جولة ”احكي” مع حيرة الأمهات في معرض الكتاب
الأكثر مشاهدة
داخل أروقة معرض الكتاب، ومن بين زحام الزوار، تلحظ العين تنوع المرتادين على دور النشر، الشباب والأطفال وكبار السن، ومن بينهم تجد الأمهات في حيرة، محاولات أن يقربن أولادهن إلى الكتب، ويحببن القراءة إليهم، متغلبات على رغباتهم باللعب فقط، أو الاكتفاء بالهواتف الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي.
تعرفت "احكي" في جولتها بالمعرض على ما تبحث عنه الأمهات، وما يفضله الأبناء، وكيف أصبح المعرض رحلتهم العائلية السنوية؟ للتخفيف من عبء الدراسة، واللجوء إلى مكان واسع للانطلاق، وفرصة للحصول على كتب مدرسية بأسعار مخفضة.
اعتادت نعمة الغزال، دكتورة كلية الزراعة، ارتياد المعرض سنويا منذ عام 2009، باحثة عن الكتب والدراسات النادرة والجديدة في مجال الطبيعة والنباتات، معتبرة المعرض فرصتها للتزود بالإصدارات التي تخص مجال عملها بالجامعة ودراستها الأكاديمية، ولكنها منذ أنجبت كريم، وهي تحاول أن تنمي هواية القراءة لديه، "كريم بيحب عُمر طاهر، وكتاب الورقة" ففي كل عام، تأتي به ليختار كتبه المفضلة، دون محاولة منها لفرض كتاب معين، ولكنها تحرص على شراء الكتب التعليمية في الجغرافيا والعلوم. ارتفاع الأسعار وقف عائقا أمام بعض الإصدارات التي تمنت أن تقتنيها "في موسوعة كانت بـ 600 جنيه، دلوقتي عدت الألف"، ولذلك أصبحت خيمة "سور الأزبكية" مقصدها الأول.
وقفت سارة عادل أمام مجموعة من كتب الأطفال، تحاول أن تختار الأكثر إفادة لابنها وابنتها الصغار، فهي تفضل القصص التي تحفز الطفل على الصدق وحب الخير، وتجعلهم يعبرون عن مشاعرهم بشكل سليم. قبل الزواج كانت ترتاد المعرض مع صديقاتها "كنت بحب الروايات والقصص القصيرة، لكن دلوقتي كتب التربية"، تهتم سارة بتطوير قدرتها على تربية الأطفال من خلال قراءة الكتب المتخصصة في هذا المجال، ففي السنة الماضية حرصت على شراء كتاب "كيف تتحدث فيصغي الصغار إليك وتصغي إليهم عندما يتحدثون؟"، ورغم أنها تمنت شراء كتب أخرى هذا العام، لكن غلو الأسعار حال دون ذلك. اعتادت سارة أن تقرأ لأولادها من الصغر، وتشجعهم الآن على الفراءة بأنفسهم، فابنها الأكبر، 6 سنوات، يفضل كتب الفضاء والحيوانات، بينما ما زالت ابنتها الصغرى تتجه لكتب الرسومات والتلوين.
لم تستطع نيرة أن تزور معرض الكتاب طوال السنوات الماضية، فهي من سكان مدينة طنطا، وانتهزت الفرصة حين أُتيحت لها هذا العام، وقررت زيارة المعرض برفقة ابنها عمرو، أخذت تبحث بين دور النشر على وسائل تعليمية لطفلها الذي لم يتعد الأربع سنوات "متعودة اقرأ له القصص، وكنت بجيب نماذج من يوتيوب وأسمعها له قبل النوم"، فاستطاعت بعد جولة قصيرة أن تشتري كتب التلوين التي يفضلها الأطفال جميعا، إلى جانب القصص القصيرة الموجهة للأطفال، ولكنها ارادت أن تكون الزيارة غنية ومفيدة، فحرصت على شراء البطاقات التعريفية للحيوانات والطيور، غير أنها حاولت أن تلبي رغبتها الشخصية في اقتناء الأنواع التي تفضلها من الكتب "المعرض فرصة حلوة جدا، لأنه صعب يتوفر في مكان واحد كم الكتب دي وفي كل المجالات"، لذلك بحثت عن الروايات البوليسية والأدب المترجم والشعر، التي اعتادت على قراءتهم.
هدف عزة الشربيني من زيارة المعرض اختلفت قليلا عن المعتاد، "أولادنا مش بيتوفر لهم مساحات واسعة كتير، والمعرض فرصة عشان يريحوا عينيهم"، فاعتبرت المعرض فرصة لرحلة عائلية مع ابنتها لاتساع المساحة المقام عليها، ففي الأعوام السابقة، كانت تهتم بشراء الكتب الإنجليزية المترجمة بالعربية لتساعدها على تنمية مهاراتها اللغوية، ولكنها اكتفت بالحصيلة التي اقتنتها، خاصة، وأن ابنتها لم تنتهي من قراءتهم بعد، "عشان كده قررت السنة دي تكون فسحة بس من غير كتب"، وجلست مع ابنتها تقضي الوقت في تلوين بعض الكتب الترفيهية.
لدى ياسمين محسن ثلاثة أبناء، أكبرهم فتاة في الحادية عشرة من عمرها، زيارة المعرض بالنسبة لهم فرصة لشراء الكتب الترفيهية وكتب ألعاب التفكير، ولكنها لم تعد تشتري الروايات أو الكتب الثقافية "الإنترنت دلوقتي أسهل وأسرع"، فرغم حرصها على شراء كتب الطهي وتفسير الأحلام، وألعاب "السودوكو"، أصبحت تفضل ياسمين الاعتماد على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، ولكنها تعتبر أن أهم ما تلجأ إليه في المعرض هو الكتب التعليمية الخارجية، إلى جانب قصص التلوين.
الكاتب
هدير حسن
الأربعاء ٠٨ فبراير ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا