”السفر” تذكرة ”خلود أبو الخير” للوصول إلى الحلم
الأكثر مشاهدة
فتاة وضعت السفر هدفاً نصب أعينها، ليس من أجل السياحة ولكن من أجل التعلم، والحصول على الخبرات المتعددة، لم يعوقها سكنها خارج "القاهرة" من تحقيق طموحها، ولم تقف مركزية العاصمة أمام شغفها بالسفر، وجدت في المنظمات الدولية الملاذ الآمن لطموحها، فجذبتها طبيعة أفريقيا، والقضايا الشائكة في العراق، وتجربة تركيا، وخططت حتى أن التحقت بتذكرة الطموح لتحقيق أحلامها، فهي ابنة "الدقهلية" (خلود أبو الخير).
وقف أهل"خلود" الفتاة العشرينية التي تعمل الممثل الرسمي لأكاديمية "فاناك-Fanack )في مصر ، وتعمل على ملف (التغير المناخي- Climate Tracker)، ومدربة تعايش مدني من "معهد جوتة"، إلى جانب حلمها بتشجيعها على السفر لتحقيق طموحها، ولكنها وضحت أن المرة الأولى لسفرها لم تخبر أحد من أهلها إلا بعد الانتهاء من تجهيز الأوراق بشكل كامل حتى تضعهم أمام الأمر الواقع في حالة رفضهم، وخاصة أن البلد الأولي التي سافرت أليها كانت (العراق) المصنفة ضمن البلدان الخطر السفر أليها.
خطر العراق لم يمنع شغف "خلود بالسفر"
وكان عام 2013 هو بداية تحقيق حلم خلود " كان عندي دافع جامد أني أسافر بس في نفس الوقت أنا عارفة أن مش أي سفر بيكون مضمون، والجهة الداعية وأيه الهدف من الحضور بالنسبة للجهة المنظمة ، ومش عاوزة أسافر مع جهة تكون لها أهداف غير واضحة"، وأكدت على أن هدفها من وراء السفر هو التعلم.
وكانت الصدفة هي الخطوة الأولي في مشوار سفر "خلود"، فعرفت بالصدفة أن هناك مؤتمر جامع لمختلف الشخصيات المبدعين في مجالاتهم من الشباب في بغداد، وقدمت فيه، وبعدها بفترة أتي لها الموافقة على الاشتراك في المؤتمر.
فتح السفر أمام "خلود" آفاق عديدة فوجهت قبلتها نحو الاهتمام بالقضايا الدولية فضلا عن تخصصها في مجال الصحافة والإعلام، وقالت: "برغم إني صحفية واشتغلت في قنوات تليفزيونية وصحف كتير بس الهدف من السفر المشاركة في فعاليات دولية بتمس مجالات كتير مش إعلامية بس، وده بعدين خلاني اشتغل في الجهتين، الإعلام والمشروعات الدولية"
وتعددت البلاد التي ذهبت أليها ومنها ( العراق وتركيا والأردن ولبنان وتانزانيا)، ومن أهم البلاد بالنسبة إلى خلود "العراق وتركيا وتنزانيا"، وأرجعت ذلك إلى الخبرات التي استمدها من خلال سفرها لهذه البلاد، فالعراق، كان العمل على مشروع كبير يجمع الشباب من كل الدول العربية بهدف التجمع على كيان كبير بعيد عن كافة الخلافات العربية.
وسافرت إلى "تركيا" لحضور مؤتمر لبعض القيادات الإعلامية البارزة وكان الاستفادة ليس المؤتمر فقط بل تجربة السفر إلى تركيا فكانت مغامرة لـ(خلود) بكل المقاييس على الصعيد النفسي والمهني، وصراع لغة أهل البلد الذين لا يتحدثون اللغة العربية والإنجليزية، وتغلبت خلود في بادىء الأمر عن طريق التعامل بالأشارات ولغة الجسد ثم تحصلت على مجموعة من الكلمات التركية التي ساعدتها على تجاوز هذه العقبة.
زيارة "تنزانيا" الأفضل لدي خلود
ولكن زيارة (تنزانيا) كانت الأفضل لدى "خلود"، وذلك بسبب أنها أول بلد غير عربية تسافر أليها، بالإضافة إلى أن السفر إلى إفريقيا مختلف تماما لأسباب كثيرة وقالت أن طبيعة الأرض والناس والجو العام للقارة مختلف تماماً.
أنا سافرت لحضور "الحوار الافريقي MINDS" السنوي وكان بيضم مشاركين من مختلف الدول الإفريقية لمناقشة قضايا التنمية والمشكلات التي واجهت المجتمعات الإفريقية مثل الاحتلال والثورات والحروب الأهلية، وصولا للوضع الحالي لكل بلد وكيفية تنميتها وتوحيد الشعوب كوحدة إفريقية لها أهداف تنموية مشتركة"
ولفتت أن الاستفادة العظمى من زياراتها إلى إفريقيا كانت من التواصل مع رجال ونساء وفتيات وبنات كلاً منهم يعتبر "حكاية طموح"، وتعلمت منها الكثير من الناحية الشخصية والمهنية.
صعوبات السفر متعددة ولكن الفوائد أهم
وانتقلت "خلود" إلى شرح أهم الصعوبات التي واجهتها سواء من المنزل أو الإجراءات الروتينية، فقالت أن خوف الأهل كانت العقبة الأولية أمام سفرها فرغم كون والداها (كاتب) ومتفهم إلا أنه يخاف عليها خوفاً شديدة، ولكن تغلبت على هذه العقبة بالإصرار، وبالنسبة لباقي العقبات قالت:" الظروف مرة اضطرتني أخد الفيزا بتاعتي في نفس يوم السفر فسافرت من القاهرة لإسكندرية ومن إسكندرية للمطار عشان ألاقي الطيارة، طلعت واستنيت فالمطار الرحلة إللى بعدها ووصلت تركيا تاني يوم فكانت لمدة ٢٤ ساعة سفر بين القاهرة وإسكندرية واسطنبول لوحدي"
ومن المواقف الآخرى التي واجهاتها الطيارة المتجهة إلى "أديس أبابا" لـ"دار السلام" نزلت هبوط اضطراري لعطل في الطيارة، وجلست يوم كامل مسافرة ترانزيت من غير انترنت وأهلها لم يعلموا شىء عن مكانها، كما أن تعامل كل بلد مختلف عن الآخرى على حسب ثقافة البلد وللتغلب على ذلك بمثل تؤمن به في حياتها وهو ""put yourself in the other shoe المترجم "حط نفسك مكان إللي قدامك" بأنها تتعامل بتعامل البلد التي تذهب أليها بأنها افريقية او كتركية او كعراقية مش مصرية، أي الأندماج مع أكل وثقافة ونمط حياة البلد.
وكانت أهم العقبات التي ركز عليها موقع (احكي) خلال الحوار هي عقبة "الفلوس" ، وقالت "الفلوس" بتختلف على حسب الغرض من السفر وتختلف من شخص إلى آخر حسب طبيعة السفر، يعني لو في مؤتمر Fully Funded""، بتكون المال المطلوب لتغطية المصاريف الشخصية فقط، ولكن في حالة السياحة تتطلب بأموال أكثر، ولفتت إلى أنها تبحث على الانترنت لكي تعرف البلد التي ستسافر أليها وتكلفتها وتبحث عن أكثر الوسائل التي تقلل النفقات.
وإلى جانب العقبات تحدث عن المميزات التي تعود عليها فقالت أن اللغة واكتساب عادات جديدة، والتعرف على ثقافات أكل مختلفة وطريقة التواصل مع شخصيات مختلفة من أهم المميزات التي تعود عليها، وألقت الضوء على أن الهدف الرئيسي من وراء سفرها هو التعلم ، والارتباط بكيانات لها أهداف مجتمعية ودولية.
وقالت أن فكرتها عن "الزواج" اختلفت تماماً:"وبالنسبة للجواز كمان فكرتي عنه اتغيرت للأفضل ولا أقبل بالقليل أو أي جواز مش قايم على اساسات سليمة ومش مرتبط بسن معين مش فارق معايا كتير المهم الاختيار".
الكاتب
سمر حسن
الثلاثاء ٢٠ سبتمبر ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا