” أليكساندرا كينياس”..المرأة التي تقف خلف كواليس ”نساء من مصر”
الأكثر مشاهدة
صفحة يصل عدد متابعيها إلى 200 ألف متابع، تتجول بنا في مختلف ربوع مصر لتسلط الضوء على قوة المرأة الجنوبية، ثم تذهب لتكشف قدرة الفتيات وتفوقهن على العادات والتقاليد المحاصرة لهن، لا تحدها الحدود المكانية والزمانية فتنقل المتابع إلى الزمن البعيد لتُعيد إلى المشهد النسائي رائدات في طي النسيان، تواصل "احكي" مع المرأة التي تقف وراء صفحة "نساء من مصر"، والتي تقيم في الولايات المتحدة الأمريكية.
تحقيق الحلم عن بعد
تخرجت "أليكساندرا كينياس" ابنة محافظة الإسكندرية من كلية الهندسة عام ١٩٨٧، وفور تخرجها قدمت علي وظيفة في شركة للبترول كانت ذائعة الصيت حينذاك، وتخطت كافة الاختبارات العملية والنظرية بتفوق، ثم أتي الفتيل الذي أشعل التمرد بداخلها، وهو جواب اعتذار من الشركة بعدم تعيينها بسبب كونها "امرأة"، والشركة ترغب في تعيين مهندسين رجال، فتركت المجال الهندسي ثم اتجهت إلى عالم أكثر رحابة يتسع للإنسان بغض النظر عن جنسه فذهبت إلى عالم الكتابة، ولكي تكتب على إساس علمي درست كتابة القصص الروائية و السيناريوهات السينمائية، مما أهلها للعمل في التدريب على كتابة القصص الروائية وتحرير محتوى القصص الروائية.
أمنت أن مستقبل مصر في يد النساء ولتحقيق ذلك، كان عام 2016 هو بداية تأسيس "صفحة "نساء مصر"، التي تضم أكثر من 1000 رائدة نسائية من مختلف التخصصات، لتمنح السيدات القوة لمواجهة المجتمع الذكوري -حسبما وصفته مؤسسة الصفحة-، وذلك من خلال نشر بعض البيانات والإحصائيات ونصوص القوانين التي تبين حقوق النساء الضائعة، وتمكين المرأة للحصول عليها للوصل إلى الهدف النهائي وهو "التمكين" بمفاصل المجالات كافة.
كان دخول العنصر النسوي داخل أروقة البرلمان، وتأدية نائبات البرلمان اليمين الدستورية، هو الدافع الرئيسي لنقل فكرة الصفحة المقدم مضمونها باللغتين العربية والإنجليزية إلى واقع، وذلك بسبب أن الصفحة لديها جمهور عريض من الأجانب، ولتحقيق إحدى أغراض الصفحة وهو تصحيح الصورة النمطية المتكونة عن المرأة المصرية لدى الغرب.
25 محررة ومترجمة وراء " women of Egypt"
"تضم الصفحة فريق من المتطوعين يتراوح عددهم من 20 إلى 25 محررة ومترجمة"، هكذا ألقت مدشنة الصفحة التي يصل عدد متابعيها من النساء 70% مقابل 30% من الرجال الضوء على فريق عمل الصفحة الذي ينشر أربع قصص يومية تنشر على مدار اليوم، إلى جانب القوانين المتعلقة بأوضاع النساء في مصر، وبعض المفردات المستحدثة للقضايا النسوية كالمسيوجينة ، والتي تعني المجتمعات الكارهة للمرأة والمحقرة من شأنها، والتحرش الفكرى بالمرأة، كما اتجهت الصفحة لنشر مقالات عن بعض قضايا المرأة كالطلاق والتحرش الجنسي، والنشأة فى المجتمع الذكورى.
وانتقلت للحديث عن المعايير التي على أساسها يتم اختيار الشخصيات، وكان على رأسها أن تكون الشخصية مصرية لتحقيق هدف الصفحة المتمثل في مناصرة المرأة المصرية، وأن تترك بصمة وأثر على غيرها من النساء المتابعات للصفحة، وفيما تيعلق بمصادر القصص، بينت " كينياس" أن الصفحة تعتمد على مصادر متعددة منها الشخصيات العامة المتاح قصصهن على الانترنت، و الشخصيات الغير عامة التى تم نشرها في الصحف والمجلات، إلى جانب المراسلات التى تصل الى الصفحة من السيدات اللاتي ترسلن قصصهن وترشح شخصيات أخرى، والتواصل المباشر مع بعض الشخصيات ذات اهتمامات أو إنجازات خاصة.
وفيما يتعلق بالحديث عن التيار النسوي، قالت إنها ناشطة نسوية لحقوق المرأة بوجه عام والمرأة المصرية على الأخص، كما تلقي محاضرات لتعريف الناس بوضع المرأة فى مصر، وتسلط الضوء على حركات تحرير المرأة المصرية التى بدأت فى مطلع القرن العشرين وعن رائدات تلك الحركات المتروكات في طي النسيان.
الأمل والطاقة الإيجابية الطريق نحو الحلم
"أحاول فى رفع شان المرأة المصرية بمنحها الطاقة الايجابية و الأمل"، وانطلاقا من الواقع الذي تعيشه المرأة المصرية، سعت الكاتبة أن تدافع عن حقوق النساء بمنحهن الثقة في أنفسهن من خلال خروج أحلامهن إلى النور وكسر التابوهات المجتمعية التى تعرقل تقدمهن.
واستكملت الحديث عن أحلامها بأن تريد امرأة مصرية سعيدة تمشى فى شوارع آمنة بلا تحرش، لا تعانى من التمييز في أماكن العمل على أساس النوع، ورغم الأشادات التي تحصل عليها الصفحة التي تتراوح أعمار الفئة الأكبر من متابعيها بين 18-35 عام، إلا أنها لا تسلم من الاتهامات التي تنوعت بين الاتهامات السياسية والأيدولوجية والدينية، "اتهمنا بأننا ننشر الإلحاد وأننا صفحة إخوانية و أننا صفحة مناصرة للنظام".
كتاب "لآلئ النيل" الإصدار الأول للصفحة
بينت الكاتبة المصرية أنه إلى جانب الصفحة يجد موقع باللغة العربية واللغة الإنجليزية، كما صدر عن الصفحة يوم 8 مارس بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الكتاب الإلكتروني "لآلئ النيل"، والذي تم توزيعه مجانيًا، والهدف الرئيسي منه التركيز علي نماذج مختلفة من السيدات في كافة المجالات منذ بداية القرن العشرين وحتي الآن.
كما كشفت النقاب عن صدور الجزء الثاني من الكتاب ذاته، مستكملة حديثها عن خطة الصفحة خلال الفترة القادمة، حيث تستمر في تقديم النماذج النسائية، والوصول إلى أكبر عدد من القصص المؤثرة، بينما على المدى البعيد تهدف المنصة تمكين المرأة المصرية على جميع حقوقها،" المرأة المصرية مش أقل من أي إمراة أخري في العالم بتستمتع بحقوقها كاملة"، وذلك من خلال التخلص من سلسلة المشاكل المتأصلة في المجتمع المصري مثل التحرش الجنسي والعنف الأسري " مفيش حد هيجيب لها حقها من غير لو هي طالبت بيه، ودي الرسالة إلي بنحاول نوصلها".
" أتمني أن قصص رائدات تحرير المرأة المصرية تدرس في المدارس"، هكذا لخصت الكاتبة أمنيتها من أجل زيادة الوعي الطلابي حيال الدور القيادي للمرأة في المجتمع، من أجل الوصول إلى المجتمع السوي التي تنشأ فيه الفتاة، على فكرة الحلم والطموح لتحقيق ذلك، وأن يتقبل فيه الرجال الدور القيادي للمرأة.
الكاتب
سمر حسن
الجمعة ١٢ مايو ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا