”رشا الديب”...تحكي المسكوت عنه في فيلم ”دورة..شهرية”
الأكثر مشاهدة
آلام في البطن، صداع مستمر، تشنجات الظهر، ضعف التركيز، زيادة حب الشباب، الشعور بالحزن، تورد الثديين، الاكتئاب المصاحب بقلق وتوتر، أوجاع تتساوى مع آلام النوبة القلبية، كل هذه الأعراض تتعرض لها الفتيات خلال فترة "الحيض"، ويجب عليهن الاحتفاظ بالثبات وكبت ألامهن خلف المسكنات المضللة، وذهابهن إلى العمل بابتسامة كاذبة.
ومن أجل مواجهة الصمت المجتمعى، أجرت الصحفية "رشا الديب" فيلم مكون من ثلاث دقائق يركز على معاناة المرأة العاملة في المجتمع المصري خلال فترة "الحيض"، والتعسف الذي يواجهن من قبل مدرائهن الرجال، وذلك من خلال الاستعانة بالصحفية "نفين سراج الدين" التي أدت دور الفتاة التي تتصارع مع الألم، وفي نفس اللحظة يرن "المنبه" بجانبها، تتغافله أكثر من مرة، ولكن يحل مديرها في العمل محل "المنبه" ويتصل عليها أكثر من مرة.
لا تسطيع الفتاة الرد من شدة الألم، ويردد المدير ساخرًا " تعبانة عندك أيه يعني.. تعالي يلا بسرعة ورانا شغل"، تهرول الفتاة باحثة على مسكن من أجل الهروب من بعض الألم الذي يمتلك كامل جسدها.
وبعد تكرار ملح من المدير عن "تعبها"، تتغلب الفتاة على خجلها، وتخرج عن صمتها "أنا تعبانة انهارده وعندي البريود".
قالت الصحفية "رشا الديب"، التي بدأت عملها كمراسلة خلال حوارها مع "احكي" إن هناك العديد من الأسباب التي دفعتها إلى فكرة الفيلم، ولكن الخيط الأول للفكرة جاء لها وهي تسير مع والدتها في إحدى المرات، وردد مجموعة من الأولاد كلام من قبيل "أنت عندك ظروف خاصة" فخرجت عن صمتها وذهبت إليهم وواجهتهم، ومن هنا جاءت فكرة الفيلم الذي نفذته في بداية عام 2016.
تعرضت مخرجة الفيلم التي تعمل منتجة أخبار حرة لدي مشروع "الحب ثقافة"، التابع لإذاعة هولندا الدولية، إلى موجة من الرفض قبل بدء تنفيذ الفيلم، ولكنها قابلت تلك الرفض بخروج فكرتها إلى النور"الناس دايما بتقدر الناجح".
"بترمي حجر في بركة"، هكذا وصفت الفتاة المهتمة بالتوثيق الاجتماعي لأوضاع النساء في مصر ورفع وعيهن، الهدف الرئيسي من الفيلم المتمثل في رفع الوعي الجمعي حيال "الدورة الشهرية"، وإزالة الوصمة الاجتماعية الملصقة بها، وأن تتوفر للفتاة بديل أن تقول "لأ" لصاحب العمل خلال تلك الفترة عندما تريد ذلك.
"فيه ردة فعل ناقصة من البنت صحبة المشكلة"، مستكملة حديثها بأن عدد كبير من الفتيات لا يتمكنن من المواجهة.
وإدراكا لحجم الألم الحقيقي الذي تعانيه المرأة خلال فترة الحيض، دفع بعض البلدان إلى تشريع قانون تمنح بموجبه المرأة إجازة لمدة 3 أيام شهريا مدفوعة، وكانت الهند في مقدمة هذه البلدان التي بدأت العمل بموجب هذا القانون منذ عام 1947 بالإضافة إلى بعض مناطق الصين واليابان وكوريا الجنوبية وإندونيسيا.
وفي سياق حديثها عن أعمالها القادمة، قالت "الديب"، أن مشاريعها القادمة، ستكون توثيق صوتي أو كتابة لشهادات البنات عن توعية أمهاتهن لهن خلال فترة البلوغ وما يصاحبها من تغيرات نفسية وجسمانية، وكيفية التعامل معها.
الكاتب
سمر حسن
الأربعاء ٢٤ مايو ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا