معرض ”أنا بخير” يوثق التاريخ الشفوي للنساء العربيات
الأكثر مشاهدة
ندى بديوي- هدير حسن
في رسالتها إلى إحدى صديقاتها في أثناء اعتقالها بالسجن، كتبت الناشطة المصرية شاهندة مقلد، على هامش الرسالة المكتوبة على ورق المناديل، محاولة أن تصف حالتها "أنا بخير، اطمئنوا" الجملة التي قد تحمل كثير من التأويلات والدلالات، ولذلك كانت عنوان المعرض الأول لمشروع يوثق لقصص النساء والعمل والحراك.
يأتي المعرض، الذي تم افتتاحه أمس بمسرح الفلكي بالجامعة الأمريكية، نتيجة عمل مشترك وتعاون بين مؤسسة المرأة والذاكرة في مصر ومتحف المراة في الدنمارك والمعهد الدنماركي المصري للحوار، ووحدة الأنثروبولوجيا ومركز سينثيا نيلسون بالجامعة الأمريكية ومركز طراز بالأردن وورشة المعارف بلبنان إلى جانب متطوعين من الطلاب والمتخصصين في مجالات تصميم الجرافيك وعلم الاجتماع والعمارة والمتاحف.
"أنا بخير، اطمئنوا" جاء بعد عمل استمر لعام بين المؤسسات المذكورة من أجل طرح تاريخ بديل عن النساء وعرض قصص وحكايات تخصهن على اختلاف مستوياتهن الفكرية والاجتماعية والاقتصادية اعتمادا على التاريخ الشفوي، والإشارة لمحات من حياة النساء سواء الفنانات أو العاملات في المنازل أو بمجالات السياسة والفن، على أن يكون المعرض بمثابة محاولة للترويج لتراث النساء وتاريخهن عن طريق إقامة المعارض والمتاحف.
تقول ميسان حسن، منسقة مشروعات بمؤسسة المرأة والذاكرة، إن المعرض خطوة أولى نحو الحلم الأكبر وهو إقامة اول متحف للنساء في مصر والشرق الأوسط، ويعتبر محاولة لإيجاد طرق بديلة ومختلفة لعرض المجموعات الخاصة بالنساء، وتسليط الضوء على حيواتهن، وجاءت نبتة الفكرة الخاصة به بعد زيارة متحف المرأة في الدنمارك في 2014.
"المعرض بيطرح سردية مختلفة عن أدوار النساء في المجتمع لكسر الصورة النمطية عنهن" تعتبر ميسان أن لكل امرأة قصة وصورة عن حياتها بخلاف التصور الذي نسجه المجتمع عنها، حتى وإن كانت مشهورة ومعروفة مثل الفنانات والعاملات بالسياسة، وأشارت إلى حياة الفنانة هند رستم، التي يضم المعرض مجموعة من المقتنيات الخاصة بها، وكيف كون المجتمع صورة ذهنية عن طبيعة حياتها قد تبدو مخالفة ومغايرة للواقع، فالهدف هو رؤية قضايا النساء بوجهة نظر مختلفة ومحاولة لإعادة التفكير وإثارة الجدل والنقاش.
اسم المعرض الذي جاء من جملة شاهندة مقلد المذكورة في رسالتها، فسرتها ميسان على أنها تعني استمرار النساء في نضالهن رغم الظروف المحيطة، وفدرتهن على المواصلة والقول "أنا بخير" رغم أن ذلك قد لا يكون حقيقيا، ولكنه إشارة إلى القوة والشجاعة، حسبما ترى، فالمعرض فرصة للتأمل حول أوضاع النساء في أزمان وأماكن وعبر أجيال مختلفة.
ومن المنتظر أن ينتقل إلى الأردن ولبنان والدنمارك ويعود بعدها إلى مصر ثانية، وتستمر فعالياته بمسرح الفلكي حتى 23 مايو الجاري عبر فتح جلسات نقاشية حول فكرة المتاحف الخاصة بالمرأة والسرديات البديلة التي قد تطرحها، ويجمع المعرض مقتنيات لنساء من الأردن ولبنان ومصر والعراق من بينهن الناشطة شاهندة مقلد والفنانة هند رستم، ووراوية محمد والفلسطينية أم إبراهيم، ويضم صورهن الخاصة وأعمالهن اليدوية وبطاقات الهوية وجواز السفر، إلى جانب إكسسوارات وفساتين تخص بعض الشخصيات كالفنانة هند رستم.
ومن لبنان عرضت ديما قائد بيه مشاركة مؤسسة "ورشة المعارف" بالمعرض، واعتبرته فرصة جيدة لتعاون إقليمي يطرح التاريخ الشفوي للنساء العربيات في المجال العام والخاص، كما أنه طريقة لعرض تجارب عدة من بلدان مختلفة لنساء جمعت بين المنزل والعمل، بهدف خلق نقاش له علاقة بعمل النساء والحراك الذي يحدثونه، وتناولت الشخصيات اللبنانيات التي تم عرض لمحات عن حياتها بالمعرض، موضحة أن اختيارها جاء بناء على إظهار التطور الذي حدث لشخصياتهن على مدار السنين كـ "حياة الشريف".
أوضحت علياء المراكبي، طالبة بالجامعة الأمريكية وإحدى المتطوعات في إنتاج المعرض، أنها عكفت ضمن فريق على الجمع والبحث عن قصص النساء وتنسيق الصور وجمع الموضوعات المتعلقة بهن، مشيرة إلى أهمية التاريخ الشفوي باعتباره نوع من أنواع المعرفة، حاصة وأنه يهتم بالتاريخ الذي لا يتم توثيقه بالكتب، معتبرة أن قصص النساء وتاريخهن لا يوثق بطريقة تساهم في إبراز جوانب ولمحات مختلفة عن حياتهن وما مروا به عبر أبسط المواقف. وكان المعرض فرصة لعرض تجارب الشخصيات البسيطة إلى جانب الشخصيات المعروفة، وتناول طبيعة عملهم وفكرة الحراك وقدرتهن على التطور رغم بساطة المهن و الأعمال التي يمتهونها.
جولة داخل المعرض من هنا.
الكاتب
احكي
الأربعاء ٠٣ مايو ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا