”فاطمة نسومر”.. جزائرية مقاومة قادت جيوشا ضد فرنسا
الأكثر مشاهدة
"لالة فاطمة نسومر" سيدة جزائرية نشأت داخل أسرة متأثرة بالطريقة الرحمانية، وهي إحدى الطرق الدينية، فكان لذلك أثر بالغ، ففاطمة نموذج للمرأة الجزائرية والعربية القوية القادرة على هزيمة جنرالات فرنسا دفاعا عن أرض وطنها، مضحية بذلك بسنوات عمرها، التي لم تطل كثيرا.
ولدت في قرية ورجة عام 1830، وهو العام الذي دخلت فيه جيوش فرنسا إلى أرض الجزائر، اسمها الحقيقي فاطمة سيدي محمد بن عيسى، ونسبت إلى "نسومر"، القرية التي كانت تقطنها، كما يسبق اسمها لفظ "لالة"، وهو يعني "السيدة" باللغة الأمازيغية.
تزوجت في عمر السادسة عشر، على غير رضاها، من يحيى ناث إيخولاف، ويوم زفافها تظاهرت بالجنون، فأعادها إلى بيت والدها، ورفض أن يطلقها، ولكنها استغلت الوقت في التفرغ للعبادة والتفقه في أمور الدين، وبعد وفاة والدها تولت أمور الزاوية الرحمانية التي كان يتولى أمورها في حياته، وبعد فترة انتقلت إلى قرية "نسومر"، حيث يقطن أخوها الأكبر سي الطاهر.
مع احتلال الجيوش الفرنسية لأراضي الجزائر، بدأ الجميع يفكر في مواجهتها، فقررت فاطمة أن تكسر القاعدة، وتنضم للرجال وتحارب معهم مدافعة عن وطنها بكبرياء وإخلاص، فانضمت إلى ثورة الشريف محمد بن عبد الله بوبغلة عام 1850، التي تصدت لجنرالات فرنسا في عدد من المعارك، وأنقذت حياة "بوبغلة" في أثناء معركة مع الجنرال ميسات في "تشكيرت وثيري بويران".
كانت معركة 18 يوليو 1854، أهم المعارك التي اشتركت بها فاطمة، واستطاعت أن تتولى قيادة فرق من الجيش الجزائري، وألحق الهزيمة بالفرنسيين، بعد أن وقع منهم أكثر من 800 قتيل، كما قادت إلى جانب "بوبغلة" معارك بأعالي جبال "تمزقيدة"، وهكذا ظلت مواصلة على القتال ضد جيوش فرنسا، وحفزت وجودها الأهالي من الشيوخ والنساء والشباب على المشاركة.
قادت فاطمة عدد من المعارك، واتفقت مع الجانب الفرنسي على عدد من العهود، التي نقضها الجانب الفرنسي وأخل بها، وبسبب تفوق عتاد الفرنسيين تم محارة نسومر في آخر معاركها، وتم سجنها مع 30 شخصا آخر في "سجن يسر" بتابلاط وسط الجزائر، وظلت به لمدة 7 سنوات تحت حراسة مشددة، إلى أن توفيت في سبتمبر 1863 بسبب مرض عضال، ولم يتجاوز عمرها الـ 36.
تم وصف فاطمة بـ "جان دارك جرجرة"، تشبيها بالبطلة القومية الفرنسية "جان دارك"، كما أُطلق اسمها على عدد من الجمعيات النسائية، ويوجد متحف باسمها.
الكاتب
هدير حسن
الأحد ٠٨ يناير ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا