ملكة جمال الصعيد.. مسابقة تتحدى الجنوب المحافظ
الأكثر مشاهدة
منذ إعلان فاطمة بكر، خبيرة التجميل، التي تسكن محافظة أسيوط، عن تنظيمها مسابقة "ملكة جمال الصعيد"، التي يتم تنظيمها لأول مرة، والمقرر أن يُعقد حفلها الختامي في 10 أكتوبر القادم، وانهالت عليها التعليقات الرافضة والداعية إلى إلغاء المسابقة.
المجتمع الصعيدي لم يقبل فكرة المسابقة، وبدأت الدعوات الرافضة لانعقادها، فتوضح فاطمة بكر تلقيها تهديدات بقتلها وحرق مقر إقامة المسابقة، في ظل وجود ترحيب من كثيرين أخرين اعتبروا المسابقة وسيلة لإبراز مجتمع الجنوب بالطريقة المناسبة، وأنه ليس المجتمع المنغلق وغير المتحضر الذي يُروج له في الإعلام والدراما عبر الصورة النمطية.
تقدمت للمسابقة 250 بنتا، كما تقول بكر، من بين أفضل عشرة سيتم اختيار ملكة جمال الصعيد في حفل ختام المسابقة بأحد فنادق أسيوط. وتواجه بكر التعليقات السلبية حول المسابقة "الهدف هو إبراز جمال الروح والشخصية لفتيات الصعيد، وليست عرضا لجمالهن وقوامهن وأجسادهن"، موضحة أن هناك سوء فهم من الرافضين لاعتقادهم بأن المسابقة ستركز على الجمال الجسدي وتبرزه.
شروط المسابقة لا تركز على الجمال الجسدي وحده، رغم أنها لا تنكر أهميته، حسب توضيح بكر، ولكنها تهتم بضرورة أن تكون المشاركات متعلمات وحاصلات على مؤهل عال، وتتراوح أعمارهن بين 18 و35 عاما، ويحفظون أجزاء من القرآن الكريم والأحاديث النبوية، كما يجب أن يكون لكل منهن دور في المجتمع، وتساهم بشكل كبير في التطوع لتنمية البيئة المحيطة بها، ورعاية ذوي الاحتياجات الخاصة.
وحتى تكون ملكة الجمال مثال يُحتذى به لفتيات أخريات، يعتمد اختيارها على عدد من المعايير، أهمها الجانب الثقافي، واللياقة، والدور الاجتماعي، فمن بين المتقدمات فتاة استطاعت أن تقرأ ألف كتاب، وتتكون لجنة التحكيم من نشوى لطفى، مصممة واستايلست مجلة آخر موضة، منى الجمل، خبيرة التجميل، آية محمود، مصممة أزياء ومنسقة ملكة جمال الحجاب، رحاب المحمدي، صاحبة برنامج فن الإتيكيت، وأعضاء تدريس بجامعة أسيوط.
وتقول إحدى المشاركات، في لقاء تلفزيوني، "أنا مندهشة من الهجوم على المسابقة، خصوصا أنها لا تتعارض مع قيم وعادات الصعيد"، موضحة أن المسابقة عالمية وكل مجتمع ينفذها حسب تقاليده. وتقول أخرى "إحنا معملناش أي غلط، وظهرت بحجابي وباللبس اللي بروح بيه جامعتي أو شغلي"، وتؤكد مشاركة أخرى على تشجيع أسرتها لها "قالوا لي لازم تثبتي أنه المرأة في الصعيد ليها وجود".
ورغم التوضيحات التي أبرزتها فاطمة والمشاركات في المسابقة، إلا أن هناك من دعوا إلى إلغائها، ففال ضياء العجيمي، مسئول تمرد محافظات الصعيد، إن المسابقة متاجرة بفتيات الصعيد، واعتبرها استهزاء بمشاعر الأهالي، بينما قال الدكتور عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى الأسبق، إن المسابقة حرام شرعا.
في حين اختلفت معهم الدكتورة آمنة نصير، عضو مجلس النواب، وأستاذ الفلسفة بجامعة الأزهر، ورأت المسابقة ليست حرام طالما تحترم وتحافظ على خصوصية الصعيد واحتشام المرأة، ولكن فضلت أن يتغير اسمها إلى "ملكة الثقافة بالصعيد"، واتفق معها النائب مصطفى بكري، ورجح أن يكون اسم المسابقة "ثقافة المرأة الصعيدية"، حتى لا تصطدم مع العادات والتقاليد.
الكاتب
هدير حسن
الإثنين ٠٣ أكتوبر ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا