”آية عصام”... من شغف الحكاية إلى خروج ”طوق” إلى النور
الأكثر مشاهدة
فتاة عشرينية، الابتسامة تملأ ملامح وجهها، رحلت من مسقط رأسها، لتبدأ رحلتها، واختارت الكاميرا لتصبح رفيقتها، تستخلص أفكارها من رحم الحكاية، فتتجول في شوارع المحروسة باحثة عن التفاصيل التي تنسج أفكارها، وتحتل عدسات كاميراتها بطلة تنفيذ ما يجول في خاطرها، قررت أن تكون الفتاة وما تتعرض له هو محور تجربتها الأولي، فاخرجت فيلم (طوق)، فهي المخرجة "آية عصام".
"الجيزويت" الخطوة الأولى نحو تحقيق حلمها
غير شغف "آية- 25" ابنة محافظة (بورسعيد) بحب السينما مسار حياتها، فعلى الرغم من كونها خريجة تربية قسم علم نفس، وعملت دبلومة مهني وخاص في نفس المجال، إلا أنها قررت أن تسير وراء رغبتها، وكان مركز "الجيزويت" الثقافي هو الخطوة الأولى فى بناء حلمها، فعرفت عن طريق إحدى صديقاتها أن هناك فرصة عمل متاحة في الجيزويت فقدمت لها.
"أول ما اشتغلت في الجيزويت، كنت مهتمة بالمشروع، وأن في مؤسسات في مصر بتشتغل على السينما المستقلة المنخفضة التكاليف بعيدًا عن السوق التجاري السينمائى السائد في مصر، وحبيت إنى أكون جزء من التجربة، فكنت بشتغل كمنسقة و في نفس الوقت بحضر المحاضرات وبتعلم مع الطلبة" فأضافت "آية" في حوارها لموقع "احكي" أن التجربة أضافت لها الكثير، فهي كانت لا تمتلك أية خبرة سينمائية سابقة في صناعة الأفلام، ولكن المدرسة علمتها الكثير فبدأت الدراسة منذ شهر أبريل، ووفرت لها الدراسة التعلم والتعبير عن الحكايات وكيف تقوم بالتعبير عن تلك الحكايات في وقت محدد.
واستمدت "آية" شغفها السينمائي من شغف الحكاية، فوضحت أن كل أنسان لديه حكاية يريد أن يرويها، وتجربة يريد أن يعبر عنها، فقالت :" بشوف أن كلنا بنحتاج نتكلم، وأننا جزء من العالم، فعندما كنا أطفال حفرنا أسامينا على الحيطان، و ديسك المدرسة عشان نقول أننا كنا هنا"، وأضافت أن السينما بالنسبة لها، هي طريقة تعبيرمشاعرها تجاه العالم و رؤيتها نحو الحياة، و المواقف التي تريد تسجيلها، وتقوم بنقل كل ذلك عن طريق الصوت والصورة .
الصدفة والقدر وقف بجانب "آية" ، فقالت أنها كانت تتوقع أن الدراسة في (الجيزويت) تحتاج إلى الخبرة، ولكن المدير الفني للمدرسة - هاني سامي- قال لها أنه لا يبحث عن خبرات سينمائية، ولكن يبحث عن أشخاص يتذوقوا الحكاية ولديهم وجهة نظر إبداعية و فنية، وقتها فرحت آية بشدة وقررت أن تتعلم وتصنع من هذه الفرصة نقطة الإنطلاقة لمشوارها.
"طوق" تجربتها الأولى وتجسيد لمعاناة الفتيات
"قعدت أفكر في أني عايزة أعمل حاجات كتير، كنت عايزة أحط كل الكلام إلى عايز أقوله وكل أفكاري عن العالم و الحياة، بس طبعًا ده فيلم 3 دقايق" بدأت "آية" حديثها عن الفيلم بهذه الكلمات، وقالت أن هاني سامي - المدير الفني للمدرسة – نصحها بأن تعمل على فكرة بسيطة من الممكن أن توصل للمشاهد خلال 3 دقايق -مدة الفيلم- .
ومن هنا جائت الفكرة إلى "آية"، وحاولت أن توصل من خلال "طوق" الاعتداء الجسدي والنفسي الذى تتعرض له الفتيات نتيجة اختيارهن، فكان الفيلم عبارة عن بنت بتتعرض لإعتداء جسدي و نفسي بسبب إختياراتها واتخذت (موضوع الحجاب) كمثال، تستطيع من خلاله التعبير عن معاناة البنات نتيجة الاختيار، ومحاولة فرض اختيارات الأهل بكل الطرق سواء كانت الضرب أو الأهانة أو الأعتداء بكافة أشكاله.
وعن الأجواء التى تم فيها صناعة الفيلم، بينت "آية" أن الفيلم أتعمل في إطار تدريبي، أي كان له شروط معينة، وتم تصويره مرتين بكاميرا فيلم خام 8 مل، أبيض و أسود، وده معناه أن الفيلم اتصور على شريط فيلم 8 مل فلا يمكن إعادة المشهد أو تعديله .
والسؤال حول أن لماذا الفيلم صامت؟، وضحت "آية" أنه من ضمن شروط الفيلم أنه مفيش حركة كاميرا ( بمعنى أن الكادرات ثابتة ) وأن الفيلم يكون صامت، ولحماية الفيلم من الحرق في التحميض، قررت أن تصور الفيلم بكاميرا ديجيتال ، وبنفس شروط التمرين، وهذا هو الفيلم الذي تم تنزيله على النت، نظرًا لأن الفيلم الخام بيحتاج ألة عرض معينة تشغل الفيلم.
"الفيلم شخصي لحكاية عايزة أقولها (أنا و بنات كتير) اتعرضنا لنفس الموقف على اختلاف أشكالنا و أعمارنا و حياتنا"، ففي مرحلة من حياة "آية" تعرضت للصراع بين اختيارها لخلع الحجاب ورغبة أهلها بارتداءه، وخاضت شوط كبيرمع أهلها لكى تبقى على اختيارها، وحققت فى النهاية اختيارها، وأضافت أن كل إنسان من حقه يكون له أختيارات مختلفة في الحياة وأنه يتحمل عواقب اختياراته أياً كانت إيجابية أو سلبية.
خان وسكوسيزي أكثر مخرجي آية المفضلين
تفضل "آية" العديد من المخرجين سواء على صعيد السينما العربية والغربية بمختلف المدارس السينمائية اللاتي ينتمون أليها، فتفضل من المدرسة العربية المخرج الراحل "محمد خان"، والمخرج " داوود عبدالسيد"، ومن المدرسة الغربية تفضل المخرج الإيطالي " جوزيبي تورناتوري"، والمخرج الأمريكي "مارتن سكورسيزي"، ولكن اتمنت آية أن يكون لها أسلوبها الخاص بالإخراج، ومن أهم الأفلام التي تحبها فيلم" Plup fiction" وفيلم 8 and half و و" the great beauty "و" cinema paradise" ، وفيلم "الباب المفتوح" و فيلم "زوجة رجل مهم" وفيلم "باب الحديد".
التجارب القادمة لآية
قالت آيه أن التجارب الإنسانية و خاصة الذاتية و الشخصية منها ستكون محور أفلامها القادمة، وبصفتها امرأة ستركز على ما يتعرضن أليها الفتيات من ضغوط وقهر من قبل المجتمع، فاكدت أن تجارب الفتيات لا تنعزل عن الواقع الاجتماعي.
وبينت أن أهم المشاكل التى تواجه الفتاة المصرية، على الصعيد القانوني، لا يوجد "قانون" يحمي النساء من العنف والإغتصاب الزوجي، بالإضافة إلى أن القانون بيحكم بمكالين في قضايا زى جرايم الشرف و غيرها، وعلى الجانب المجتمعي، اكدت أن أي فتاه تحاول أن تختار و تغرد خارج السرب المجتمعي توصم بوصمة اجتماعية تكبل حريتها.
" المجتمع مازال شايف أن التحرش شئ متاح، وأن جسم البنت مباح، و لا يستدعي أي عقاب قانوني أو مجتمعي للمتحرش" عبرت "آية" بحزن شديد عن التحرش التى تتعرض لها الفتاة المصرية ليلاً ونهاراً.
رسالتها إلى الفتيات
اخلقي تجربتك الإنسانية بنفسك و حددي قيمك بنفسك لأن في النهاية أنتي لى هتختاري نوع الحياة الى هتعشيها، وأنتي إلى هتعشيها، واسعي عشان الحاجات إلى إنتى عايزاها، ولأن الحياة تجربة فريدة غير قابلة للتكرار، فعيشي" هذه رسالة "آية" إلى كل فتاة تريد أن تسعى إلى تحقيق حلمها.
وفيما يتعلق بالفتيات اللاتي تريد أن تسلك الدرب السينمائي، قدمت "آية" لهن مجموعة من النصائح مثل ( التقديم على المنح المجانية لتعلم السينما، أو التعلم بالتجربة، مشاهدة أفلام من كل ألوان السينمات العالمية".
الكاتب
سمر حسن
الأربعاء ١٧ أغسطس ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا