شهيدات الشرطة في تفجيرات ”الأحد الدامي”
الأكثر مشاهدة
بدأن يومهن مع ساعات الفجر في مهمة اعتدن عليها منذ توليهن تأمين الكنائس، التقين أمام البوابة الرئيسية للكنيسة المرقسية بالإسكندرية، حيث مقر عملهن، وقفن يتبادلن الحديث كعادة كل يوم، ولكنهن كن حذرات فهذا يوم العيد، ويجب أن ينعم الجميع بالهدوء والسلام، ولكن هناك من أراد أن يكسر الفرحة بـ "أحد الشعانين".
في فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر عريفة الشرطة أمنية رشدي تقف بجوار زميلتها أسماء أحمد إبراهيم، وعلى بعد خطوات العميد نجوى عبد العليم النجار، في حين حاول الانتحاري ان يدخل الكنيسة دون المرور على البوابة الإليكترونية ليُعيده أحد المشاركين في التأمين إلى البوابة.
بضغطة بسيطة يحول المكان إلى أشلاء قبل أن ينكشف أمره، ويتسبب في ذهاب أرواح قدرت بـ 17 شخصا، ويُصيب ما يقرب من 35 آخرين، من بينهم رجال الشرطة ونسائها، فكانت نجوى النجار أولى الشهيدات في تاريخ الشرطة النسائية المصرية، وهي زوجة أحد لواءات الشرطة، والدة ضابط برتبة نقيب.
انضمت نجوى إلى الشرطة، وتخرجت منها عام 1987، وانتقلت بين المواقع والأحداث لتلقى حتفها أمام الكنيسة محاولة أن تساهم في منح المسيحيين الأمان ليحتفلوا بـ "السعف"، ولدت عام 1963، ورحلت أمس عن عالمنا.
لم يتعرف أحد على جثة "أسماء أحمد إبراهيم"، فهويتها طمست بسبب قربها من الانتحاري، وقت استحواذ الغضب والجهل على عقله، فتناثرت إلى أشلاء لم يُدركها سوى زوجها بعد أن ميّز ملابسها، وهو يتساءل من سيعينه على تربية "ساندي" الصغيرة و"رودينا" التي ما زالت رضيعة، ويندهش كيف يمكن لقلب إنسان أن يحرم أطفالا من أمهاتهم؟
بعد شهر من الآن، كانت أمينة رشدي ستجلس بجانب زوج المستقبل، وتتوج عروسة يحيطها الأصدقاء والأقارب، ولكنها رحلت مع الراحلين، قبل أن ينعم أهلها برؤيتها بالفستان الأبيض.
الكاتب
هدير حسن
الإثنين ١٠ أبريل ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا