رجال يغردون خارج سرب ”الذكورية”
الأكثر مشاهدة
غالبا من يتحدث باسم حقوق المرأة هن النساء، وهناك تاريخ طويل من النضال سعى خلاله العنصر النسائي للحصول على حقوقهن في مختلف المجالات، وعلى الرغم من ذلك ما زالت المرأة المصرية تتعرض إلى التهميش والإقصاء والانتهاك حتى الآن، ولمناقشة ذلك تواصل موقع "احكي" مع مجموعة من الرجال خرجوا عن المألوف واستخدموا مجموعة من الأدوات الفنية التي تنوعت بين الكتابة والشعر والرسم، لدعم المرأة ضد ما تتعرض له من قبل المجتمع.
الشعر أداة "رامي" لدعم المرأة
أفرد شاعر الحلمنتيشي "رامي عبدالحميد" جزء كبير من كتاباته سواء كانت الشعرية أو القصة القصيرة لمناهضة المجتمع الذي وصفه بالأبوي، ذاكرًا أن آخر عمل أدبي له كانت قصة قصيرة تناهض (الأبوية)، "أنا اكتشفت إن الدفاع عن حقوق المرأة بيجرى فى دمى".
لافتا إلى أن دعمه للمرأة لا يرتبط بمواقف شخصية، ولكنه نابع من إيمانه بأن النساء نصف المجتمع "خمسين – خمسين"، والقهر الذي تتعرض له المرأة، مقارنًا وضعه بوضع الفتيات "يكفى إنى بعيد عن أهلي وعايش مستقل وهي متقدرش تعمل ده ولو عملته بتحارب الأسرة والمجتمع".
"طبعا أنا مع مصطلح الرجل النسوى الذي يؤمن بالمساواة"، لم يعارض الشاعر وصفه بالـ"رجل النسوي"، ولكنه وضح أنه يتعرض إلى كم كبير من الانتقادات وخاصة من النساء، ورغم ذلك سيظل يدعم المرأة حتى تحصل على جميع حقوقها.
وألقي "رامي" الضوء على "النسويات" اللائي يضعن الرجال كلهم في خانة "العدو"، وعلى صعيد متناقض ذكر الإعلامية "رباب كمال" صاحبة كتاب "دولة الإمام" بأنها خير امرأة تمثل النسوية في الآونة الحالية "لا تتنازل عن حقوقها وكذلك لا تعادي الرجل"، كما وصف الكاتبة والطبيبة "نوال السعداوي" بالمارد الأكبر، وقال إنها صاحبة الفضل الأكبر في تأسيس النسوية.
خالد عاشور: الأديان ظلمت المرأة
"من يتربي على يد امرأة تعلمه احترام المرأة لن يهين المرأة" استهل كاتب القصة "خالد عاشور" حديثه مع "احكي" بهذه الكلمات، لافتًا إلى أن والدته أسسته على مفهوم احترام المرأة، ذاكرا أنه يحب شقيقاته الإناث أكثر من الذكور رغم أن جذوره صعيدية.
وانتقل إلى نقطة وصفها بالشائكة والتي تصدم الكثيرين، وهي وضع المرأة في الأديان، قائلا إن "القرآن والأنجيل والتوراة، كلهم ضد ما هو مؤنث، ظلمت المرأة في أشياء كثيرة كالميراث والشهادة والفروض والشعائر والمناصب"، مستكملا بأن الرجل يستخدم سلاح الدين ليهزم المرأة، مركزا بشكل كبير على تشريعات الميراث التي أتت في القرآن "عن نفسي تنازلت بميراثي من والدتي لأخواتي البنات".
وفيما يتعلق بعلاقة الرجل بالمرأة، بين الدكتور الجامعي أن الرجل يري نفسه ملك الغابة، وأي ملك لا يريد اهتزاز عرشه، ويتعامل الرجل مع المرأة بنظرة تعالي، وأرجع السبب خلف تلك السلوكيات الذكورية إلى العنصر النسوي، موضحا أن المرأة هي العدو الأول لنفسها فهي المسئولة عن زرع تلك الأفكار في عقول أبنائها الذكور منذ الصغر"هناك نساء ذكوريين أكثر من الذكور".
وانتقل للحديث عن الوسائل التي يستخدمها لدعم المرأة "أساندها في كتاباتي وقصصي" ذاكرا مجموعة "همس" التي خصص كل قصصها للدفاع عن المرأة، لافتا إلى مجموعة من الآليات التي تدعم المرأة منها تغيير تشريعات الميراث، وتغيير الفكر الذكوري لدى الأمهات، وأن يترسخ في عقولهن المساواة بين الرجل والمرأة.
"كوني نفسك مش تابع لحد، التابع مهما وصل، بيفضل في عنين المتبوع مجرد تابع له" كانت هذه رسالة "عاشور" للنساء في اليوم العالمي للمرأة.
قاموس "طاهر" يخلو من التصنيف الجندري وقائم على الإنسانية
"أنا تبنيت موقف إنساني بشكل مجرد، بعيدا عن التصنيف الجندري"، بين مؤسس عصابة البهجة، محمد طاهر أن دعمه للمرأة خرج من رحم القهر والإقصاء الذي تواجهه النساء من قبل المجتمع، الذي ينظر لها بدونية -حسب وصفه- ويفرض عليها وصايته.
مستكملا حديثه بالإشارة إلى الدور الذى تقوم به المرأة مقارنة بالرجل "الرجل المصري عجبه دور العيل وعايش فيه"، وأثنى على مهامها المتعددة سواء كانت تلعب دور الحبيبة أو الزوجة أو الأم، "الستات حاليا أجدع وأقوى، وأنشف، وكلمتهم أصدق، ونسبة كبيرة من البيوت المصرية قائمة على الستات".
وكان العنصر النسوي بطل العديد من المقالات التي كتبها الكاتب والصحفي، فركز على العديد من القضايا التي تقع على كاهل المرأة المصرية سواء كانت العاملة أو ربة المنزل، مسلطا الضوء على ركائز بناء العلاقة الجيدة بين الرجل والمرأة.
"هل حضنت ابنتك اليوم"، كانت هذه من أهم المقولات الأخيرة التي دشنها الكاتب على حسابه الشخصى على موقع "فيسبوك" منذ ستة أشهر وانتقلت إلى حوائط الشوارع، لتوضح أهمية الأب في حياة ابنته.
تهميش المرأة بطل أعمال "كريم عبدالملاك"
تنوعت وسائل دعم المرأة بين الكتابة والشعر، وفي سياق متواصل استخدم الفنان "كريم عبدالملاك" لوحاته الفنية للتعبير عن التهميش الذي تعاني منه المرأة المصرية، من خلال الربط الذي ظهر في معرض "روح" بين الإهمال التى تتعرض له الأماكن التراثية المهمة فى مصر، وأيضًا التهميش الذى تتعرض له المرأة في المجتمع.
مستدلا بـ"قصر السكاكيني" الذى تحول الآن إلى مقلب للقمامة رغم قيمته المعمارية العظيمة والمأخوذة على غرار أحد القصور التاريخية فى إيطاليا.
واستكمل شارحًا أن فكرة المعرض أتت من خلال التعامل مع المرأة كروح، "المرأة هي نصف المجتمع وبتربي النصف التاني فالبالتالي هي المجتمع كله"، موضحا أن والدته ساهمت بشكل كبير في تكوين شخصيته وتأثيرها كان بالغ القوى.
وفيما يتعلق بأكثر القضايا التي تعانيها المرأة من وجهة نظر "عبدالملاك"، أتى الصراع الذي تواجهه المرأة خلال يومها العادي منذ خروجها في الصباح الباكر على رأس المشكلات التي تواجه المرأة "عمل بطولى للست أنها تخرج من منزلها لآخر الشارع من غير ما حد يضايقها" واصفا ذلك بالوضع القاتم، ومؤشرا سيئا لوضع المرأة في المجتمع المصري.
مردفا بأن مشاكل المرأة ناتجة عن سلسلة أحداث متراكمة منذ ميلاد الولد والبنت والتفرقة في التعامل بينهما من قبل الأم "الولد مبيتحركش من مكانه، والبنت قومي هاتيله ياكل"، مما زرع داخل المرأة شعورها بالدونية، وما ينتج عنه الاحساس بالخنوع، وبالتالي تخرج إلى المجتمع فاقدة للثقة في نفسها وفي جسدها، "كثير من النساء يخرجن مؤمنات بالمثل الشهير ضل رجل ولا ضل حيطة".
مختتما حديثه مع "احكي" كاشفا بأن معرضه القادم سيتناول قضية الصراع الذي تعيشه النساء في المجتمع وما تريد أن تعيشه، وسيطلق عليه اسم "حرة"، "كل سنة وأنتوا أحرار الفكر والروح" كانت هذه رسالته إلى المرأة بمناسبة عيدها السنوي.
الكاتب
سمر حسن
الإثنين ١٣ مارس ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا