”أقلامهن × معرض الكتاب”.. ”المطري” تصدر 3 روايات وتحلم بـ ”البوكر” قبل الـ 30
الأكثر مشاهدة
كانت تطالع الكتب والمجلات الثقافية، وتبهرها صفحات الأدب، فتقرأ الخواطر والقصص القصيرة، وتتمنى أن ترى اسمها مذيل بإحداها "حلا المطري"، وتعتقد أنها أمنية بعيدة المنال صعبة التحقق، لكنها آمنت بنفسها، واستطاعت أن تصدر ثلاث روايات قبل أن تتخطى الـ 25 من عمرها.
مشوار حلا مع الكتابة، بدأ في العاشرة من عمرها بالخواطر والقصص القصيرة، فكانت تجهز مذكرتها مع بداية كل عام، لتسجل يومياتها وتكتب ما يجول بخاطرها بلغة عربية فصحى، معتبرة الكتابة مساحتها الخاصة وملجأها الآمن، خاصة، بعدما وجدت من أسرتها الدعم والتشجيع والمساعدة.
بعد المرحلة الثانوية، قدمت حلا إلى مصر مع أسرتها منذ خمس سنوات، وتركت موطنها بإحدى دول الخليج، وكانت تلك نقطة فارقة في حياتها، تحكي حلا لـ "احكي" عن هذه الفترة قائلة "لولا حضوري لمصر مكنتش أصدرت رواية واحدة"، فرغم صعوبة ما مرت به نظرا لاختلاف الثقافات واختلاف طبيعة المجتمع المصري عن الخليجي، إلى جانب ما نالها من صدمات إلا أن الكتابة كانت سبيلها "كنت في أول سنة بالقاهرة فتات إنسان، لكن الشئ الوحيد اللي ساعدني على النهوض هو الكتابة".
أصدرت حلا أولى رواياتها "كانت لك"، حين كانت في السنة الدراسية الثانية بكلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية، وكان عمرها لم يتخط الـ 22 عاما، واستغرقت منها 9 شهور، في البداية لم تضع فكرة النشر في الاعتبار، وكانت تكتب لتشعر بالراحة، "لكن وجدت تشجيع من زملائي وأساتذتي بالكلية على النشر"، فاستطاعت أن تنشرها في أغسطس 2014 مع إحدى دور النشر وحققت الأعلى مبيعا لما يقرب خمسة أسابيع، كما صدر منها ثلاث طبعات.
"كانت لك" لها طابع رومانسي، وتحمل في طياتها هموم البنات وتساؤلاتهن حول الحب والعلاقات العاطفية، للدرجة التي جعلت بعض القراء يعتبرون حلا تنتمي إلى مدرسة الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي، ولكنها قررت أن تكسر هذه الصفة في روايتها الثانية "عرايا الروح"، المنشورة عن دار تويا في يناير 2016، وناقشت من خلالها قضايا إجتماعية تمس قطاع الشباب، مثل الإلحاد، الذي لاحظت انتشاره في جامعتها، إلى جانب ختان الإناث وقهر المرأة والأوضاع الاقتصادية للشباب، واعتبرتها من أجرأ ما كتبت.
في "عرايا الروح" قررت حلا أن تتخلى عن ما وصفته بـ "الاستعراض اللغوي" الذي جاءت عليه "كانت لك"، فاستخدمت العامية المصرية، رغم صعوبة الإلمام بها في وقت قصير، نظرا لنشأتها في الخليج، ولذلك اضطرت إلى الجلوس في المقاهي والشوارع لملاحظة الناس وطريقة حديثهم، بخلاف المسلسلات والأفلام مما جعل الرواية تستغرق عامين لإنهائها، وتقول عنها "الرواية من قلب قلب مصر".
آخر رواياتها "امرأة بطعم التوت"، أصدرتها حلا مع بداية العام الحالي، 2017، بعنوان يُعطي الانطباع أن الرواية رومانسية، ولكنها اجتماعية إنسانية تناقش رؤية المجتمع للمرأة حينما تخطئ، وكيف ينالها من اللوم ما يفوق ما يناله الرجل؟ "المرأة دايما عيب وعورة وحرام، فعندما تخطئ يحاسبها المجتمع بشكل أكبر"، موضحة أنها لا تبرر الخطأ ولكنها تتناول عدم المساواة في التعامل مع المخطئ.
وتدور الرواية حول البطلة التي تحكي قصتها وكيف تعامل المجتمع مع الخطأ الذي ارتكبته؟ وعرض طريقة تربية الأهل ودورها "محبتش تكون البطلة ضحية الدين بشكل مطلق، ولكن ضحية التربية الخاطئة والفهم غير الصحيح للدين" معاهدة القارئ على الجرأة المدروسة في عرض القضية بشكل يحترم ثقافته دون أن يغضبه.
"لو كنت استمريت ببلدي ما كنت كتبت رواية واحدة" خلصت حلا إلى تلك القناعة بعد مرورو السنوات، فرغم ما واجهته في مصر من صعوبة في التعامل مع الاختلاط في الجامعات والتحرش بالشوارع، وهو أمر لم تعتاده ببلدها، إلا أنها تعلم أن وجودها بمصر أضاف إلى حبها للكتابة، وشجعها على الشروع في كتابة الروايات، حين وجدت فيها الفرصة لخلق مساحة خاصة بها بدلا من الحزن والانغلاق على نفسها.
"في بلدي المجتمع لا يوجد به الحميمية أو الحركة الموجودة هنا" ففي الخليج، من حيث أتت حلا الحياة منضبطة وجميلة ونظيفة ولكنها خالية من المواقف المحفزة على الكتابة "مفيش مواقف بتحصل في الشارع ممكن تخلي الشخص يجيله إلهام للكتابة، إنما هنا في مصر في ألف موضوع وموضوع ممكن تكتبي عنه، مجرد نزولك المترو كفاية".
تسعى حلا للتميز من خلال كتابتها، فهي تشارك بمعرض القاهرة للكتاب منذ 3 سنوات بشكل متوالي، وتجد فيه فرصة جيدة للتعرف على تعليقات القراء بشكل مباشر، وملاحظة محبتهم وحرصهم على الحصول على توقيعها، ولكنها انتقدت اعتماد بعض دور النشر في الآونة الأخيرة على ما أسمتهم "كتاب اللايكات والشير"، وقصدت بهم الكتاب الذين يتم مداولة مقولاتهم على صفحات التواصل الاجتماعي، دون محتوى جيد يرقى إلى مستوى المعرض.
تتمنى حلا أن تترك بصمتها في مجال الرواية، وتحلم أن تنال جائزة "البوكر" أو "كتارا" بعد سنوات، ولذلك تحرص على الاختلاف والتميز عبر روايات حقيقية تلمس القراء، وتتوحد مع شخصياتها، كما سعت إلى التطوير من أسلوبها الأدبي، فاطلعت على كتب الأدب الفرنسي واللاتيني المترجم في كل المجالات، إلى جانب كتابها القدامى المفضلين، مثل: نجيب محفوظ، طه حسين، توفيق الحكيم، أحمد حالد توفيق، شكسبير، تشارلز ديكينز وجين أوستن، مع ملاحظة هموم الناس ووضع التفاصيل الصغيرة في الاعتبار.
الكاتب
هدير حسن
الأحد ٠٥ فبراير ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا