مريم نعوم ..”هادئة الملامح” ” ثائرة الذات”
الأكثر مشاهدة
حررت بقلمها المرأة من أسر القهر المجتمعي، توجت أعمالها بالعنصر النسائي في مواجهة المجتمع الذى يغلُب عليه الطابع الذكورى، دقت على قلوب النساء المصريات بأشعالها فتيل مشاكلهم من خلال ملحمتها "بنت اسمها ذات"، وسلطت الضوء على هموم المجتمع بعملها "سجن النسا"، وأقلع الكثير عن الأدمان بفضل مسلسلها "تحت السيطرة"، وعمرت أعمالها بالمؤنث التى تم تهجيره من المجال العام، وينتظرها مريدينها أعمالها القادمة بشغف الطفل الذى يكتشف العالم الجديد، فهى امرأة اسمها (مريم نعوم).
بنت الفن فنانة
هي ابنة الروائي "نبيل نعوم" والفنانة التشكيلية ومصممة الحلي الشهيرة "سوزان المصري"، تركت دراسة الإقتصاد في فرنسا من أجل شغفها للكتابة ،وعادت إلى مصر لتدرس السيناريو في معهد السينما، وبدأت "نعوم" مشوارها الدرامي بالمشاركة فى ورشة كتابة أشرفت عليها الكاتبة "عزة شلبى" ، وأنتجت مسلسل (كلام نسوان) 2009 للمخرج "عمر عبد العزيز" ، ثم كتبت بمفردها أول أفلامها وهو (واحد/ صفر) الذى حصد أكثر من 50 جائزة)
المؤنث توج أعمالها
أصبحت أعمال "نعوم" بمثابة الملجأ الذى يهرب أليه النساء من سجن المجتمع الذى ينخر فى عظامهم، بقيد عاداته وتقاليده، وتعزيزه للعنصر الذكوري، فمسلسها "بنت اسمها ذات-2013" استعرض بعمق التحولات الاجتماعية من خلال شخصيته المحورية "ذات" في مصر طوال 59 عاما، حيث تبدأ أحداثه في الساعة السابعة إلا ربع من صباح 23 يوليو 1952 بقيام الثورة ،التي أنهت (الحكم الملكي) ،وينتهي في 25 يناير 2011 بالثورة التى إطاحت بمبارك عن الحكم، وسلطت الضوء على "ذات" - التى تشبه العديد من النساء- ، والتى قادها قدرها إلى "عبدالمجيد".
وكشفت بعملها "سجن النسا-2014" هموم نسوة ظُلمن من المجتمع ،فعزفت بقلمها على مآسى من شدة واقعيتها اعتبرها الكثير أنها درب من الخيال، وعرت المجتمع خلف جدران السجن، فشخصيته الرئيسية "غالية" التى قادها حبها لـ"صابر الندل " وخيانة صديقتها "نوراة" إلى سجانة متهمة بالقتل، و"دلال" الذي جلدها المجتمع بظروفه القاسية ونكران والدتها لها إلى "فتاة ليل" ، وكشفت لنا الصراع الطبقى من خلال "رضا" الخادمة الآتية من الريف، التي حرقت سيدتها، واضعة المشاهد فى حيرة التعاطف مع الخادمة أم مهاجمتها، وأوصلت " نعوم" رسلتها على لسان غالية من خلال جملتها :" السجن مش سور عالي وباب مقفول عليك.. السجن ممكن يكون في هدمة مش عايز تلبسها.. ناس مش عايز تشوفها.. شغلانة مش حاببها.. السجن كسرة وقهرة نفس".
نفت وهم السيطرة
حررت بملحمتها "تحت السيطرة-2015" الكثيرون من الأدمان ، فكانت رسالتها المباشرة التخلص من سرطان الأدمان الذى ينهش فى جسد صاحبه حتى يقوده إلى المهالك، ولكن رسالتها الخفية الموجهة إلى جمهورها هو التخلص من أدمان أى شىء سواء كان "شخص" "عادة"، وعدم الوقوع تحت سيطرتها، واختتمت العمل بأداء الممثل الرائع "ماجد الكدواني" الذى استطاع أن يُلخص العمل فى تسع دقائق، وتجسيده لشخصية "رؤوف" المدمن المتعافى الذى يجلس فى أحد اجتماعات الزمالة ليتحدث عن تجربته مع الإدمان وكيف أنه كان يشتري المخدرات من خلال بيع أدوية علاج والدته ، كما تحدث عن تجربته مع التعافي ثم الانتكاس ثم اصراره على التعافي لمدة 8 سنوات والسبب هو رؤية إبنه له وهو يتعاطى ونظرات الخوف التي سيطرت عليه.
تربعت على العرش النسائي برفقة "أبو ذكرى"
صنعا "مريم نعوم" والمخرجة "كاملة أبو ذكرى" دويتو رائع وصلت أعمالهم إلى حد المثالية من خلال اكتمال العناصر الفنية وتضافرها، وذلك وليدة التآلف والأرضية المشتركة بينهم ، فشبهت "نعوم" فى أحدى لقاؤتها علاقة الكاتب بالمخرج بـ"علاقة الزواج" التى تقوم على الفهم المتبادل، فاقترن أسمهم ببعضهم البعض، فبدأ تعاونهم فى فيلم ( واحد صفر-2009) ليتجدد اللقاء بعدها بأربع سنوات في "ذات"، ثم "سجن النساء".
تستكمل تحديها بعملها القادم (واحة الغروب)
قالت "نعوم" فى حوارها مع وكالة أنباء "رويترز" أن عملها القادم لمسلسل مأخوذ عن رواية (واحة الغروب) للكاتب "بهاء طاهر"، يستعرض الفترة التي تلت الاحتلال البريطاني لمصر عام 1882 بعد هزيمة الثورة العرابية وتدور أحداثه في واحة سيوة في شمال غربي البلاد، وأضافت أن الواحة البعيدة وغير المعروفة لكثيرين ستكون بطلا للمسلسل رغم ندرة المراجع التاريخية عنها وأن هذا سيكون نوعا آخر من التحدي.
الكاتب
سمر حسن
الإثنين ٠٥ سبتمبر ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا