”مريم نعيم”..حاربت التلعثم وأصبحت أصغر مذيعة
الأكثر مشاهدة
فتاة حولت إصابتها بمتلازمة داون إلى سلاح الإرادة التي تحارب به في الحياة لتحصد العديد من البطولات، لم تكتف بميدان واحد، بل تحدت الصعاب وحققت النجاح في عزف البيانو، ورقص الباليه، لم تسير مشوارها بمفردها فوجدت دعم من والدتها ساعدها على اجتياز الصعوبات.
محطة الاكتشاف
رزقت مريم بأسرة سخرت لها كل ما لديها من أجل تحقيق التميز والتفوق، فوالدتها المهندسة "سناء منير"، التي استهلت حديثها مع "احكي" بنبرات صوت هادئة ذاهبة إلى الخلف لكي تسرد محطة اكتشاف أنها أم لابنه من ذوي "متلازمة داون"، بدأت عندما طلب منها الطبيب إجراء تحاليل تحدد نسبة "الصفراء"، وكشفت التحاليل أن نسبة الصفراء مرتفعة جدا تحتاج إلى نقل دم مرتين في اليوم، ثم تأكدت أنها من متلازمة دوان، وكانت ردود الفعل صادمة لها ""سبيها وهاتي غيرها، اعتبريها دمية وهاتي غيرها، المبالغ إلي بتدفع على العملية ابنك أولى بيها"، فكانت "مريم" الابنة الثانية.
وبعد ذلك عرفت الأم أن ابنتها مصابة بمرض في القلب وتحتاج إلى عملية خارج البلاد، "لو عملت العملية هتموت ولو فكرتي لابد من إجرائها في الخارج" هكذا أبلغها الطبيب.
لم تكمل الأم عن البحث ليلا نهارا، حتى أخبرها طبيب بأن هناك طبيب واحد في إيطاليا هو من يستطيع القيام بهذه العملية، فذهبت الأسرة على نفقتها الخاصة وتم إجراء العملية لمريم وهي في عمر الـ 11 شهرا، وتحولت بعد العملية إلى الأفضل
محطة التدخل المبكر
بعد الاطمئنان على صحة "مريم" قامت المهندسة ببداية مشوار التدخل المبكر على عدة أصعدة تقوية العضلات، وتقوية مهارات التخاطب، وتقوية المهارات اللغوية، وكان مركز "سيتي" من أهم المراكز التي استقبلت الطفلة، وعلى صعيد آخر شغلت "الأم" بتعليم جيد لابنتها، فقررت إدخالها مدرسة عادية، وتفرغت للاعتناء بابنتها تماما وهي في الصف السادس الابتدائي واستقالت من عملها.
وكان الصف الثالث الإعدادي مرحلة جديدة لمريم فالتحقت بنظام الدمج، وذلك بسبب صعوبة المناهج النظامية، " تعاليلي بكره أنا هفتح فصل لمريم ثانوي"، خرجت هذه العبارة من مديرة إدارة إحدى المدارس الثانوية لتدشن أول فصل ثانوي دامج؛ وذلك بعد اقتناعها بمهارات مريم المتعددة.
لم تكتف الوالدة بهذه الإجراءات "قابلت الوزير، وطلبت من أن يراعي مناهج الثانوي، ويخففها" هكذا طلبت من الوزير مراعاة الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة وإطلاق مناهج تتناسب معهم، " كل أما بنعدي على كلية البنات بعين شمس تقلي أنا عايزة أدخل الكلية ديه"، تمثل حلم مريم على الصعيد التعليمي في الالتحاق بكلية البنات.
محطة المهارات المتعددة
كانت الإرادة منهج مريم في الحياة ، وعززت والدتها الأمل دائما بداخلها "مريم نفسها هي إلي بتديني الدافع"، فدخلت صاحبة الـ18 عام إلى عدة ميادين رياضية مثل السباحة وألعاب القوى، وشاركت فى أول بطولة للفروسية وعمرها 7 سنوات فقط، وحصلت على العديد من البطولات والميداليات فى السباحة.
وتم تكريمها في 2015 ضمن أكثر من 200 كاتبة وإعلامية مصرية و30 شخصية عامة من مختلف المجالات الداعمة لـ"نون النسوة".
لم تخلو مسيرة مريم من الصعاب، فذكرت والدتها خلال حديثها مع "احكي" مواقف عديدة أبرزها حادث الإغماء التي تعرضت له مريم خلال تدريب السباحة، مما ترك عقدة لدي البنت وكانت تبلغ 9 سنوات آنذاك "كانت بتصرخ لما تشوف يافطة النادي"، لكن استخدمت الأم المداخل النفسية المناسبة مع ابتها حتى عادت الطفلة تحب السباحة أكثر من الأول.
الانترنت ذلل الصعاب
"النت كان المصدر الرئيسي لاستمداد المعلومات"، كانت هذه إجابة "منير" عن كيفية التعامل مع ابنتها منذ ذوي متلازمة داون فضلا عن بعض الدورات التي حصلت عليها، حتى تمكنت الأم من منح النصائح لأمهات متلازمي داون من خلال صفحتها الرسمية على موقع "فيسبوك".
وتمثلت صعوبة أخرى في ارتفاع نسبة التلعثم لدى الابنة، إلا أن والدتها حرصت على معالجة ذلك بتقديم مريم لبرنامج إذاعي بعنوان "أنا ومريم" التابع لراديوا بلادنا نت، حيث سلط الضوء على شخصيات من ذوي الإعاقات المختلفة.
لم تغفل الأم تنمية المهارات الفنية داخل ابنتها، فدخلت مريم معهد الباليه التابع لأكاديمية الفنون، وانصهرت مع باقي الطلبات، وكان نتاج التدريب الذي دام لأكثر من ستة أشهر مسرحية استعراضية، عٌرضت على مسرح الجمهورية "اتمني أن المسرحية تتعرض على مسارح كتير بتذاكر".
انتقلت السيدة "سناء" في نهاية حديثها إلى الاستفادة التي حصلت من تجربتها مع مريم، فاعتلت خدمتها في مجال ذوي الاحتياجات الخاصة أبرز الاستفادات، وأثنت على العديد من الوزارات التي تضع في أولوياتها تلك الفئة، ولكنها انتقدت الاختبارات التي يتم على أساسها سياسة دمج ذوي الاحتياجات الخاصة.
الكاتب
سمر حسن
الأربعاء ١٢ أبريل ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا