”رنا حمدي”...الفتاة التي تجولت بعدساتها بين الاستقصائي والإنساني
الأكثر مشاهدة
فتاة قادها شغف التصوير إلى الالتحاق بمهنة البحث عن المتاعب، لم تمنعها مخاطر الاشتباكات التي تصل إلى الموت، من الظهور في الصفوف الأمامية للحصول على لقطة ترضي هدفها، رافقت البحر منذ مولدها وظهر سحره على صورها، تنظر إلى ملامحها تجد الثقة تنبعث من وجهها في قاعة التدريب، تبحث بعدساتها عن القصص الإنسانية ،وتتجول بأدواتها بين الأمكنة للوصول إلى الحقيقة، لتصل في نهاية المطاف إلى التوثيق بالصورة والفيديو، فهي المصورة الصحفية "رنا حمدي".
ولت وجهها نحو تعلم المهنية وجمعت بين التصوير الفوتوغرافي وتصوير الفيديو
ولدت بعروس البحر الأبيض المتوسط، وحددت هدفها منذ انتهاؤها من الثانوية العامة، وتخرجت من قسم الإعلام بكلية الآداب جامعة الاسكندرية 2010، وتوجهت بوصلتها إلى الإعلام منذ الجامعة، فعملت "رنا" لمدة عامين طواعية في إخراج الموقع الإلكتروني للجامعة.
" كل أما أشوف منظر السما والبحر بتعلم أكتر، فى تراكيب الألوان وتوزيعها وأفكارها، لأن التصوير اساسه المشاهدة"، عبرت "رنا" بهذه الكلمات عن تأثير البحر ومسقط رأسها في مهنتها كمصورة صحفية.
وقالت "رنا" في حوارها مع موقع "احكي" أنها أرادت أن تلحق بمهنة الصحافة بناء على التعلم والتعرف على الأسس الأخلاقية للمهنة، ولتحقيق ذلك حصلت على التدريب الأول عام ۲٠۱۳ في الغردقة، وتعلمت الأسس المهنية والأخلاقية للصحافة، ومنحها التدريب الثقة بالنفس، ومن هنا تمكنت رنا من مزاولة المهنة.
وفي بداية الطريق التحقت إلى أروقة العالم الصحفي كمحررة في موقع "فيتو" الإلكتروني، وسرعان ما تركته مبينة السبب أن الموقع لا يلتزم بالمعايير الأخلاقية الصحفية ، ولكن تغيرت بوصلتها واتجهت إلي التصوير الصحفي والفيديو عقب التحاقها بموقع "البديل"، وأجرت العديد من التقاير المصورة والفيديو وحصدت عدد كبير جداً من المشاهدة، وتعمل حالياً بجريدة "المصري اليوم"، وتقوم بإنتاج التحقيقات المصورة.
تحلق "رنا" بعدساتها بين الأمكنة المحلية والدولية
قاد تميز رنا في عالم التصوير إلى لفت انتباه الوكالات الدولية، فطلبت منها "وكالة الأنباء الفرنسية- AFP " الالتحاف بها، وتم اختيارها من قبل مؤسسة "إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية" المعروفة باسم (أريج) للمشاركة في تدريب عن الصحافة الاستقصائية في الأردن، تقول رنا: "هنا وفي آخر وقت أدركت حقيقة أن الصحفية المحلية تستطيع بناء مسيرتها المهنية بنفسها والتعريف بنفسها لدى الوكالات الدولية".
كما تعمل رنا حالياً مع وكالة "الأسوشيتد برس-AP"، وتعمل بشكل حر مع موقع "بي بي سي"، و"وكالة الأنباء الفرنسية- AFP "، ولم تكتفِ بالتصوير فقط بل سعت إلى انتقال ما تعلمته إلى بني مهنتها، فعملت مدربة مع منظمة "المؤسسة الألمانية للتعاون الدولي- GIZ " للتدريب على صحافة الفيديو، كما عملت تدريب مع مركز CCCPA التابع لوزارة الخارجية المصرية ، على كيف يتم التعامل بين الإعلام وعمليات حفظ السلام، كما مثلت مصر في مؤتمر حرية الصحافة 2016 الذي انعقد بفنلندا.
"رنا" الرحالة بكاميراتها من الاشتباكات إلى القصص الإنسانية
رجعت رنا بذاكرتها إلى الخلف وتحدثت عن أهم اللقطات بالنسبة أليها:" أهم صورة خبرية بالنسبالي، هي صورة التقطتها لضابط جيش "بيبوس رأس" الداعية السلفي "ياسر برهامي" خلال فترة تغطية الانتخابات الرئاسية.
قصة سيدات المدبح ..قصة لابد أن تحكى
تغير المسارلدى "رنا" وتحولت إلى التحقيقات الاستقصائية المصورة والقصص الإنسانية، وأكدت على أن اللحظات الإنسانية لابد من توثيقها من خلال الصور المميزة، وفي هذا الإطار ذكرت رنا قصتها المعنونة بـ"سيدات المدبح قصة لابد أن تحكى"، وقالت " كل الناس راحت تصور المدبح لكن أنا رحت أوثق حالة السيدات بملبسهم بدهبهم بكل قصة فيهم كل حالة إنسانية"
قصة صناعة السفن أقدم المهن في الأسكندرية
ولم تبعد عن هويتها الأسكندرانية وذكرت قصة " صناعة السفن أقدم المهن في الإسكندرية"، وقالت : " أن صناعة السفن من أكثر المعالم الأثرية المميزة في الإسكندرية، مهنة توارثها الابناء عن الأجداد وحفظوا أسرارها وأبدعوا في صنعها، من أول قوراب الصيد إلى السفن السياحية"
قصة حمامات الرمال والحدائق العضوية مشفى للروح والجسد فقط في سيوة
ولن تغب عن عدساتها قصص البحث عن السلام الداخلي، فقصتها المعنونة بـ" حمامات الرمال والحدائق العضوية مشفى للروح والجسد فقط في سيوة"، هدفت إلى الاستشفاء والاسترخاء بواسطة التنفس العميق مردداً لفظ الجلالة مع حركة التنفس.
الانشيراح فستان العروس بسينا
وتجولت بين البلدان لتعرف عادات وتقاليد الزواج، فذهبت إلى واحة سيوة، وصورت "الانشيراح"، فستان الزفاف السيوي الذي تحلم بيه كل فتيات محافظة سيوة، والمصنوع من الدانتيل والجبيريتم.
استخدمت رنا "الكاميرا" للبحث عن الحقائق بواسطة التحقيقات المصورة
"تحقيق "مريوط خزان للمخلفات الآدمية والكيماوية
يعتبر تحقيقها الأخير الذي اتخذ مساحة صفحة على صفحات جريدة "المصري اليوم " ويحمل عنوان (مريوط.. خزان للمخلفات الآدمية والكيماوية)، من التحقيقات الهامة التي كشفت الأهمال الذي وصلت أليه بحيرة "مريوط"، والمصنفة أكثر البحيرات تلوثًا وفقًا لتقرير وزارة البيئة المصرية لعام 2016.
وتقع فى أقصى غرب منطقة الدلتا شمال مصر وتنقسم إلى عدة أحواض مقطعة بـواسطة طرق وجسور وتتصل مبـاشرة بـالبـحر المتوسط، ويصرح بالصيد فى البحيرة عن طريق سبعة أنواع صيد وهى (حرفة السنار، الجوابى، الطراحة، خداوى، القم أو الناعم، الدبة أو المداد أو النشة، وطريقة غزل القشور) كما ذكرت في التحقيق.
"تحقيق " عمان ذهب فقط مأساة 750 ألف عامل مصري بالأردن
"عمان.. ذهاب فقط.. مأساة ٧٥٠ ألف عامل مصر بالأردن" وقفت رنا أمام هذا التحقيق وأكدت أن هذا التقرير لا يمحو من ذاكراتها، حيث يسلط الضوء على مأساة ٧٥٠ ألف عامل مصري بالأردن.
مواقف وصعوبات وأحلام
" أصعب موقف لما كنت بغطي القائد إبراهيم واتطلب مني لامسح الماتريال يا أنضرب" بدأت "رنا"تتحدث عن الصعوبات التي تواجهها خلال التصوير،وقالت أيضاً أن الاعتداءات بكل أنواعه من المخاطر المصاحبة للتصوير، ولمواجهة ذلك نصحت رنا المصورات بأن يكونن حاذرات في عملهن، ولابد من مراعاة اللبس المناسب للاشتباكات، والمصورة الغير مؤهلة لا تنزل إلى الميدان.
وأنهت "رنا" حوارها بتمنيها بأن تصبح مدربة متخصصة فى التحقيقات التلفزيونية، وتعمل بشكل دائم في وكالة أنباء عالمية، وعلى صعيد الجوائز تريد أن تحصل على "جائزة دبي" للسنة الجارية عن مجموعة التحقيقات التي انتجتها.
" اشتغلى لأن شغلك هو قيمتك، وهو إللي هيعمل اسم" بهذه الرسالة وجهت رنا نصيحتها إلى الفتيات.
الكاتب
سمر حسن
الإثنين ٢٩ أغسطس ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا