”بيت شعر” و ”رسمة”..ملاذ ”هانية” الآمن
الأكثر مشاهدة
يُعرف الفن بأنه "تعبير عن التعبيرات الذاتية، حيث يشكل فيه المواد لتُعبّر عن فكره أو يُترجم أحاسيس، ويعتبرونه بعض العلماء ضرورة حياتية للإنسان كالماء والطعام" وانطبق هذا التعريف على الفتاة العشرينية التي وجدت في الشعر والرسم مرسى لمشاعرها المتراكمة، تمردت على المفروض عليها، وذهبت "هانية" إلى "اللقطة الواحدة" لتحويل ما بداخلها إلى لوحات.
حصلت "هانية محمد سامي" على بكالريوس نظم معلومات من جامعة عين شمس، ثم عملت في إحدى المؤسسات الحكومية، سرعان ما ثارت على الروتين المفروض عليها، بتركها للعمل الذي وصفته بأنه قاتل لطموحها.
تعددت مواهب هانية لتتنوع بين الرسم والشعر وعمل "الإكسسورات"، وبدأت في اكتشاف موهبة الرسم منذ نعومة أظافرها، وكانت تعامل المدرسات السىء القائم على الضرب معها وزميلاتها بمثابة الشرارة التي حركت موهبتها نحو التعبير بالرسم، وحلمت بأن تكون كلية الفنون الجميلة الملجأ لطموحها، ولكنها لم تستطع.
لم تسمح الفتاة العشرينية أن تدخل في دائرة الياس ولكنها صارت وراء ما تهواه ، وتعلمت الرسم عن طريق الكورسات، ومجموعة "اللقطة الواحدة" التي تأسست 2002 بقيادة الدكتور "عبدالعزيز الجندي"، و تضم مجموعة من الشباب يحبون الرسم، وتقسم إلى سنة أولي لقطة وعندما تصل إلى مرحلة التقدم تؤهل لسنة تانية لقطة.
وتأهلت "هانية" إلى السنة النهائية في اللقطة الواحدة، التي بدورها تأهلها للاشتراك في المعارض التي تدشنها المجموعة "أهلت للاشتراك في المعرض القادم الذي سيقيم بعد أربع شهور"، ويتناول المعرض القادم تصوير المنازل القديمة توثيقا للأجيال القادمة.
لم تغفل العنصر النسائي من رسوماتها، وقالت إن الرسمة التي تعبر عنها امرأة تظهر بابتسامة على وجهها تخفى ورائها المشاعر الحزينة مغلقة باب حزنها هي أقرب اللوحات إلى قلبها.
"نفسي أروح باريس وأرسم من هناك"، كان هذا الحلم البعيد لهانية التي تتمنى أن تحققه من خلال مجموعة من الأحلام الصغيرة مثل إقامة المعارض الخاصة بها.
وتمثلت الموهبة الثانية للفتاة التي تلقب بالمتمردة، في الشعر، ووصفته بالأقرب إلى قلبها تهرب أليه دائما من ضغوطات الأهل الدائما فيما يتعلق بزواجها "أنا مش بكره الجواز أنا عايزة ابقى ناجحة في حياتي العملية والشخصية"، وكان شقيقها لم يترك لها متنفس هواء وسبب لها مشكلة كبيرة في مشروع تخرجها لأنها كانت الفتاة الوحيدة " ليه أحمد بيكلم بنات أحمد ولد مش عليه عيب لكن أنتي بنت" كان هذا الرد من قبل والدتها عندما تعترض على الوصاية الذكورية المفروضة عليها.
كان سلاحها في الهجوم هو الإضراب عن الطعام فكانت تضرب عن الطعام لمدة أيام حتى تصيب بأغماء تام، " أنا لو مت هيكون بسببك"، الكلمات التي خرجت من والدها قبل رحيله كرد فعل لرفضها الدائم عن الزواج بمن لا تريد، وأردفت أن عائلتها لا تعترف الطلاق.
"أخويا ضربني وبهدلني" قالت هانية هذه الكلمات بصوت يغلب عليه الحزن، شارحة السبب وراء ذلك أنه كانت مجموعة أبيات شعر منشورة لها على حسابها الشخصي على موقع "فيسبوك"، وكان رد فعل والدتها هو منعها من الصراخ حتى لا يصل لـ "أهل المنطقة"، ولفتت إلى أن ولدتها تفضل الذكور مقارنة بالإناث رغم كونها الابنة.
"متستلميش لأي ضغوط جواز أو شغل مش حباه"، بهذه الكلمات اختتمت "هانية" حديثها مع "احكي"، مبينة أن المجتمع يرفض أن تحلم المرأة وتحلق من أجل تحقيق تلك الأحلام، موصية الفتيات بأن يكون سلاحهم رفض المفروض عليهن، والعمل جاهدين لتحقيق أحلامهن.
الكاتب
سمر حسن
الإثنين ٠٦ مارس ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا