”هبة خميس” تحمل الكاميرا والحلم لتطوف العالم
الأكثر مشاهدة
"السفر لوحدك لازم يبقى إجبارى زى التجنيد"، خرجت هذه الكلمات من الفتاة التي تحمل الكاميرا خلف ظهرها، وتسير في "دنيا الله" باحثة عن لقطة مميزة، توثق بها حدث هام، لم توقفها المظاهرات والاشتباكات، فتجدها في قلب الحدث، لخصت التصوير في كلمة (المنقذ)، واختارت أن تخصص عدستها في التقاط الزوايا المختلفة دون الفيديو، ذهبت بشغف الصورة إلى المهنية من خلال الدراسة الأكاديمية، فهي المصورة الصحفية "هبة خميس".
حلم الدنمارك الذي أصبح واقع بالتحدي
تخرجت الفتاة العشرينية من كلية الفنون الجميلة عام 2011، ورغبت في المزج بين الهواية والدراسة فمنذ خطواتها الأولى لعالم التصوير، وهي تبحث عن المنح الخارجية التي تؤهلها إلى التصوير بمهنية وعلى أسس علمية، وكانت مدرسة الصحافة والإعلام في الدنمارك هي المحطة الأكاديمية الثانية لها.
عقب تخرجها تدربت أربعة أشهر في موقع جريدة المصري اليوم، وعملت لمدة أربعة سنوات في موقع جريدة التحرير، إلى جانب ذلك كانت تنشر صورها في العديد من الوكالات الأجنبية مثل (أسيوشيتدبرس- الوكالة الأوربية- النيويورك تايمز- التلجراف)، وردت على سؤال "احكي" بالمكان التى تحلم الالتحاق به، فقالت أنها لا ترغب في العمل الدائم في مكان معين، فالمصور لابد ان يكون حر.
وكانت صورة المحامية والناشطة السياسية "ماهينور المصري" في إحدى وقفاتها الاحتجاية عام 2013 من أكثر الصور التي علقت في أذهان الكثيرين، وقصة "سيدات القرية" من أكثر القصص المحببة إلى قلب "هبة".
فقبلت في بداية العام المنصرم في المنحة، بعد انتظارها خمس سنوات، ولكن كانت منحة جزئية تتكلف بالمصاريف الدراسية فقط، وتربع الإحباط مقر الأمل في قلب هبة فهي لا تملك المال الكافي لتكملة المنحة " وأنا بكتب إيميل الاعتذار وفى قهره كدا بتخرج مع كل حرف واعتذرت وافتكرت ان خلاص كدا ..بس تجاربنا أوقات مش بترضى تسبنا حتى لو قررنا نتخلى عنها ..أمي إللى كانت رافضه سفري علشان مااسبهاش فجأة قالتلي (ليه عملتى كدا !اقبلى وهتدبر).
ولم تستسلم هبة، وراسلت الجامعة لسحب البريد الإلكتروني المتعلق بالاعتذار، ووافقت الجامعة، وجاءت العقبة المالية المتمثلة في تدبير 50 ألف جنيه، فبدأت دائرة تفكير الفتاة العشرينية في العمل ليلا نهارا من أجل تدبير المبلغ، فرغم من تخصصها في التصوير الصحفي والعمل في عدة مواقع صحفية مثل موقع جريدة التحرير، إلا أنها اتجهت إلى تصوير العقارات وراسلت أكثر من 30مؤسسة تمنح منح تكميلية " كلهم بيدعموا علوم وتكنولوجيا وطب أو بيدعموا الفنانين إللى مسافرين يشاركوا فى أنشطه ثقافية".
ولجأت الفتاة الإسكندرانية إلى البحث عن مخارج آخرى فدشنت حملة على موقع "أنديجوجو"، وكانت ثمار تلك الحملة مؤسسة تكفلت بتذاكر الطيران، ومؤسسسة آخرى منحتها 1000 يورو بالإضافة إلى عملها.
وذهبت في يناير 2016 إلى الدنمارك حاملة أحلامها، وواجهت قسوة العالم بمفردها "الغربة عامله زى الدوا المر بيعالج حاجات فيك وبيخليك تشوف نفسك"، وكانت لابد أن تبحث عن عمل إلى جانب الدراسة لتتكفل بنفسها فعملت في شهر أبريل 2016 في تنظيف نادي بولينج ليلا، والدراسة نهارا.
أوغندا وشغف التطوع
"حوشت ٣٠٠٠ دولار، فقررت بدل ماألف فى أوروبا , أسافر اتطوع فى أوغندا"، وكانت القبلة الثانية لسفر "هبة" أوغندا من خلال مؤسسة "سفراء"، وسافرت أليها كمتطوعة من أول أغسطس حتى 21 من نفس الشهر، واختارات المشاركة في البناء وقامت بحفر الآبار، بالإضافة إلى تدريسها في مدرسة والعمل في إحدى دور الأيتام "عشت فى الدنمارك ٦ شهور وفى أوغندا ١٩ يوم بس ال19 يوم دول بالعمر كله".
لم يتوقف تطوعها عند هذا الحد، ولها سابقة تطوعية في تعليم التصوير، كونها تدرس في نادي عدسة للتصوير الفوتوغرافي ومؤسسات أخرى بشكل تطوعي كامل، وجعلت إحدى التدريبات بمقابل مادي بسيط (20جنيها) وخصصت عائد التدريب لجهة خيرية.
"كي الثدي- Breast ironing" في مصاف مشاريع التخرج
بنبرات مصحوبة بالفرحة تحدثت "هبة" عن مشروع تخرجها بمدرسة الصحافة والإعلام بالدنمارك، الذي كان في مصاف المشروعات المقدمة، وتناول موضوع "كي الثدي- Breast ironing" بالكاميرون، وبينت خلال حديثها أن الأمهات في الكاميرون يلجأون إلى كي ثدي بناتهن لحمايتهن من الاغتصاب والزواج المبكر -وفقا لمعتقداتهم-، وأوضحت أن الفتيات في الكاميرون يظهر عليهن علامات البلوغ في سن السابعة، وتتم عملية الكي عن طريق تسخين الحجر ثم تدليك الثدي بالحجر للوصول في النهاية إلى تسطيح الثدي، وتختلف الوسائل المستخدمة في تلك العملية من قرية إلى أخرى.
وعادت الفتاة العشرينية في نهاية 2016، وقالت أن أحلامها لا تقيدها بمجموعة من الكلمات، ولكن أحلامها تتمثل في كل يوم تصوير جديد، في كل مكان ترغب في زيارته، في كل زاوية مختلفة، ، واحتل الجانب الأكاديمي والدراسي في خارج البلاد جزء هام من أهدافها الفترة القادمة.
الكاتب
سمر حسن
الأربعاء ١٨ يناير ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا