حكاية الرحالة ”إيمان الأمير” من ”شغف السفر” إلى ”أدب الرحلات”
الأكثر مشاهدة
"أنا أعيش في هذا العالم الكبير عندما أكبر سأذهب إليه ليراني"، كلمات تفوهت بها الطفلة الصغيرة، وهي بالصف الثاني الابتدائي، فاستبدلت حلمها من اقتناء لعبة مفضلة، أو الذهاب إلى الملاهي بحلم السفر إلى بلدان العالم، فالسفر بالنسبة لها حياة جديدة، وعالم مختلف، وحققت شغفها بزيارة 190 مدينة في 31 دولة، ونقلت الرحالة "إيمان الأمير" تجاربها في أكثر من كتاب.
شنطة سفر "إيمان" تجولت بين 180 دولة حتى الآن
استمدت حدود حلمها بتجوال العالم من رحم "البحر الأحمر" التي ولدت بمحافظته عام 1979، ولكنها انتقلت لكي تستقر بالعيش في محافظة "القاهرة"، وبدأت حكاية "إيمان" بالسفر من رحلة المدرسة عام 1986 للحديقة الدولية حيث يوجد ركن لكل بلاد العالم، وكل يوم يكبر حلمها بالسفر ولم تنسى حلمها بل لبته بالتحقق والترحال من دولة إلى دولة.
"زرت كافة ربوع مصر من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها، رأيت وجه مصر الآخر الذي لا يعرفه الكثيرين، رأيت الفلاحين المزارعين، البدو والنوبيين ، المراكبية وعمال التراحيل"، فبدأت الأمير بالسفر الداخلي بين ربوع محافظات مصر، لكى تبدأ معرفتها بوطنها أولاً.
وانتقلت "الإمير" للترحال بين دول العالم فزارت 190 مدينة في 31دولة، وتقول أن السفر يجعلها تتعرف من جديد على نفسها، وترى "الله" في عيون كل الشعوب رغم اختلاف ألوانهم وأجناسهم، وكانت أوغندا وسلوفينيا وسريلانكا ومدينة سان لويز دي بارايتنجا في البرازيل من أكثر البلاد تعلقاً بقلب أيمان الذي اختار السفر لكي يعشقه.
معرفة العالم الهدف من وراء سفر "الأمير"
وكان الهدف من وراء سفر "إيمان" معرفة العالم والثقافات المختلفة، وقالت أن فوائد السفر لا تعد ولا يمكن حصرها، فهو قادر على تغيير الأفكار والمفاهيم، وتوسيع المدارك لتستوعب العالم بثقافاته ودياناته وأجناسه.
ولم يخلو سفر "الأمير" من المواقف الكثيرة والصعبة، ذكرت أن أغرب موقف تعرضت أليه حريق المطار في "كينيا" قبل رحلتها بيوم، ومع ذلك غيرت الحجز ولم تتخلى عن الرحلة.
نصائح "إيمان" لتقلصة تكاليف السفر
ووجهت " الأمير" رسالة إلى الأهالي الذين يمنعون بناتهن من السفر، بأن يمنحهن فرصة السفر من خلال مؤسسات أو مع مجموعات سفر مختلفة أو مع أخريات لهن خبرة في السفر، ونصحت البنات بأن تضع خطة لنفسها، وتدخر للسفر ، وتقرأ كثيراً عن البلد الذي تود زيارتها لكي يرى أهلها أنها مستعدة ومتحمسة وليست مجرد رغبة عابرة، وأنهن قادرات على خوض التجربة.
ويعتبر العائق المادي هو المانع الرئيسي لحلم البنات بالسفر، فوصفت "أيمان" كيف تدخر من أجل رحالاتها المختلفة فقالت أنها تستغنى عن الكثير من الأشياء، بالإضافة إلا أنها تقلل الخروجات تماما ولا تنفق على الملابس إلا بشكل متواضع جداً، وجمعيات الإدخار بين الأصدقاء والأقارب، أو تقسيط بعض الرحلات، ولفتت أن من أهم الأشياء التي تساعد على تقليل النفقات التخطيط المبكر للرحلة، لأنه يضمن توافر رحلات طيران رخيصة، والإقامة منخفضة التكاليف في "هوستيل" أو فنادق بسيطة.
ولم تتوقف نصائح إيمان للبنات اللاتي ترغبن بالسفر عند هذا الحد، بل وصلت لحد وصولهم إلى البلاد ، فقالت لابد أن يكون لديهن خريطة للبلد، وأن يخططن لكل يوم ، وذلك يتم تحقيقه من خلال التواصل مع أهل البلد بواسطة الانترنت، ولخصت في قولها " الخوف يكمن في أفكارنا نحن، تلك قناعات زائفة آن لنا أن نحيا بدونها، وما كان الله ليخلق كل هذا العالم لنعيش في بقعة واحدة، والآن يا صديقتي هل ما زلتي تهابين السفر".
اللغة مش عائق وبرامج الموبايل هي الحل
يتحدثون سكان العالم بأكثر من 7000 لغة وفقاً لمنظمة اليونسكو، ولكن هناك اللغات الأساسية وتخشي الكثيرات السفر بسبب عائق اللغة، وقالت "الأمير، في هذا السياق أن اللغة الإنجليزية ليست لغة التعامل في كل بلدان العالم، ولكن عرضت بعض الحلول للتغلب على هذا العائق وقالت أن قواميس اللغة، وبرامج الموبايل تسهل هذا الموضوع، وعلى الرغم من عمل "الأمير" إلا أنها تخطط لإجازات السنة من بداياتها، وتقوم بمعرفة الإجازات الرسمية والأعياد مع عطلة نهاية الأسبوع، لكي تحدد ميعاد سفرها.
السفر حول قدر "إيمان" إلى الكتابة في مجال أدب الرحلات
"لم أكن أعلم أن السفر سيكون قدري لتغيير حياتي، والكتابة في مجال أدب الرحلات"، فلم يكن السفر مجرد هواية عند إيمان فقط، بل بجانب عملها " استشاري نظم معلومات جغرافية" مجال تخصص تعليمها فهي حاصلة على دكتوراة في نظم المعلومات، فترجمت سفرها إلى الكتابة في مجال أدب الرحلات.
وكانت التذكرة الأولى في بداية رحلة كتابة إيمان، بعد انتهاؤها من الدكتوراة، وبدأت بكتابة المقالات عن مواقفها في السفر، وعقب ذلك ظهر كتابها الأول إلى النور وهو، "في رحلة الحياة "وتوفر بطريقة برايل، وباللغة العربية والإنجليزية.
وكتاباها الثاني كتاب "يا مسافر وحدك"، الذي يضم حكايات لأشخاص قابلتهم الكاتبة في رحلتها إلى باريس من دول مختلفة مثل "كندا، وإثيوبيا، وفرنسا، وجواتيمالا، وإيران، وأمريكا، والمغرب، ولبنان، وسوريا، وماليزيا، وإنجلترا، وأستراليا"، وكتبت في إهداء الكتاب "إلى المسافرين في كل أرجاء الدنيا، إلى الذين لم يسافروا بعد، إلى الخائفين من الطريق، إلى المرتحلين بلا رفيق، إلى الباحثين عن ذاتهم،إلى السائرين وراء أحلامهم، إلى من لم يسافروا وحدهم بعد، واصلوا المسير، الحياة مختلفة على الجانب الآخر من النهر".
تحدثت في سلسلة مقالاتها عن الأطعمة المميزة في شهر رمضان وأجوائه وطقوسه في هذه البلاد وعدد ساعات الصيام في كل بلد وبعض المعلومات الجغرافية عنها، وجمعت ذلك في كتاب "رمضان في عيون المسافرين"، وكشفت خلال حوارها مع موقع "احكي" أن كتابها الجديد سيطلق في معرض الكتاب القادم.
مشروع الأماكن حواديت لنقل خبرة السفر
كللت "إيمان" سفرها بتدشين مبادرة "الأماكن حواديت"، وهي عبارة عن مبادرة لإستضافة حكايات الرحالة والكتاب عن الأماكن، كما أسست في شهر يوليو الماضي "رابطة الرحالة المصريين"، بالتعاون مع أكثر من 20 رحالة مصريين ، وخبراء السفر، وكتاب أدب الرحلات.
ولفتت "الأمير" إلى أن الرابطة دشنت السبت الماضي أول "ايفنت للرابطة" تحت مسمى "تحدي السفر"، والايفنت القادم سيكون تحت مسمى "كبسولة سفر".
الكاتب
سمر حسن
الأربعاء ٢٣ نوفمبر ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا