”ملف الأقباط” و”حياة الراهبات”..خطوات ”سارة” نحو الحلم
الأكثر مشاهدة
تعمل في الحقل الصحفي منذ دراساتها الجامعية، انتقلت بقلمها من التحقيقات إلى الملف السياسي، لتستقر في مجلة المصور وتتولى مسئولية ملف يلقب بالشائك، تنحي معتقاداتها جانبًا وأحضرت المهنية، لتذهب من قرى الصعيد إلى الدلتا من أجل كشف كواليس حياة الراهبات، والموت على الطريقة المجدلية.
"مسلمة" تتولي الملف القبطي
تزامنًا مع الأحداث الدامية التي مرت بها البلاد في الآونة الأخيرة عقب تفجير الكنيستين وبمناسبة عيد القيامة المجيد، تحدث "احكي" مع "سارة حامد" الصحفية التي ذهب هواها الصحفي منذ سبع سنوات إلى ملف الأقباط، وصمتت برهة ثم قالت إن ذهاب ملف الإسلام السياسي إلى صحفي مسلم، والملف القبطي إلى صحفي مسيحي، كان من المحركات الرئيسية لذهاب الصحفية المسلمة إلى هذا الملف شديد الخصوصية " نفسي أكون متخصصة في ملف الأقباط".
"كل يوم بعرف معلومة جديدة في الملف"، بتلك الكلمات أجابت "حامد" عن ألمامها بتفاصل ملف الأقباط باعتباره من الملفات الصحفية شديدة التعقيد، مردفة بأنها تتولي تغطيته منذ سبع سنوات مما مدها بحصيلة معرفية متراكمة تثقلها بالبحث المستمر الذي يحصنها من الوقوع في الخطأ.
ثم عادت بالذاكرة ست سنوات للوراء لتتحدث عن أهم موضوعاتها وهو، أحداث قرية "بهيج" و"الُعدر" عقب قيام الطالب "مسعود عبدالله " من محافظة أسيوط بنشر الرسوم المسيئة للرسول (ص) على حسابه الرسمي على فيسبوك، وتفاصيل الجولة التي قامت بها بين قري "أسيوط" لتسليط الضوء على الزوايا المختلفة للموضوع، كما أزالت بموضوعاتها المفاهيم الخاطئة العالقة في أذهان المسلمين فيما يتعلق بدفن الأقباط فخصصت موضوع بعنوان "الموت على الطريقة المجدلية" و"كفنوني حيا" لإزالة ذلك اللبس.
وبنبرة صوت غاضبة تحدثت الصحفية العشرينية عن أبرز الصعوبات التي تواجهها، وجاء "الحجاب" على رأس تلك العقبات، بالإضافة إلى التشكيك الدائم في معلوماتها فيما يخص شئون المسيحيين، مستشهدة بموقف تعرضت إليه، فذكرت أنها تقدمت إلى إحدى الأماكن الصحفية المعروفة لتتولى شئون الملف القبطي، وسرعان ما رفض رئيس التحرير لكونها مسلمة ونصحها بأن تتولى شئون ملف آخر وتترك تلك الملف لصحفي مسيحي، "أنا صحفية بشتغل الملف بحيادية بعيدا عن ديني ومعتقداتي."
"راهبات دميانة" ملائكة تسكن على الأرض
عرفت الرهبنة بأنها "الموت عن العالم"، أما الراهبة فهي امرأة عهدت على نفسها بأن تكرّس حياتها من أجل دينها، وتكون زاهدة وتختار طواعيةً ترك المجتمع السائد وتعيش حياتها في الصلاة والتأمل، من هذا المنطلق ذهبت مسئولة الملف القبطي جاهدة إلى "براري بلقاس" لتبين كواليس حياة الراهبات خلف جدران دير القديسة دميانة، فاستهلت بشروط الرهبنة نقلا عن الراهبات، وهي أن تكون عذراء وحاصلة على مؤهل عالِ، وعقب القبول تضع الراهبة تحت الملاحظة لمدة ثلاث سنوات تقريبًا، للتأكد من التزامها التام بكافة الشروط، وخلال الثلاث سنوات ترتدي الراهبة في عامها الأول الزي "اللبني"، وتنتقل إلى العام الثاني بالزي الرمادي لتصل بعد إتمام المدة من الملاحظة إلى الجلباب "الأسود" رمز الاحتشام، والقلنسوة على الرأس مطروحة خلف ظهرها وفي نهايتها 12 صليبًا، رمزا لترك العالم خلف ظهرها، ثم يصلي عليها صلاة جنائزية –صلاة الموت-، كدلالة للموت عن العالم ووجودها جسديا فقط وتذهب بروحها للعيش مع المسيح.
الحياة البتولية وترك الدنيا
ثم انتقلت سارة للحديث عن بعض راهبات الدير، فقالت أن إحدى الراهبات كانت تعمل في هيئة الطاقة الذرية ورغم حبها الشديد للعمل تخلت عن شغفها بالعمل الهندسي، وقررت أن تترك العالم الدنيوي وتذهب لحياة التبتل، وتوقفت عند الراهبة "أغابي" التي تركت أسرتها الغنية منذ عام 1979 وهي في السنة الرابعة من دراسة الطب، تاركة قرار الرهبنة في جواب لأهلها "والدها قاطعها لمدة ثلاث سنوات، ووالدتها كانت بتعيط كل مرة"، وانتقلت إلى 12 دولة لتتنقل ثقافتها بين كنائس العالم، وعلى صعيد راهبة أخرى لم تخرج عن عالم الدير لمدة 10 سنوات إلا ثلاث مرات فقط، ممنوع أن تخرج الراهبة – غرفة الراهبة- من القلاية الخاصة بها
فيما يتعلق بيوم الراهبة حسبما بينت "حامد" تبدأ يومها بالصلوات من الثالثة والنصف فجرًا، حتى الساعة السابعة صباحًا، ثم تذهب كل راهبة إلى "القلاية" غرفة معيشتها المجهزة بأشياء بسيطة من أجل المعيشة اليومية، ثم تبدأ مهام الراهبات المتنوعة بين صناعة الصلبان، والزراعة حول الدير، وبعضهن يعملن في المشغولات اليدوية وورش صناعة الشمع، إلى جانب ترجمة الكتب.
" الحياة الدنيويه تشبه قبضة الريح، والإنسان الذكي هو من يتركها سعيًا لنيل الحياة الأبدية مع المسيح"، خرجت تلك الكلمات من إحدى الراهبات ردا عن علاقتهن بالأهل، واستكملت الصحفية موضحة بأن الراهبات مسموح لهن بمقابلة الأهل فقط ثلاث مرات في العام، وأربع مكالمات هاتفية.
وعقب نشر سارة لموضوع "راهبات دميانة ملائكة تسكن على الأرض"، تمثل رد الفعل بتبرع رجل أعمال مسلم بـ100 ألف جنية لدير الراهبات، وترميم المبني الخشبي، وتم صرف مكافئة استثنائية لها من قبل مجلة المصور مقر عملها، كما عُرض عليها الذهاب إلى كافة أدير الرهبنة، لعمل كتاب "الرهبنة بأعين إسلامية"، ويتم عرضه في معرض الكتاب القادم، وفي هذا الصدد قالت أنها ستسأنف عملها بعد العيد بالذهاب إلى دير آخر.
"يتاح ليا السفر للتقديس أو متابعه مراسم حج المسيحيين في القدس" بتلك الكلمات أختتمت سارة حوارها مع "احكي" بحلمها الصحفي.
الكاتب
سمر حسن
السبت ١٥ أبريل ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا