رانيا حسين أمين.. كاتبة القصص المصورة التي قربتها ”فرحانة” من الأطفال
الأكثر مشاهدة
نظر أحد الفنانين التشكيلين إلى رسوماتها التي خطتها وهي ما زالت في الثالثة عشر من عمرها، ولم يشجعها ولكنه أخبرها بحدة "الأفضل- عندما ترسمين أن تلغي عقلك، لا تفكري كثيرا ولا ترسمي رموزا لأنها تقلل من قيمة العمل الفني"، فما كان منها إلا أن تخلت عن حلمها وقاطعت الرسم لفترة طويلة عادت بعدها واحدة من أشهر مؤلفي ورسامي كتب الأطفال.
منذ أتمت التاسعة من عمرها، وظهر على رانيا حسين أمين (52 عاما) الاهتمام بالرسم، فكانت متعتها في رسم القصص المصورة، وكانت تتعامل معها بمنطق شريط السينما مبتعدة عن الشكل التقليدي للوحات المرسومة، فكان يبهرها أن تتعامل مع الرسومات على أنها سلسلة من المواقف والأحداث التي تكمل بعضها، وحاولت أن تنتهج منطق رسومات سلفادور دالي، وتدمج الألغاز والرموز إلى رسوماتها.
بعدما تلقت التعليقات السلبية على رسوماتها، وظلت متوقفة لفترة طويلة، أعادها الفحم مرة أخرى لاستكمال المشوار، ورسمت الظلال والمناظر الطبيعية والبورتريهات، ورغم موهبتها الواضحة لم تلتحق بكلية الفنون الجميلة، وفضلت دراسة علم النفس، ولكنها أصلحت الوضع بعد التخرج من الجامعة، والتحقت بالقسم الحر بكلية الفنون الجميلة، ودرست التصوير والخزف، ثم أثقلت الموهبة في فلورنسا، حيث تعلمت الرسم، وشاركت في عدد من المعارض الجماعية هناك.
في البداية، لم تتوقع رانيا أن تكتب للأطفال، ولكن الصدفة التي جعلتها تستمتع إلى ندوة حول وضع الأعمال الأدبية الموجهة إلى الأطفال في مصر، في أثناء عملها كمديرة للقسم الفني بمتحف سوزان مبارك، شجعتها على حضور ورشة الكتابة للأطفال، وساعتها، بدأت تلحظ تصرفات الأطفال من حولها، وخاصة، ابنتها أمينة، وطريقة تعامل الآباء مع أخطاء وتصرفات أولادهم.
"فرحانة" كانت الشخصية التي ابتكرتها رانيا، واعتبرتها الوسيط للتواصل مع الأطفال، وقررت أن ترسمها بنفسها لتضع فيها من روحها، وأنتجت سلسلة كتب "فرحانة" التي نالت عنها جائزة سوزان مبارك لدب الطفل عامي 1999 و2000، وجائزة مؤسسة آنا ليند، ومؤسسة الفكر العربي.
ورغم ارتباطها بشخصية "فرحانة" التي كانت توجه الأطفال من خلالها للتصرفات السليمة وعدم قبول الأوضاع الخاطئة، إلا أنها أنتجت قصصا أخرى للأطفال والكبار، منها قصة "أنا وأنا" الموجهة للبالغين، وكتابها "صراخ خلف الأبواب" الذي يعتبر أول كتاب تتوجه به إلى الأطفال فوق 12 عاما، ونالت عنه جائزة "اتصلات 2016".
كما قدمت سلسلة توعوية عن البيئة للأطفال، منها: (سر اختفاء النيل، هروب سحابة الدخان، قماموة آخر موضة، فرحانة والطبيعة المصرية)، وتتميز رانيا بقدرتها على التواصل مع الأطفال بالرسومات والكتابة دون أن تترك انطباعا سلبيا يوحي بأنه تخاطبهم من وجهة نظر أبوية للنصح والإرشاد، وهو ما يكرهه الأطفال.
في مجال أدب الأطفال، تفضل رانيا القراءة لأمل فرح وشوقي حجاب، كما تحب أعمال بهاء طاهر ، وتأثرت بالأدب الروسي وخاصة أعمال تولستوي ودوستويفسكي).
الكاتب
هدير حسن
الثلاثاء ٠٤ أبريل ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا