كيف احتفلن ”بائعات هدايا الحب” بالعيد؟
الأكثر مشاهدة
سمر حسن
غالبا، ما نعرف الطرقة التي احتفل بها المرتبطون والمتزوجون والمتحابون بـ "الفلانتين"، ولكن لا يعرف أحد كيف احتفلت بائعات الورود والهدايا و"الدباديب" بالعيد الذي يعتبرونه "موسم" للبيع والمكسب، وهل تؤثر فيهن اختيارات الزبائن للهدايا؟ كم مرة أرادت أيا منهن هدية مثل تلك التي زينتها لحبيب سيهديها لحبيبته؟
في جولة لـ "احكي" داخل أماكن بيع الورود والهدايا بمناسبة عيد الحب، التقين ببائعات كن على موعد مع يوم طويل، وعمل كثير، فالكل سيهادي مَنْ يحب، وسيكن هن طريقه للاحتفال، ولكن هل سيحتفلن هن أيضا؟
على كلمات الأغنيات الرومانسية، وداخل محل تحوطه هدايا من كل جانب، ترتدي أمنية زيا أحمر ومنتظرة الزبائن بابتسامة مشرقة، فسعادتها تكمن في إسعاد المرتادين على المحل "بحب جدا ألف الهدايا، بتخليني أحس أني فرحت حد معرفهوش"، فهي تستعد لتجهيز المحل مع زميلاتها للاحتفال بعيد الحب قبل شهر من موعده، وتشعر طوال هذه الفترة بالبهجة، ويتغير مزاجها إلى الأفضل.
"فرحت جدا لما بدأت اليوم النهاردة بطفل صغير سنه ميتعداش 11 اشترى قلب لزميلته في المدرسة" تتذكر أمنية هذا الموقف، وتستعد لاستقبال هدية من خطيبها مع نهاية هذا اليوم، فقد اعتادت منذ عامين، وقت إتمام خطبتها، على انتظار هدية من زوج المستقبل، الذي غالبا ما يفاجأها بشراء ما يسعدها، متمنية أن تستمر تلك العادة بعد إتمام الزواج "المفروض بعد الزواج العلاقة تبقى أحسن، ونبقى أقرب لبعض".
لم تحصل أميرة طوال سنوات عمرها، التي تخطت الثلاثين، على هدية في عيد الحب "أنا بلف هدايا بس"، فهي تعمل منذ عشر سنوات بمحل لبيع المستلزمات المكتبية والهدايا التذكارية، تجلس يوميا مع زميلات العمل بعد أن أصبحن بالنسبة لها كـ "العائلة"، وتتجادلن حول الأمور اليومية، ولكن وقت حلول أيام عيد الحب تستعد للبيع.
ورغم سعادتها بأن يقوم أحد الأشخاص بتذكر مَنْ يحب "لكن فيه رجالة بيجيبوا الهدية وهما مستخسرينها في حبيباتهم"، فترى أن الفتيات يبذلن أقصى ما بوسعهن من أجل إسعاد أحبابهن، وعلى جانب آخر تجد أن الجيل الأقدم أكثر تعبيرا عن الحب، فأسعدها أن تبدأ يومها برجل قارب عمره على الستين "لقيته بيطلب مني ألف له دبدوب صغير لزوجته، واختار معاه هدية بسيطة لابنته".
تتذكر أميرة كيف كان الجميع يحتفل قبل سنوات دون حساب، لكنها ترى أن كثيرين باتوا لا يهتمون "القلب بقى جامد، وفي جفا"، متمنية أن تعود أيام كانت تشعر فيها بالأمان وسط الناس، وكان الحب والمودة ساكنين القلوب.
فور السؤال عن عيد الحب، قالتها نيبال بكل وضوح "لما الناس تبقى تحب بعضها، وقتها نحتفل ونعمل عيد"، فالسيدة الأربعينية ترى أن الجميع باتوا يكنون الكره لبعضهم، فعلى مدار سنوات عملها الطوال في محل بيع الهدايا أيقنت أن طبيعة المجتمع تغيرت، ولم يعد هناك مشاعر دافئة تجمع بين الناس، وقالت في حسرة "الزمن بقى غير الزمن".
لا تنتظر نيبال هدية تعبر عن الحب من أحد هذا العام، فهي لا تملك من الدنيا سوى ابنتها مونيكا، التي ما زالت في العشرين من عمرها، "مونيكا هي كل حياتي ومليش غيرها بعد ربنا، وأتمنى ربنا يسبني لغاية ما أطمن عليها" خاصة بعد أن انفصلت عن زوجها منذ أكثر من 15 عاما، وتفرغت لتربيتها، واستطاعت أن تلحقها بالجامعة.
منذ ثلاث سنوات، قررت نيبال أن تحتفل مع ابنتها بعيد الحب، ففي كل عام تجلب لها هدية تذكارية بسيطة "علمتها أنها لازم تحب الناس"، كما أن مونيكا لها شخصية قوية، كما تصفها والدتها، فأخبرتها مع بداية العام الجديد "أنا خدت قرار يا ماما، عمري ما هخلي حد يجي عليا، مش هفضل أدي وأنا مش لاقيه مقابل".
الكاتب
هدير حسن
الأربعاء ١٥ فبراير ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا