جودي القلا تسترد المأكولات الفلسطينية من إسرائيل
الأكثر مشاهدة
داخل مطبخ والدتها وعلى يديها، تعلمت جودي القلا، البريطانية من أصل فلسطيني، أصول الطبخ وسر المأكولات الفلسطينية، فكانت تراقبها في كل خطوة، وتعتبر أفضل الأوقات هي التي تمضيها معها بصحبة الطعام والمكونات لإعداد وجبة للعائلة.
ولدت جودي في سوريا، ومنها نتقلت غلى قطر، ثم استقر بها المقام في لندن، حيث تقطن الآن، ورغم حبها الواضح للطبخ منذ الصغر درست الهندسة، وفي طريقها لاستكمال الدراسات العليا في العمارة والتصميمات الهندسية بباريس عرفت أن شغفها الأول أن تكون طاهية محترفة، فتركت الهندسة واتجهت نحو مدرسة الطعام Leiths School of Food and Wine ببريطانيا.
عملت لفترات طويلة كطاهية في أشهر المطاعم في لندن، حتى قررت أن تفتح مشروعها الخاص عام 2010، وكان مطعم "بيتي" وسيلتها لتحكي التاريخ الفلسطيني الذي لم تنسه يوما، خاصة، بعدما وجدت المطاعم في لندن تعتبر كثير من الأكلات الشعبية الفلسطينية منتسبة إلى إسرائيل.
فالكيان الذي احتل أرض جودي، وسلبها الحرية يقوم بخلط التاريخ والتراث، ويروج من خلال المنصات الرسمية والأهلية لكثير من مأكولات الشرق الأوسط، وخاصة، فلسطين على أنها "مأكولات شعبية إسرائيلية"، وهو ما اأار ضيق جودي وإنزعاجها، كما فعل مع كثيرين، ولذلك قررت أن يكون مطعمها جهة تصحح ما أرادت إسرائيل أن تبقيه أمرا واقعا.
"طعامنا هو الشئ الوحيد المتبقي لنا، لا يمكنهم أخذه" تشير جودي إلى محاولات إسرائيل المستمرة بانتهاك التاريخ والتراث الفلسطيني، باستخدام "الكوفية" في تصميمات الأزياء وملابس السباحة، وغيرها من التصرفات، التي دفعتها غلى الدفاع عن الطعام الفلسطيني وكأنه آخر ما تبقى لها.
قدمت جودي وصفات أشهر المأكولات الفلسطينية داخل كتاب "فلسطين على طبق"، الذي يضم في مقدمته ملخص بسيط عن التاريخ الفلسطيني والطعام ومسمياته الصحيحة، وأصدرت منه تطبيق على الهاتف يحوي مكونات ووصفات الأطعمة في فلسطين مثل المقلوبة والمسخن والفلافل، كما أسست نادي العشاء، الذي تقيمه بشكل شهري عن طريق دعوة محبي الطعام وترسيخ انتساب هذه الأطعمة لفلسطين.
تسعى جودي إلى تدوين تاريخ الأطعمة الفلسطينية لتحافظ على التراث الذي يحاول الإسرائيليون نسبه لأنفسهم، وكتابها والتطبيق الخاص به وسيلة لتخبر بها العالم "إننا عشنا هناك آلاف السنوات، ولنا حضارة وتاريخ وطعام".
الكاتب
هدير حسن
الثلاثاء ٣٠ مايو ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا