”يُسلم إلى مالك” طريقة ”صافي” للبوح والونس
الأكثر مشاهدة
فتاة عشرينية سخرت الكتابة لمحاكاة الواقع، جعلت من الكلمات خيوط تنسج المشاكل المجتمعية لتخرج إلى النور عبر كتابها الأول "يسلم إلى مالك"، تمردت على الأوضاع السائدة ومشاكلها الشخصية، وكان القلم هو ملاذها الآمن وطريقها للبوح عن كل ما هو صامت بداخلها، طوعت شهادتها الإعلامية في خدمة موهبتها، فهى الكاتبة الشابة "صافي الهنداوي".
"حريتنا" محطة الكتابة الأولى لـ "صافي"
وقف القدر في صف "صافي" حيث عززت موهبتها بالدراسة بكلية الإعلام جامعة القاهرة وتخرجت عام 2010، وعقب تخرجها كان "راديو حريتنا" المحطة الأولى لعملها مذيعة حتى وصلت باجتهادها مساعد مدير البرامج عام 2013، وتزامنا مع العمل كمذيعة انضمت إلى الفريق الصحفي في الموقع، حتى طلب منها الالتزام بمقال يومي.
جذبها المجال الحقوقي فنشطت في مجال حقوق الإنسان من خلال عملها بعدد من المراكز الحقوقية، فعملت باحث إعلامي في "مركزالأندلس" لمدة عام، ثم انتقلت للعمل باحث وراصد إعلامي في "مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان"، كما عملت باحثة ضمن أحد مشروعات منظمة العمل الدولية.
لم تستطع مفارقة الكتابة فانضمت لفريق مجلة "كلمتنا" وبدأت بكتابة مجموعة مقالات في المجلة، وكتبت أيضا بموقع "الميديا توداي"، ليستقر بها العمل حاليًا مسئولة للعلاقات الإعلامية في شركة علاقات عامة.
"يسلم إلى مالك"..البوح الصامت
رسائل صيغت إلى مالك، شخصية افترضتها الكاتبة كإبن لها لم يأتي بعد، تحكي له عما يدور بينها وبين نفسها، بدأت بنشرها على موقع حريتنا عام 2013 ثم انتقلت إلى صفحتها الشخصية على موقع "فيسبوك" في 2014، ومن هنا تعلق متابيعها بهذه الرسائل.
وكانت إصابتها بالعصب السابع، الذي يتحكم في العضلات على جانبي الوجه التى تمكننا من التعبير الإبتسام، الضحك، البكاء وغيرها من تعبيرات الوجه ، أوقفتها عن الكتابة مما جعل القراء يسؤلونها عن "مالك"، لم تستلم "صافي" بل حولت فترة إصابتها كداعم لتكملة مشوارها بعد جلسات علاج مكثفة.
وكان سؤال عدد كبير من أهل "صافي" وأصحابها ومتابعيها عن "مالك" بمثابة دافع للاستمرار، وتحويل تلك الرسائل إلى كتاب يحمل اسم " يسلم إلى مالك".
عمر صافي الـ25 بين أغلفة "مالك"
"وقتها كان عندي 25 سنة، فقررت أعمل 25 رسالة بعدد سنين عمري"، بدأت خريجة إعلام القاهرة تشرح ما يحتويه الكتاب بين أغلفته، فقالت أنه يضم المشاكل الاجتماعية والسياسية في الواقع المصري، مرورا بمشاكلها الشخصية وانتصاراتها الصغيرة.
"يامالك.. كل لقا ووصال ليس كقميص يوسف لا يعول عليه.. من هنا لعندك وصال بقلبي كقميص يوسف", "كدت أفقد روحي وسط صخب الناس، صخب أوجاعهم التي لا تُشفى، حكاياتهم التي لا تنقطع؛ بقصد أو دون قصد، البعض آثر المضي نحو الغريب حتى يستمع ويرحل، بغير لوم ولا عتاب ولا تبريرات أو أحكام مُسبقة، والآخر اتخذ من الصمت ملاذًا، أما أنا فآثرت المضي إليك، إلى مستقبلي المجهول، المضئ بك، الشاهد على ما مضى، وعلى ما أشعر به الآن، جئتك حتى لا أفقدني، واحتفظ بروحي معك بين طيات رسائلي إليك." قالت صافي خلال حوارها مع "احكي" أن هذه مقدمة الكتاب الصادر عن دار ليان للنشر والتوزيع.
" مالك جه بعد اسئلة كتير ( مالك؟)"، لهذا السبب اختارت "صافي" اسم "مالك" للكتاب مبررة أنه في أوقات كثيرة لا يستطيع الإنسان على البوح ويكثر التساؤلات بكلمة "مالك" فكان مالك الشخصية الخيالية بمثابة وسيلة الفضفضة وتصفية الروح –على حد قولها-.
الطبعة الثانية لمالك تكليل النجاح
كانت الطبعة الثانية من الكتاب بمثابة تكريم معنوي لنجاح صافي، ولم يقف نجاحها عند هذا الحد بل تم تكريمها لأول مرة في مؤتمر "المرأة المصرية والعربية نحو غد جديد" في مايو 2016, والتكريم الثاني من قبل مؤتمر "مصر أولًا" وذلك في إطار ختام الفعاليات الثقافية التي أقامتها دار ليان للنشر والتوزيع هذا العام.
"حلمي أن يكون لوجودي أثر طيب في الدنيا، سواء بكلمة أو صوت، ميكونش وجودي هنا مجرد وجود وخلاص، لأني مؤمنة أن كل واحد ليه رسالة اتخلق عشانها، فاتمنى اعمل رسالتي اللي جيت عشانها"، كانت هذه الكلمات ختام حوار "احكي" مع "صافي".
الكاتب
سمر حسن
الإثنين ٠٩ يناير ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا