سوزان بريسو.. رفيقة ”طه حسين” التي رأى العالم من خلالها
الأكثر مشاهدة
على صوتها، استمع وتعلم اللغة الفرنسية، تذوق الشعر وعرف اللاتينية، ودرس اليونانية واجتاز الليسانس، فكانت نبراتها ونغماتها دليله وسر هدوء قلبه وانفتاحه على العالم.
قد يبدو أن لعميد الأدب العربي"طه حسين" طلة مهيبة، ولحضوره طغيان قوي، ولكن "سوزان بريسو" استطاعت أن تأسره وتعلقه بصوتها الذي رأى العالم من خلاله، فهي الفرنسية التي قرأ وعرف من خلالها وتعلم وأنجز بهمة بمساعدتها، وقدمت التضحية وتعلمت التحدي لتجعله زوجا لها.
ولدت سوزان في فرنسا عام 1895، ونشات في اسرة كاثوليكية، عملت بالتدريس غلى أن اضطرتها ظروف الحرب العالمية إلى الرحيل نحو الجنوب الفرنسي، حيث مدينة "مونبيليه" التي شهدت سكون "العميد" في قلبها، وامتلاكها لروحه، ففي عام 1915 تعرفت إليه وكانت مهمتها أن تساعده في قراءة الكتب والمراجع.
جذبها نحوه غرابته، فجديد عليها أن تتعامل مع رجل كفيف، ولكن وجدت نفسها تبهر بعقليته وقدرته على التحليل والنقد والمشاركة، فأبهرها تفرده، في البداية قال لها "أحبك"، بعد مدة طويلة ناداها خلالها بـ "صديقتي"، ولكنها رفضت حبه وقالت "وأنا لا أحبك"، وابتعدت.
ومع البعد، أدركت سوزان أن للقلب أحكام أخرى، فأعلنت لأسرتها، التي تتمسك بالديانة الكاثوليكية، عن رغبتها في الزواج من الشاب المصري الكفيف ابلقادم من ثقافة وبيئة مختلفة، وقبل أن ترفض الأسرة بشكل قاطع، جلس عم سوزان "القس" مع "العميد" بعض الوقت منفردين، وعاد يؤكد لها صحة قرارها، لتتزوجه في 9 أغسطس 1917.
56 عاما، قضتها سوزان بصحبة "العميد" حتى رحل عام 1973، بعد أن أضاءت عالمه، فكان يقول لها "بدونك اشعر أني أعمى حقا، أما وأنا معك، فإني أتوصل إلى الشعور بكل شئ، وأني امتزج بكل الأشياء التي تحيط بي"، لتقرر بعد رحيله أن تصدر كتاب "معك" باللغة الفرنسية، لتروي سيرته الذاتية من وجهة نظرها.
وترحل عن عمر ناهز 94 عاما، في عام 1989.
الكاتب
هدير حسن
الأحد ٠٩ أبريل ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا