”كريمة عبود”...أول مصورة فوتوغرافية فلسطينية...صاحبة الأرشيف العظيم
الأكثر مشاهدة
تقف إلى جانب الكاميرا متحدية، لتخترق عالم كان مخصص للرجال فقط، يعود أرشيفها إلى عام 1913 ليحمل العديد من الصور للعائلات العريقة، والتراث الفلسطيني، سهلت التصوير للعائلات التى كانت تنظر إلى التصوير على أنه نوع من أنواع المحظورات، بافتتاحها استوديو لتصوير النساء في "بيت لحم"، فهي "كريمة عبود" أول مصورة فلسطينية.
ولدت 1894 في "الناصرة"، والدها القس سعيد عبود، ووالدتها معلمة، وتنحدر من عائلة ذات جذور لبنانية تعود إلى بلدة الخيام الجنوبية، وقد نزحت العائلة إلى الناصرة في أواسط القرن التاسع عشر، تعلمت المراحل الأبتدائية في الناصرة ، وانتقلت إلى القدس في المرحلة الثانوية، والأكاديمية في بيت لحم،
تعلمت كريمة عبود حرفة التصوير لدى أحد المصورين الأرمن في القدس، وساندها والدها من أجل بدء حلمها منذ عام 1913، فأهداها آلة تصوير فتعلقت بها وراحت تلتقط الصور للمدن والأماكن الطبيعية والمعالم التاريخية، ولأبناء عائلتها والأصدقاء.
ولم تكتف بذلك ولكن افتتحت استوديو لتصوير النساء في بيت لحم، وكان من شأن هذا الاستوديو أن أتاح للعائلات المحافظة تصوير النساء بلا حرج، ثم افتتحت مشغلاً لتلوين الصور وإكسابها لمعاناً، وفي تلك الأثناء كانت تلتقط الصور المختلفة للمدن الفلسطينية الخمس: بيت لحم وطبرية والناصرة وحيفا وقيسارية، وانتشرت صورها بالتدريج في منازل العائلات المترفة في دمشق والسلط وبيروت والشويفات.
وأمكن العثور على مجموعة ثانية لها تعود إلى سنة 1913، وهي تتألف من صور التقطت داخل الاستوديو لنساء بأزيائهن الجميلة.
كان لـ"كريمة عبود" دور كبير في تلك المهنة التي كانت دخيلة على المجتمع العربي الشرقي، خاصة أن الكثير من العائلات المحافظة لم تكن تقبل بأن تظهر على عدسات هذه الاختراع الغريب باستثناء بعض العائلات العريقة التي كانت تتبناها بالتصوير الجماعي وهو ما تثبته الصور القديمة لبعض عائلات القدس ويافا وحيفا وحتى غزة خلال الانتداب البريطاني.
في صيف 2006، تم الأعلان عن ألبومات من تصوير كريمة عبود لدى جامع مقتنيات قديمة، وهو إسرائيلي من مدينة القدس وتوفيت ودفنت في بيت لحم تاركة مئات الصور التي تجسد مرحلة هامةً في التاريخ الفلسطيني الحديث.
وتكريما لها أطلقت كلية دار الكلمة الجامعية مسابقة جائزة المصورة كريمة عبود للتصوير الفوتوغرافي.
كما صدر كتاب (كريمة عبود :رائدة التصوير النسوي في فلسطين) بحجم 142 صفحة، للقس الدكتور متري الراهب والدكتور عصام نصار وأحمد مروات سنة 2013، يضم الكتاب عدة دراسات منها دراسة د.عصام نصار حول بدايات التصوير المحلي في فلسطين من وحي كريمة عبود بالانجليزية وترجمته الى العربية السيدة أليزا اغازريان ونقحه سلامة رزق الله.
تعرضت لنوبات من الحمى المتواصلة وتوفيت بتاريخ 27أبريل 1940، عن عمر 47 عاما حيث عانت من مرض الفشل الكلوي ودفنت في مقبرة الكنيسة اللوثرية .
الكاتب
سمر حسن
الأربعاء ٣١ أغسطس ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا