”آني باركر”..المرأة التي هزمت السرطان ثلاث مرات ووصلت إلى أهم اكتشاف طبي
الأكثر مشاهدة
المريض كالغريق يتعلق بالأمل كتعلق الطفل بأمه، وخاصة لو كان المرض التي نتحدث عنه كما يطلقون عليه في "الخبيث"، فعندما يعلم المريض أنه مصاب بمرض السرطان، تتحول دنيا البعض إلى مأساة وينتظرون نهاية الحياة، والبعض الآخر يتخذ المرض بداية جديدة لحياة أكثر إنجازاً، وهذا ما حققتة المصابة بسرطان الثدي "آني باركر".
فتاة فقدت في الرابعة عشر من عمرها والدتها، وتكرر سلسلة الفقد لديها، ففقدت وهي في السادسة والعشرين من عمرها شقيقتها، وفي نهاية العقد الثاني من عمرها كادت أن تفقد نفسها، ولكن الإرادرة مكنت "آني باركر" من هزيمة "السرطان" ثلاثة مرات.
ولدت في كندا 1951، وعندما علمت أن مرض السرطان له تاريخ في العائلة، تحكم التوتر والقلق في حياتها، وكانت دائمة المتابعة والفحص، وفي يوم من الأيام وهي واقفة أمام المرآة، تحول هاجس "آني" إلى حقيقة وأصيبت بسرطان الثدي وهي في بداية الثلاثين من عمرها، مما أدى إلى استئصال ثديها.
لم تستسلم "آني" لتشخيص مرضها على أنه "سوء حظ" ولكن كرست حياتها، وفقدت زواجها بسبب بحثها عن السبب الأصلي لتاريخ المرض في العائلة.
ونشأت صداقة بين عالمة الجينات الأمريكية "ماري كلير كينج" و "آني باركر" أثناء بحثها عن الرابط بين الحمض النووي ومرض السرطان، حتى تمكنا الاثنان من الوصول إلى أهم الاكتشافات الطبية المتعلقة بعلم الجينات، وأن هناك صلة وراثية لأنواع معينة من السرطان.
اكتشفوا الجين المسؤول عن كثير من سرطان الثدي وسرطان المبيض، وهو BRCA1، وأن 5 إلى 10% من جميع سرطان الثدي ورايثة.
وفي عام 2006 أصيبت "آني" بالسرطان مرة آخري، وخضعت لعملية، ومزيد من العلاج ىالكيماوي، ونشرت آنى كتاب عن سيرتها الذاتية في 2014، وكتبت :" "كنت أعرف أن هناك سببا وأنا على قيد الحياة، وآمل أن قصتي أن تكون منارة للأمل لضحايا السرطان وأسرهم في جميع أنحاء العالم."
فيلم "Decoding Annie Parker"
يحكي فيلم "Decoding Annie Parker" قصة " آني باركر" وعلاقتها بمرض السرطان حتى وصلت إلى واحد من أهم الاكتشافات الطبية في القرن العشرين "آني باركر"، وهي ابنة ذات كاريزما عالية، ترعرت وسط المآسي، حيث أن جدتها والدتها وأختها وقعتا ضحية لمرض سرطان الثدي.
ولاحقا اكتشفت أنها مُصابة بالمرض ذاته، تتشابك قصتها تدريجيًا مع متخصصة علم الوراثة والجينات (ماري كلير كينج)، والتي تكتشف الجين المسؤول عن توارث المرض وتُحدث ثورة في عالم الطب.
الكاتب
سمر حسن
الثلاثاء ٢٥ أكتوبر ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا