”أقلامهن × معرض الكتاب”.. هديل هويدي تكشف استغلال السوريين برواية ”سر الصبية”
الأكثر مشاهدة

حكاية هديل هويدي مع الكتابة، لم تبدأ مع إصدارها لمجموعتها القصصية الأولى "كيوبيد توليب" الصادرة في 2013، ولكنها تعشق الرسم بالكلمات منذ كانت في الثانية عشرة من عمرها، حين كانت تكتب القصص القصيرة وتشارك بها في المسابقات المدرسية.
قررت هديل، 31 عاما، أن تحترف الكتابة بعد تخرجها من الجامعة، فلجأت إلى تعلم كتابة السيناريو، ولكنها وجدت الطريق تحوطه بعض الصعاب المتعلقة بالتواصل مع منتجي السينما والدراما، فقررت أن تجمع القصص التي عكفت على كتابتها في "كيوبيد توليب"، الذي تناول الواقع الاجتماعي الذي تتعرض له سبع سيدات، صادفتهن هديل في الواقع، فأفردت لكل منهن قصة روائية في كتابها.
تناولت خلال عملها الأول المشكلات الاجتماعية للسيدات والفتيات، ولكنها واجهت آراء النقاد التي أشارت إلى تمتعها بـ "الحس الروائي"، فكانت القصص أقرب إلى الروايات، "كانت مبادئ روايات، لكن مكنش عندي الشجاعة أنه أكتب رواية في أول عمل"، فأوضحت هديل لـ "احكي" كيف تشعر بمسئولية تجاه ما تكتب جعلتها تؤجل نشر الرواية في أول أعمالها الأدبية.
رغم ما يبدو على أراء النقاد بانه "سلبي"، ولكنه كان السر وراء إصدار أول رواية لها "سر الصبية" الصادرة عن دار العين للنشر في 2016، "كلام النقاد شجعني، وما أعتقدش هرجع تاني أكتب قصص قصيرة"، فتغلبت على شعورها السابق بأن الرواية عمل ضخم ومرحلة لم تصل إليها بعد.
دارت روايتها الأولى حول عائلة سورية تنتقل في ظل الصراع الدائر في سوريا حاليا إلى مصر، وتحاول أن تستقر بها، ولكنها تواجه ما عُرف بـ "زواج السُترة"، الذي يقلل من قيمة المرأة السورية ويعرضها للإهانة، "اتعملت تحقيقيات صحفية كتير عنه، عشان كده قررت أنه موضوع الرواية الأولى، خاصة بعد ما شوفت كلام زي هنتجوز السورية بـ 500 جنيه".
عكفت هديل على كتابة الرواية منذ أواخر 2013 وحتى بداية 2015، واهتمت بالبحث الميداني حول القضية والتواصل مع الجالية السورية في مصر، إلى جانب البحث على افنترنت عن أسماء الأماكن والشوارع في سوريا، بخلاف مساعدة أصدقائها السوريين المصورين والكتاب لها عن طريق تصحيح اللهجة أو إعطاء صورة حية للمكان الذ تجري فيه أحداث روايتها.
"في البداية كنت بكتب ومش عارفه رايحة فين، خاصة أنه الحرب السورية لم تنتهي، ولكن أزعجني استغلالهم جنسيا بسبب ظروفهم" كان ذلك الدافع الذي يحرك حماسة هديل لتعبر عن ما اعتبرته إهانة للعرب، فالاستغلال الذي وصفته تتعرض له المرأةو السورية في مخيمات لبنان والأردن وليس مصر فقط، الأمر الذي جعلها تعبر عن القضية بصدق لدرجة إثناء كثيرين "كتير قالوا لي إنهم حسوا أنه سورية هي الكاتبة".
تهتم هديل بالعمل على تطوير نفسها في الكتابة الأدبية من عمل إلى آخر من خلال القراءة بكثرة، وخاصة الروايات على اختلافها، ولكنها وقت الشروع في كتابة المنتج الأدبي لا تطلع على أعمال أخرى حتى لا تتأثر بها، وتتمنى أن تساند دور النشر الكتاب الشباب وتدعم وجودهم في وسائل الإعلام، ونشر أعمالهم بالصورة التي يستحقونها.
ترى في معرض الكتاب فرصة للكُتاب، خاصة، الذين تتزامن إصدارتهم مع موعد المعرض، ورغم وجود أعمال قد تتجه إليها بعض دور النشر دون الاهتمام بمحتواها وقيمتها الأدبية فهديل تقتنع أن "العمل الجيد يفرض نفسه"، وأن مصير المحتوى السئ إلى الزوال، وأشارت إلى اهتمامها بالكتابة الأدبية بشكل عام، فهي ليست كاتبة نسوية ولا تفضل هذا النوع من الكتابة "في كُتاب رجال كتير بيكتبوا عن القضايا النسائية بشكل جيد جدا، المهم يكون كاتب جيد"، وتعمل هديل الآن على إصدار رواية جديدة لها طابع اجتماعي.
الكاتب
هدير حسن
الخميس ٠٩ فبراير ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا