”أقلامهن X معرض الكتاب”..”كرم” تبوح بالفقد في عملها الأخير
الأكثر مشاهدة
فتاة تتحرك بابتسامة دائمة لم تفارق وجهها الصغير، طوعت قلمها لتحويل مخزونها الداخلي إلى كلمات تعبر عن سجن الفتيات داخل أنفسهن، فتارة تتناول قمع النساء بارتداء حجاب عنوة عن رغبتهن، وتارة أخرى تذهب بقلمها باحثة عن الحرية التي يسلبها الواقع بحجة العادات والتقاليد، لتستقر في عملها الأخير للحديث عن الفقد، فهي الكاتبة "نهلة كرم".
"الفقد" بطل العمل الأخير
"الموت يريد أن أقبل اعتذاره" هي المجموعة القصصية الأخيرة للكاتبة التي عكفت على كتاباتها ثلاثة أشهر متواصلة ولكنها ظلت في مرحلة المراجعة والتنقيح عام كامل حتى صدرت عن دار العين للنشر والتوزيع، وتتكون المجموعة من 19 قصة قصيرة وتحدثت الكاتبة بلغة مختلفة عن قصة "شجرة الليمون" المقربة إلى قلبها.
"عكست الكاتبة على 134 صفحة رؤيتها للموت والفقد من خلال السرد القصصي المتنوع، وخرجت المجموعة من رحم تراكم مجموعة من المواقف المتقلبة والظروف التي مرت بها الكاتبة، كما نبعت من أفكارها الخاصة عن الموت، فبدأت بكتابة قصة واحدة وتوالت باقي الأفكار.
"القراءة" بذرة الكتابة الجيدة
"إبراهيم نصرالله" و "إلياس خوري" و"جبور الدويهي" و"علاء الديب" و "إيزابيل الليندي"، ذكرت الفتاة العشرينية هذه الأسماء عندما عادت إلى مكتبة قراءاتها الخاصة، ولفتت إلى أن الكاتب ليس بكثرة أعماله ولا بكبر سنه مسشهدة بالكاتبة الأمريكية من أصل كرواتي "سارة نوفيتش" التي لم تبلغ الثلاثين من عمرها، ورواياتها "فتاة في حالة حرب" ، التي صنفت على أنها من بين أفضل الكتب التي صدرت في العام 2015، وتتناول صور المنفى والذاكرة والهوية والقوة المنفذة للحب، وما يمكن أن تخلفه الحرب على حياة الفرد.
دخلت الفتاة العشرينية إلى الكتابة من خلال قراءة العديد من القصص والروايات وعندما وصلت إلى المرحلة الجامعية بدأت تقرأ الشعر بكثاقة، واستوقفتها رواية "تغريدة البجعة " للكاتب مكاوي سعيد الذي تعتبره مثلها الأعلى، ومنذ هذه اللحظة قررت أن تكتب رواية، وعكفت على كتابة رواية لمدة ثلاثة أشهر ولكنها لم تنشر، ومن هنا تواصلت مع مكاوي سعيد وكان من أهم الدوافع الرئيسية لحماسها حسبما ذكرت.
قلم يبحث عن الحرية
"سترتدي الأحمر إذن، وبالضرورة لن ترتدي من أسفله (كارينا)، فتلك السنوات التي مرت كانت كفيلة بتحريرها من كل منتجاته، منتج لإخفاء يديها، وآخر للسطو على صدرها"، خرجت هذه الكلمات من العمل الأول للكاتبة وهي المجموعة القصصية "ان تكون معلقًا في الهواء" التي صدرت عن دار التنوير 2013، و وتتكون من 16 قصة قصيرة من بينهم من بينهم "كيفك أنت"، "حين كان النوم عقابًا"، "فتوى شرعية"، "قبلة على قدم وساق" و"حنين إلى الظلام".
"كنت أفعل شيئا رغما عني، أرتدي حجابا لا أشعر به ولا أريده، فأنظر بغيرة إلى الفتيات اللاتي يتمتعن بحرية تصفيف شعورهم كما يشأن، يتركونه حرا"، على فراش فرويد العمل الثاني للفتاة التى تخرجت من كلية الإعلام جامعة القاهرة عام 2010.
"الكتابة كياني، وفي أهمية تكوين حياة وبيت"، فذكرت "كرم" أن الكتابة بمثابة الهواء التي تتنفسه وتأتي في مرتبة متساوية مع تكوين أسرة، ومن الممكن أن يسيران في خطين متوازيين مستشهدة بتجربة الروائية التركية "إليف شافاق" التي تزوجت وهي تبلغ من العمر 35 عام وأفردت كتاب يحمل اسم "حليب أسود"، التي تتناول تجربتها ومعركتها مع اكتئاب ما بعد الولادة الذي يصيب المرأة، ونجاحها في تخطي فترة الاكتئاب، ومدي استفادتها من تلك التجربة ، لتحول كل ما مرت به على الوررق.
"الحياة من غير كتابة ملهاش طعم "، بهذه الكلمات اختزلت نهلة أهمية الكتابة لها ، فيما يتعلق بالجوائز التي حصلت عليه، وصلت للقائمة القصيرة لجائزة "ساويرس" الثقافية، ولكنها تعتبر جائزتها الحقيقية هي حضور معرض فرانكفورت بألمانيا نتيجة اشتراكها بورشة الكتابة بمعهد جوتة، "الجمهور ميملش من أعمالي" ختمت الكاتبة حديثها مع "احكي" بهذا الحلم.
الكاتب
سمر حسن
الأربعاء ٠١ فبراير ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا