رهام الفرا.. أسست ”أنباء الأمم المتحدة” ورحلت قبل الثلاثين بيد الإرهاب
الأكثر مشاهدة
لعبت الصدفة دورها حين تم اختيار رهام الفرا لتكون ضمن فريق الأمم المتحدة المتوجه إلى بغداد، في أعقاب حرب العراق عام 2003، فكانت رهام الصحفية الأردنية ذات الأصول الفلسطينية تؤدي واجبها وتعمل بدلا من زميلها الذي اضطر إلى طلب إجازة، لتلقى الفرا مصيرها، وترحل على يد الإرهاب في 19 أغسطس 2003.
ولدت رهام الفرا في الكويت عام 1974، درست الإعلام في جامعة اليرموك، وحصلت على الماجيستير في الصحافة من بريطانيا، كانت دوما تشغلها قضايا وطنها الأصلي (فلسطين)، وكانت تحلم بيوم الحرية والكرامة، فعملت في الصحافة لتكتب وتعبر وتكون صوتا للمهمشين والمنسيين.
عملت صحفية بجريدة "شيحان" الأردنية الأسبوعية، حتى تولت رئاسة تحريرها، وكانت حينها أصغر صحفية في العالم تشغل هذا المنصب، كما كانت الصحفية الأصغر في الأردن التي تكتب عمودا يوميا في الصحف، فظلت لأربع سنوات متتالية تكتب عمودها في جريدة "العرب اليوم".
عام 2002، انضمت إلى إدارة الإعلام بالأمم المتحدة، وكانت عضوا نشطا في مركز الدفاع عن حرية الصحفيين، كما أسست الموقع الإلكتروني لمركز أنباء الأمم المتحدة بهدف توثيق نشاطات المنظمة الدولية، حيث كانت دوما ترغب العمل في مجال يمنحها الفرصة لرفع المعاناة عن الطفل والمرأة الفلسطينية.
بعد الحرب على العراق، كونت الأمم المتحدة فريقا يمثل مكتبها ببغداد، وكانت الفرا تعمل كمنسق للأمم المتحدة للشئون الإنسانية، وذهبت برفقة الفريق بدلا من زميلها الذي طلب إجازة لمدة شهر، وكأن القدر يطاردها، فعكفت على إنهاء مهمتها، ولكن الإرهاب الذي ينهش في الوطن العربية، استهدف مقر الأمم المتحدة في فنقد القناة بالعاصمة العراقية يوم 19 أغسطس 2003، وأودى بحياة 22 شخصا من بينهم الفرا، لترحل وهي لم تكمل عامها الثلاثين بعد.
وتخليدا لذكراها، قامت الأمم المتحدة بإعادة تسمية برنامجها السنوي لتدريب الصحفيين ليصبح زمالة رهام الفرا التذكاري لتدريب الصحفيين" في سبتمبر 2003، وتعتبر الزمالة التي تحمل اسمها فرصة للصحفيين من البلاد النامية لتغطية افتتاح الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتعمل على تبادل الخبرات وزيارة مختلف المؤسسات الصحفية، بهدف التنمية والوعي.
الكاتب
هدير حسن
الإثنين ٢٢ مايو ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا