رضوى عاشور..النجمة الساطعة في سماء النضال
الأكثر مشاهدة
حياتها مثل البلدان مسطرة بالأحداث التاريخية، مفعمة بالنضال منذ اليوم الأول لميلادها عام 1946 في المنيل بعد عام واحد من الحرب العالمية الثانية، وقبل عامين من هزيمة العرب في 1948، ساعدها منزل والدها على الوعى الثورى منذ طفولتها، فكان يطل على كوبري عباس الذي فتحته قوات الأمن على الطلبة في انتفاضتهم في فترة ولادتها، حتى اشتراكها في ثورة الخامس والعشرين من يناير، وتميز مشروعها الأدبي بتيمات التحرر الوطني والإنساني، فزرعت الوعى الثوري وقيم الوعي بالحرية في نفوس الشباب.
محطة الشتات
فى عام 1979، فى ظل حكم الرئيس الراحل أنور السادات، تم منع زوجها الفلسطيني "مريد البرغوثي" من الإقامة فى مصر، مما أدى لتشتيت أسرتها لمدة 17 عاما، "عودي يا ضحكاتها عودي" هكذا كان يقول " البرغوثي" دائمًا لحبيبة عمره الذى استمر معها 45 عاماً.
محطة حركة 9 مارس
كانت من أبرز وجوه حركة 9 مارس لاستقلال الجامعات، كأول حركة دعت إلى عدم تدخل السلطات التنفيذية والأمنية فى شئون الجامعات، وكانت تمثل نموذجاً رائدا يحتذى به للأستاذة الجامعية القديرة.
وتصدت الحركة منذ نشأتها فى عام 2003 للنظام السابق، واعترضت على بيع مقر جامعة الإسكندرية التاريخى، وكذلك محاولات الاستيلاء على المستشفى الخاص بها لضمها لمكتبة الاسكندرية، كان لها دور نضالى فى إبعاد حرس الداخلية عن الجامعات، بحصولها على حكم قضائى من محكمة القضاء الإدارى.
محطة الثورة
"الإحباط واليأس شديد الخطورة، والإصرار على المواصلة، والأمل العنيد هو سلاحنا في معركتنا التي نخوضها لتحقيق أهداف الثورة"، عبرت "رضوى"، بهذه الكلمات عن تمسكها بالثورة وتحقيق أهدافها، فلم يمنعها "السرطان" من مشاركة الثوار في ميدان التحرير.
تمسكت بالتفاؤل والأمل، فقالت في سيرتها الذاتية "أثقل من رضوى": "حتى عندما ارتبك المسار لم يهتز اليقين.. لأنني ساذجة؟ لأنني متفائلة إلى حد البلاهة؟ لأنني أؤمن بقشة الغريق فلا أفلتها أبدا من يدي؟ .. ربما!".
رحلت عام 2014، ولكنها تركت في نفوس الشباب الأمل لتكملة المشوار الثوري، فهى لا تؤمن بالنهايات، فالنهايات في قاموس "رضوى" ما هو إلا بداية أمل جديدة، فقال عنها مريد في قصيدة " افتحوا الأبواب لتدخل السيدة"، " أنها تعلم أن الثورة لا تنتصر إلا بعد أن تستكمل كل أشكال الخيبة. ولم تمنحنا أملا كاذبا، بل دعت نفسها ودعتنا للتحمل".
الكاتب
سمر حسن
الأربعاء ٣٠ نوفمبر ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا