحلتها بالأمر السهل، فقد خاضت العديد من الجولات الفضائية لتصل إلى هذه المكانة، فمن صحراء "أطاكاما" بالشيلي حيث قضت بها لوحدها أربع سنوات في ظروف قاسية، إلى القطب الجنوبي الذي وصلت إليه ضمن بعثة علمية في إطار برنامج "تنمية مستقبل القطب الجنوبي. هذه الرحلة الأخيرة ستعتبرها مريم شديد من المحطات الكبيرة في حياتها كامرأة مغربية وعربية.
ونظمت العاصمة البريطانية لندن العام الماضي حفل الجائزة السنوية للمرأة العربية، وتم تكريمها ضمن مجموعة من النساء العربيات الناجحات اللواتي ساهمن في ازدهار المجتمع في مختلف المجالات.
الكاتب
هند خالد
الخميس ٢١ يوليو ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا