”داليا”.. أم وحيدة تخلت عن الطب لتعبر بالغناء والكتابة
الأكثر مشاهدة
بابتسامة تحمل من البراءة الكثير، وعين لامعة مشرقة، وقفت داليا أمام الميكروفون مستقبلة الحضور، في أول مرة لها تقابل فيها الجمهور، تخفي وراء الملامح الهادئة الخوف والقلق والرغبة في أن تؤدي أجمل المقاطع الموسيقية بأفضل الحالات.
بعدما أتمت عامها الثلاثين، قررت داليا إيهاب أن تتخذ خطوة جادة تحمل معها تغييرا كبيرا في مجال الغناء، الذي عشقته منذ الصغر، واعتادت طوال سنوات دراستها الالتحاق بالمجموعات الموسيقية، ولكن مع انتهاء مرحلة الثانوية العامة والالتحاق بكلية الطب أهملت أحلامها المتعلقة بالأغاني، وبدأت اهتمامات أخرى.
"عمري ما فكرت أخد الموضوع بشكل جدي، والحياة شغلتني" بعد سنوات الدراسة والعمل، اكتشفت داليا أنها لم تحقق أحد أهم أحلامها، وهو الغناء، فقررت أن تعيدها مرة أخرى "الأحلام بيكون ليها دور في تخطي المشاعر السلبية"، وتزامن ذلك مع قرار الانفصال عن زوجها، الذي تعتبره واحد من أعنف التجارب التي يمكن المرور بها.
انفصلت داليا عن زوجها منذ أقل من عام بعد فترة طويلة من التعارف والخطوبة امتدت لثماني سنوات، وزواج استمر ثلاث سنوات انتهت في يونيو الماضي، ولم يكن لإنهائه سلبيات فقط، فقد حمل في جوانبه إيجابيات، قد يكون "أنس" طفلها الذي لا يتجاوز عمره العامين إحداها، إلا أن الرجوع للغناء مرة أخرى بشكل أكثر مهنية ميزة أخرى "لما بتمري بتجارب عنيفة بتحتاجي تعملي تغيير كبير في حياتك، فقررت ألجأ للأحلام اللي مكنش عندي وقت ليها" فقررت داليا أن تبدأ صفحة جديدة بطريقة مختلفة.
رغم ما تحملها ملامحها من هدوء، وما تعبر عنه ابتسامتها من وداعة، إلا أن قرارات داليا تنضح بالتمرد والرفض، فبعد سنوات الدراسة السبع في كلية الطب بجامعة عين شمس، فضلت ألا تكمل مشوارا تعلم أن نهايته تعيسة "لو كنت استمريت في الطب، كنت هكتب على نفسي حياة وشغل مش بحبهم ومش مرتاحة فيهم"، فألقت بسنوات الدراسة، وبدأت تعمل في المجال الذي تحبه، وهو التعبير باستخدام الكتابة والصوت.
تعمل داليا، حاليا، كمستشارة في مجال صناعة المحتوى الإبداعي لدى عدد من المؤسسات والهيئات منها منظمة اليونيسف، كما عملت لفترة كمعلق صوتي لعدد من الإعلانات، إلى جانب دراستها لماجيستير إدارة الأعمال، إلى جانب كونها أم تحاول أن تبني طفلا صالحا، خاصة، وهي تقوم بذلك وحدها، ورغم انشغالها رأت أنها في تلك المرحلة تحتاج إلى الغناء.
ومع تركيز الجميع في احتفالات عيد الحب بالمرتبطين والمحبين، وجهت داليا أولى حفلاتها إلى "السناجل"، واختارت الأغنيات التي تجعلهم سعداء، فأعادت عدد من الأغاني التراثية والقديمة، وغنتها لهم في سهرة ممتعة في مركز "دوار"، منتظرة ردود الفعل على الحفل، الذي أقيم يوم عيد الحب، بجهود تطوعية من العازفين ودون رسوم، ومتمنية أن يكون خطوة احترافية في تجربتها الفنية.
"انا عملت أول حفلة عشان أكون مبسوطة" لا تنوي داليا الاحترافية بشكل واسع، فهي تعلم أن وقتها لا يسمح لها بذلك، إلى جانب إيمانها أن "الفن حر، ومش عاوزه أعتبره مهنة وأكل عيش من وراه، عشان مضطرش أعمل حاجة أنا مش عاوزاها"، حرية الفن تأتي من وجهة نظرها في ألا يتقيد بالمال، كما تعتبره أداة تعبير عن الرسائل والقضايا التي تشغلها.
تنوي داليا استغلال موهبتها في دعم القضايا التي تؤمن بها، ومن خلال الغناء يمكنها أن توجه رسائل تثير التساؤل وتناقش موضوعات، ويخرج المستمع لديه رؤية مختلفة، ففي مرحلة سابقة، قامت بتسجيل أغنيات الأطفال على حسابها على موقع "ساوند كلاند"، وكانت تلك الأغنيات التي تداعب بها طفلها الصغير "أنس"، فقررت أن تسجلها كي تستخدمها الملاجئ للأطفال اليتامى، وجعلت من ابنها طفل لديه حس موسيقي.
الكاتب
هدير حسن
الخميس ١٦ فبراير ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا