من ”أبو حجر”.. ماري صاحبة أول مشروع من ”المكرمية” تسعى للمنافسة العالمية
الأكثر مشاهدة
من داخل بيئة جنوبية، تفتقر إلى كثير من الأساسيات، استطاعت ماري أن تنسج من خيوط "المكرمية" اتجاها جديدا بالأزياء والحلي، وتجعل "كوم أبو حجر" علامة تجارية موثقة تحت بند "حقوق الملكية الفكرية".
في فترة الإعدادية، تعلمت ماري سعد، 26 عاما، في كنيسة قرية "كوم أبو حجر" بمركز صدفا في أسيوط صناعة المفارش بخيوط المكرمية "فن العقدة والجدل"، ومن وقتها استهوتها الخيوط والألوان، وصنعت لنفسها حلي، وقررت أن تتقنها.
لم تتخيل ماري، وهي تتعلم أشكال مختلفة من العُقد، أنها ستكون صاحبة أول مشروع لإنتاج أزياء وحلي من خيوط المكرمية، في البداية قامت ماري بتعليم نفسها، واستطاعت أن تصنع نجمة داؤود من الخيوط، التي احتاجت إلى 17 خطوة، واحتاجت إلى ساعات للانتهاء منها "كانت نقلة كبيرة، خاصة، لما قدرت أعمل بيها سبحة" أوضحت ماري لـ "احكي" كيف قررت أن تجعل من الخيوط الملونة مهنتها؟
درست ماري السياحة والفنادق في جامعة المنيا، ولكنها قررت أن تدرس الفنون والموضة في القاهرة، حتى تمكنت من استخدام خيوط المكرمية ليس فقط في صناعة السلاسل و"الحظاظات"، وأقراط الأذن "الحلقان"، ولكن دمجها مع الأزياء أيضا، "خيوط المكرمية ميزتها أنها ناعمة وملهاش أضرار صحية، غير أنها بتستمر لفترة طويلة" عددت ماري مواصفات خيوط المكرمية، التي يمكن إنتاج منها أشكال مختلفة، بخلاف أن جودتها عالية وألوانها مبهجة.
بعد العمل في الخيوط، والبيع لمن يعرفونها من الأصدقاء والمعارف، كنوع من المساهمة في توفير المصاريف، قررت ماري أن تنضم إلى دبلومة أزياء تابعة لوزارة الصناعة، وأنتجت من خلالها مجموعة من فساتين السواريه المطعمة بخيوط المكرمية، واستطاعت أن توثيق هذه المجموعة تحت بند "حقوق الملكية الفكرية" لتكون أول مَنْ يعمل في هذه الخطوط في مصر، وكانت الفساتين مستوحاة من الحضارات الفرعونية والرومانية.
مسألة تسويق ما تنتجه وتمويل فكرتها، كانت تحتاج منها إلى مجهودا مضاعفا، لذلك، قررت الالتحاق بزمالة أشوكا لتدريب رواد الأعمال، فتعلمت التسويق وتنظيم الإنتاج والدعاية، ومنها قررت أن تجمع بنات قريتها "كوم أبو حجر" التي تنحاز إليها "الدنيا في الصعيد محرومة"، وعلمت ما يقرب من 13 فتاة كيفية إنتاج مشغولات من خيوط المكرمية، وسوقت لمنتجاتها على صفحتها على فيسبوك "مكرمية روح".
"المكرمية حتة من روحي، مهتمة بيها وموفرة لها الوقت" لا تعمل ماري بشئ آخر سوى "المكرمية" فهي عملها الأول والوحيد، الذي رأت أنه يستحق أن تكرّس له وقتها، وتجعلها يأتي حصريا من صعيد مصر، كما تحلم أن تمتلك يوما "جاليري" يحمل طابع المكرمية فقط، من ديكور المنازل للملابس وحتى الحلي، على أن تنافس بيوت الأزياء العالمية التي تهتم بهذا النوع، وتقوم بيوت أزياء كاملة في أوروبا منها.
الكاتب
هدير حسن
الأربعاء ٠٤ يناير ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا