”أميرة” تهزم ”ضمور العضلات” بإبرة كروشيه وفانوس السعادة
الأكثر مشاهدة
لها نصيب من اسمها الذي يحمل الكثير من البشرة والسرور التي لا تفارق ملامحها، تنبعث من بين تقاسيم وجهها الرضا المفعم بالأمل، إصابها المرض في عمر العاشرة، وأصبحت حبيسة الكرسي المتحرك، فلم يئد القدر أحلامها فحلقت بإرادتها في سماء أحلامها.
قهر المرض بالإرادة
" لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس" وضعت "أميرة مختار" هذه المقولة نصب أعينها عندما علمت بأنها لم تفلت من مرض ضمور العضلات المتوارث في عائلتها وهي في سن السابعة، وأودى المرض بحياة شقيقها.
ويعتبر "ضمور العضلات" من الأمراض الوراثية التي تصيب الأعصاب التي تظهر من الحبل الشوكي ، و تسمى الحالة بضمور العضلات الشوكي ، و يسبب هذا المرض ارتخاء شديد في العضلات مما يسبب ضمور عضلات الأطراف ، و ضعف في عضلات الجسم التي تتحكم في التنفس و البلع، وإصابت تلك الأعراض "أميرة" ولكنها تملكت منها جسمانيا فقط، وتحررت بإرادتها لتبدع في عالم الكروشيه.
الأمل من رحم المعاناة
عقب رحلة الذهاب المكثف إلى الأطباء، كان الكرسي المتحرك نهاية مطاف المرحلة الطبية، لتبدأ الفتاة القاهرية تحديها باستكمال التعليم حتى الصف الثاني الإعدادي، ونظرا لحركة العالم من حولها ولعب ومرح من في سنها، وهى حبيسة المقعد، دخلت في موجة من الإحباط والاكتئاب لمدة عام كامل وتركت الدراسة.
سرعان ما حولت كل ما يجول بخاطرها من أفكار سلبية إلى شعلة من الحماس "بدأت أدور علي أي حاجة أطلع فيها طاقتي فبقيت ألعب بالخرز وأعمل أساور بالخرز"، فاتخذت الفتاة صاحبة الـ 19 عام المحاولة نهجًا لحياتها فمرت بحرف عديدة، فجمعت "الخرز" لتصنع منه الأكسسورات، كما صنعت أشكال من الصلصال، وبيوت من الكرتون، وذهبت إلى التريكو لتنتج الكوفيات، ولكنها لم تجد شغفها سوى في فن الجدات، وكان المعلم الأول لها في دنيا "الكروشيه" والدتها، التي علمتها "الغرزة" الأولى فقط.
وكان التعليم الذاتي هو العمود الفقري في تدرجها المعرفي بفن الكروشيه "اتعلمته من الجروبات والفيديوهات من الألف للياء"، تجولت في مجموعة من "الجروبات" المنتشرة على "فيسبوك" إلى جانب المشاهدة المكثفة للفيديوهات التعليمية على موقع "اليوتيوب"، وكانت النتيجة تنفيد أشكال عدة تتنوع بين الكوفيات والميداليات وحقائب وألعاب للأطفال.
فانوس رمضان وبهجة الأطفال
أتت مرحلة التسويق، حيث وجهت أعمالها في البداية إلى ابنة شقيقها ثم اتسعت دائرة مستهلكيها إلى الأقارب والاصدقاء، ومن أجل تحقيق الانتشار وأن تصنع لنفسها علامة تجارية وسط المنافسين دشنت "أميرة" صفحة رسمية على موقع فيس بوك، يحتوي على منتجاتها المتنوعة، لتأتي الأطفال الفئة الأولى المستهلكة لمنتجاتها.
وبالأنامل التي لا تفلت من الضمور قررت أن تدخل البهجة إلى نفوس الأطفال في الشهر الكريم، فاستخدمت الألوان المتناسقة المصحوبة بالجرأة، وتصميم بسيط بأحجام متنوعة لرضاء الأطفال، بهذه التركيبة أخرجت أميرة "فانوس رمضان" الذي يحتوى على فايبر بداخله لضمان بقاءه إلى أكثر مدة زمنية.
وخروج منتجات الفتاة إلى النور ينقلها إلى عالم ملىء بالسعادة فتستبدل تعبها براحة النجاح "لما بشوف شكل الشغل بعد لما بيخلص بفرح زي الطفل"، وتستمد أحلامها من رحم معاناتها، فتطلق عنان أحلامها وتريد أن تصبح أكبر مصممة كروشيه وتشارك في المعارض الكبرى وأن تكلل مشوارها بتعليم الغير وتملك ورشة لتعليم الكروشيه.
وبنظرة أمل وجهت رسالة خلال حديثها مع "احكي" إلى كل صاحب معاناة "أقول للناس إللي بتعاني من أي شئ في حياتها، دي مش نهاية العالم ربنا مخلقكش علشان تكتئب وتتعب سيب كل مشاكلك ورا ظهرك وأعمل إللي يديك بصمة في الحياة".
الكاتب
سمر حسن
الجمعة ٠٢ يونيو ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا