”الفلانتين من البيوت”..سكن ومحبة وجفا
الأكثر مشاهدة
هدير حسن - ندى بديوي
زوجة مصرية أصيلة يسير يومها بنفس الوتيرة.. توقظ ابن، تحضر إفطار، تهرع لتلحق بالأتوبيس وهي تفكر فيما ستطهو على الغداء.. لكن في الـ 14 من فبراير ستستقبلها الشوارع بلمسة حمراء أكثر من المعتاد.. يمكنها أن تتذكر ساعتها أنه اليوم الذي يحتفل فيه العالم بعيد العشاق وتفكر في احتمال أن يتذكرها أحدهم -معاذ الله- بهدية تعينها على مواكبة سير الأيام وروتينها، ويمكن أنها لن تلاحظ أي اختلاف سوى أن يذكرها اللون الأحمر "بطبخة" تستخدم فيها صلصة الطماطم، اليوم "احكي" نزل إليهن ليعرف توقعات المتزوجات ليوم القديس فالانتاين.
الاطمئنان والأمان عماد "الحب"
"كنت مسافرة وجيت نمت شويه دخل صحاني وخدني من أيدي على الليفينج، ولقيت كل أنواع الشيكولاته إللي بحبها"، بهذه الكلمات عبرت "سهام حسن" عن مفاجأة زوجها لها في عيد الحب، مستكملة حديثها أنها كانت تعاني من حالة نفسية سيئة بسبب شجارها مع أولادها وهذه المفاجأة أسعدتها سعادة عارمة.
"نعرف بعض منى 21 سنة، وحبنا بيزيد أكتر يوم عن التاني"، نفت خريجة كلية العلوم أن الملل يتخلل الزواج ومع مرور الوقت تتحول الحياة الزوجية إلى روتين، مؤكدة على أنها تستبدل الهدايا هي وزوجها في المناسبات المتعددة، بل من الممكن أن تأتي بهدية له دون مناسبة.
ولكنها أضافت أنها في حالات الضائقة المادية، تستبدل الهدايا بأنها تقوم بتحضير أكلة مميزة أو تقوم بعمل أصناف حلويات متنوعة وجديدة .
"بالنسبالي هو أكتر حد بيحسسنى أني مطمنة"، ردت سهام بهذه الكلام عن سؤالها عن أولادها، فقالت أن زوجها هو عنصر الأمان بالنسبة أليها لأن ابناءؤها سيأتي يوم عليهم ويستقلون بحياحتهم تماما، ولفتت أن علاقتها بزوجها تقوي كل يوم عن سابقه.
البعد يولد الجفا
"جوزي ميعرفش أن فيه حاجة اسمها عيد حب أصلا"، خرجت هذه الكلمات من المرأة الثلاثينية التي تعمل طبيبة تحاليل، والتي يعمل زوجها مهندسًا مدنيًا بإحدى دول الخليج.
وعبرت "سماح حمدي- اسم مستعار" أن قاموس زوجها خالي من المشاعر والحب "دا فالطراوة يابنتي"، وبررت ذلك بأن عندما يبعد الزوج عن زوجته لسنوات طويلة فيتخلل الجفا والقسوة إلى العلاقة الزوجية "معظم الناس إللي أزواجهم مسافرة كدة، العاطفة دى تكاد تكون معدومة، أحنا اتأقلمنا علي كدة".
وبينت "سماح" خلال حديثها لـ (احكي) أنها لا تستسلم إلى ذلك بل تستعيض حرمانها العاطفي من خلال زميلاتها وصديقاتها اللاتي يمثلن لها الحياة " هم دول إللي بيهونوا الدنيا علينا"، بالإضافة إلى بناتها "مي" و"مني".
واختتمت حديثها بلغة يصحبها سخرية "دا بيقلي أعياد اليهود"، مستنكرة مبررات زوجها وهروبه من الاحتفال بأي مناسبة، ولا يتوقف عند حد الهدايا والاحتفالات بل أكدت أن زوجها لا يعبر عن مشاعره حتى بالكلام.
"الفلانتين" طوق النجاة
ككل السيدات، تهتم نيفين أحمد، 27 عاما، بالاحتفال بعيد الحب، وتعتبره فرصة مناسبة للتعبير عن المشاعر، ولكن تجد زوجها غير منشغل بمسألة الاحتفالات، لدرجة نسيانه لمواعيد حلولها.
"الراجل بطبعه مش بيعترف بالحاجات دي، ولو احتفل بيها في الخطوبة بتكون من باب النحنحة"، تعرف نيفين أن زوجها لن يهديها شيئا في عيد الحب هذا العام، فعلى مدى خطوبة امتدت لعامين، وزواج يكمل عامه الخامس، كانت دوما حريصة خلالهم على الاحتفال بأي مناسبة تجمعهما، بدء من أعياد الميلاد والزواج وحتى عيد الحب، ولكنها وجدته لا يهتم بالمناسبات، ولا يعترف بتخصيص أيام معينة للاحتفال.
رغم ثقتها في محبته لها، وحرصه على إسعادها دون وجود مناسبات معينة، إلا أنها أيقنت أن محاولاتها لجعله يهتم بالأعياد لن تغير من قراره، "بقيت أنا كمان محتفلش، ولو حبيت أعمل حاجة جديدة بخليها على الضيق"، فنيفين كانت معتادة على التخطيط لأي مناسبة قبلها بشهور، وتجهد نفسها في اختيار الهدايا وتذكر التفاصيل ومحاولة مفاجئته "أنا بطبعي بحب أفرح" إلا أنها تخلت عن ذلك.
ورغم أن عدم الاحتفال يزعجها قليلا، لكنها تعلم أن تلك طبيعة زوجها، وأنها يحبها، ويقدرها "كتير كمان من الأزواج مش بيحتفلوا، وعارفين أنه مش يوم هو اللي هيأثر في علاقتهم ببعض"، مشيرة إلى أنه طوال أيام السنة يحدث بين المتزوجين كثير من المواقف التي تظهر الحب وتحافظ عليه دون انتظار يوم معين.
وفي ختام حديثها لـ (احكي) قالت إن هناك صديقات لها لا يحتفلن بعيد الحب فواحدة لا يعترف زوجها بمثل هذه المناسبات رغم قدرته المادية العالية، والأخرى لا تحتفل بهذه المناسبة بسبب ضائقتها المادية، لافته إلى أن زوجها لا يفكر في هذه المناسبات بالأساس.
الحب أفعال
"جوزي كل حياتي"، افتتحت المرأة الأربعينية حديثها مع "احكي" بهذه الكلمات عن علاقتها بزواجها التي مر عليها 33 عامًا، وقالت إنها لديها ثلاثة بنات متزوجات، وزوجها يأتي بالهدية لحفيدتها "جاسيكا"، كونها الأنثى الوحيدة من بين أحفادها.
وفي معرض حديثها وضحت أن زوجها يأتي بالهدايا لأولاده وأحفاده، وأن علاقتها بزوجها لا تختصر بالهدايا، بل بالفعل والمعاملة الجيدة والاحترام.
بينت الجدة "فايزة" التي من يراها لا يمنحا سوى امرأة ثلاثينية أن زوجها هو نموذج الرجل المثالي الذي لا يتواجد في تلك الأيام، لما يتحلى من صفات مثل الطيبة والكرم "طيب وغلبان وبيحب الناس أوي، وبيصون بيته"، واستكملت أنه يحب بناته حب لا يوصف، ورباهن على حب الغير.
"يارب يومه يبقى قبل يومي"، قالت هذه الكلمات بلغة مصحوبة بحب، وأعين سارحة في ذكريات أكثر من ثلاثة عقود مروا على زواجهم، وثمار ثلاث بنات نتجوا عن زرع المحبة.
"السكن" هو مفهوم الحب بعد الزواج
لخصت "منار علي- اسم مستعار"، أن الحب بعد الزواج في "السكن"، شارحة أن الحب في بداية العلاقة يكون في مرحلة اكتشاف الشخص ومع مرور الزمن والزواج يتحول إلى السكن وفي أفضل الأحوال إلى الأمان "أو بياخد شكل تاني غير شكل بدايات العلاقة، ممكن يكون أكثر نضجًا لدرجة مملة أحيانا".
وقالت إن "عيد الحب" مثله مثل أي يوم، لا تجلب هدايا لزوجها ولا تعقد احتفالا، ولفتت إلى أن أعياد الميلاد لم تعد تحتفل بها رغم أنه لم يمر على زواجها سوى أربع سنوات.
وقسمت الشخصيان إلى نوعين، الشخصيات الرومانسية التي تهتم بمناسبات الحب والتعبير عنها، والشخصيات العملية "الشخصيات العملية هتشوف أن الأفعال البسيطة إللي بيتخلى فيها الزوج عن شوية من أنانيته عشان يشوف زوجته مبسوطة في أي يوم من أيام السنة تساوي ملايين الهدايا".
واختتمن كلمتها بالإجابة عما تمثل الهدايا لها: "بالنسبة لي الهدايا والكلمات ميزتها الوحيدة أنه الطرف التاني بيكون نيته فيها أنه يبسطك، لكن من ناحية تانية لو مفيش أفعال مالوش لزمة".
"فيسبوك" منصة لسخرية السيدات من "الفلانتين"
وفي رد السيدات المتزوجات على سؤال "احكي" على "فيسبوك" حول احتفال المتزوجين بعيد الحب، جاءت أغلب التعلقات ساخرة من فكرة الاحتفال، فتقول إحداهن "والله يا بنتي ما شاء الله جوزي رومانسي، وقالي اعمليلنا صينية بطاطس"، وعلقت أخرى "انسي، مفيش متجوزين بيحتفلوا، في الخطوبة بس وبعد كده إحنا كبرنا على الكلام ده"، واشارت واحدة إلى عدم اهتمام الرجال بهذه المناسبة قائلة "ده بقوله ما تجيب بوسة، قالي لمعيلي الجزمة البني عشان مطينة من المطر"، وجاء تعليق آخر "هنحتفل بخناقة طبعا".أت
الكاتب
سمر حسن
الثلاثاء ١٤ فبراير ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا