”يسر ذكي”..محاربة السرطان بسلاح الشجاعة

امرأة أربعينية، تظهر على وجهها ابتسامة الرضا، تتحدث بنبرات تحدي، قررت أن تنتصر على عدوها، وأن تحسم معركتها بالشجاعة والمواجهة، بدلاً من الاختفاء وراء شبح الخوف، لم يهزمها خبر إصاباتها بسرطان الثدي، ولا يرهبها العلاج الكيماوي، وكانت المتابعة المكثفة بمثابة طوق النجاة لـ(يسر ذكي).

"نجاتك في الاكتشاف المبكر، أوعي تخافي وتابعي"، بدأت "يسر ذكي" المحاربة لمرض سرطان الثدي بهذه الكلمات بنبرة شجاعة خلال حوارها مع موقع "أحكي"، وقررت أن تبدأ حوارها بنصح جميع الفتيات بالمتابعة المكثفة منذ سن صغير، وعد الانتظار لما بعد الأربعين من العمر، لافتة إلا أن من الممكن إصابة الفتاة وهي صغيرة بهذا المرض.

واستكملت رسالتها بأن يجب على كل فتاة أن يكون لديها الدراية الكافية بأعراض سرطان الثدي، وقالت :" ففي حالتي أنا اكتشفت المرض من خلال المتابعة الدائمة التي قمت بها".

وعن سبب المرض، أوضحت "يسر" أنه ليس من الضرورة أن يكون وراثي، ففي حالتها لم يكن وراثي، وقالت أنه من الممكن أن يكون سببه نوعية الأكل والإشعاع والأدوية والهرمونات.

وعن بداية اكتشاف "يسر" للمرض قالت أنها عندما وجدت تغير في ثديها، ذهبت إلى  طبيب جراحة، ونصحها بإجراء الماموجرام - هى نوع خاص من أنواع الأشعة السينيه العادية x-ray حيث تستخدم لفحص الثدى بهدف تشخيص أورام الثدى-، والسونار، ولكن السونار هو الذى كشف المرض.

"كانت أشياء بسيطة، وطلب مني العملية على الفور" بدأت يسر بألقاء الضوء على مرحلة اكتشافها للمرض الذي أصابها منذ أربعة سنوات، وأخبرها الطبيب أن مدة التعافي من المرض تستمر سبع سنوات، ولكنها قالت في نظرة شاردة "أنا عارفة أنه هيستمر عشر سنوات".

وفيما يتعلق بالمؤشرات التي تظهر على الثدي، قالت يسر أنها لم يظهر عليها أى تغيير سوى تكون ورم صغير اكتشفته خلال الفحص، بالإضافة إلى ألم شديد في ذراعها. 

ورجعت "يسر" بالذاكرة إلى الخلف لكى تحكي الخطوات التي قامت بها إبان معرفتها بالمرض، فقالت أنها قامت على الفور بإجراء عملية استئصال الثدي، ثم بعد ذلك بدأت في كورس العلاج بالكيماوي، وشرحت أن تحديد جرعة العلاج الكيماوي تتوقف على حسب كل حالة، وقالت أن الحالات عبارة عن ( المرحلة صفر- المرحلة الأولى- المرحلة الثانية (أ)- المرحلة الثانية (ب)، المرحلة الثالثة (أ) المرحلة الثالثة (ب)، المرحلة الرابعة)، وبينت أنها كانت في المرحلة الثانية (أ)، وبعد إجراء العملية وجرعات الكيماوي قامت بمرحلة العلاج بالإشعاع.

وبنظرات محبة منبعثة من أعين "يسر":"جوزي كان أهم سند ليا"، بدأت بالحديث عن الدور الداعم لزوجها منذ اليوم الأول من علمها بالمرض وكافة المراحل التالية، ووضحت خلال يأسها كان زوجها أول من يدعمها على الاستمرار.

واختتمت حديثها مع موقع "احكي" بإرسالة رسالة تأكيد آخرى إلى الفتيات، "المتابعة والأكتشاف المبكر، أهم مرحلة من مراحل العلاج، لأن الاكتشاف المتأخر من الممكن أن يكون له نتائج كارثية"، وأوضحت أن الاكتشاف المتأخر يسبب إلى دوامة العلاج الكيماوي قبل العملية وبعدها.