”قلم رصاص” و”ورقة” أدوات ”فتاة الأزهر” نحو الحلم
الأكثر مشاهدة
فتاة برهنت على أن النجاح لا يقيد في سن معين، ولكن اعتمدت على سلاح إرادة التعلم حتى تصل إلى ما تصبو إليه، لم يمنعها تعليمها الأزهري في الركض خلف موهبتها، بل مزجت بين معادلة الموهبة وطرق باب التعلم، تعكس بقلمها الرصاص ملامح منها منحوتة بتجاعيد الزمن والأخرى لامرأة وقودها المعرفة، فهي الطالبة "عائشة النحاس".
ابنة محافظة المنوفية، تبلغ من العمر 14 عام ، في الصف الثالث الإعدادي ولكن من يرى أنها اختارت موهبة الرسم حتى تصل إلى الاحترافية لم يتوقع أنها تنضم إلى التعليم الأزهري، ولكنها حاولت أن تحقق معادلة تطوير الموهبة بالتعلم الذاتي وتحقيق حلم الهندسة من خلال دراستها، " أنا مش حابه أخرج من الأزهر نهائيا".
اكتشفت موهبتها الدفينة من خلال حصة الرسم "لما برسم المس كانت بتحييني"، وكان الصف الأول الأعدادي المحطة الأولى لاتجاه "عائشة" نحو البحث عن أدوات تعليمية لتنمو موهبتها على أساس علمي، فاشتركت في العديد من المجموعات المهتمة بالرسم على موقع "فيسبوك"، وبدأ تعلمها بتقليد لوحات الفنانين " وكان مستوايا مبتدأ جدا، وكل لما يعملو مسابقه اشترك معاهم، مكنتش بفوز بس كان مجرد إني اتعلم".
" أنا شايفة أن أنا مش بعمل حاجة تأذيني أو تأذي غيري"، خرجت هذه الكلمات من الفتاة التي تدرس في الأزهر وتردي النقاب، عندما قيل لها أن ما تقوم برسمه يقع في نطاق الحرمانية، مؤكدة على أنها لم تجد أي تعارض بين ما تقوم به وتعليمها.
وكان عامها الثالث عشر بداية تعلمها رسم البورتريه بالرصاص، " أنا بدأت الأول زي أي حد بيعلم حد بالعين والفم والأنف"، وتتابع الفتاة صغيرة السن كبيرة الموهبة عدد كبير من الرسامين، وترغب بأن تكون نفسها دون التقيد باسم شخص معين.
لوحة تضم وجه رجل عجوز مرسومة ملامحه بتجاعيد الزمن، وتخرج من أعينه نظرة سعادة ممزوجة بالرضا، كانت أحب اللوحات إلى قلب "عائشة"، وقالت أنها تتمني أن تكون محطتها التالية في دنيا الرسم، لوحات تضم مناظر طبيعية باستخدام ألوان الزيت "أنا برسم بأقلام رصاص staedler واستيكة فحم واستيكه عادية".
لم تغفل صاحبة الـ 14 المرأة من لوحاتها، فرسمت وجه امرأة ينبثق منه نظرات حادة، ورأسا ثمارها الكتب والمعرفة.
بينت "عائشة" أنها تلقت الدعم والمساندة من أهلها وأصحابها، وعلى صعيد آخر كانت ترمى الآراء المحبطة خلف ظهرها وتذهب في طريق حلمها، مبينة أن حلمها القادم أن تشارك برسماتها في معرض بدار الأوبرا المصرية.
الكاتب
سمر حسن
الأربعاء ١٥ فبراير ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا