منال الشريف.. سعودية تتحدى الوصاية وتقود سيارتها
الأكثر مشاهدة
منذ 6 أعوام، خرجت منال الشريف من موعدها مع الطبيب، وحاولت البحث عن سيارة أجرة تقلها إلى منزلها، ولكن نظرا لتأخر الوقت حينها، لم تجد "تاكسي" يوصلها إلى البيت، ولكنها تعرضت للمضايقات ومرت بتجربة وصفتها بـ "المرعبة".
ضيق منال بالوضع الذي مرت به سببه إحساسها بالذل، فهي امرأة سعودية، 38 عاما، ترفض سلطة بلدها أن تمنح النساء حق قيادة السيارات، فمنال تملك سيارتها الخاصة، وأجرت اختبارات القيادة، ولكن قرار السلطة يمنعها من ممارسة حقها، مما قد يضطرها إلى الاستعانة بأحد أشقائها الرجال، أو البحث عن سائق لسيارتها.
لذلك، قررت منال ألا تخضع لهذه القرارات، وفي عام 2011 نشرت فيديو لها على موقع يوتيوب أثناء قيادتها للسيارة، وحصد الفيديو اكثر من 700 ألف مشاهدة، ولكنها تعرضت للحبس بسبب جرأتها لمدة أسبوع، كما تعرضت أسرتها للتنكيل، فاضطر شقيقها وأسرته لمغادرة البلاد بسبب المضايقات.
وبسبب مواقفها وجرأتها على قيادة السيارة ونشر ذلك على مواقع التواصل الاجتماعي، تعرض ابنها للضرب من قبل زملائه بالمدرسة، الذين قالو له "أنت وأمك لازم تكونوا بالسجن"، مما جعلها ترصد كل المضايقات والتضييقات التي تعرضت لها هي وأسرتها وتجمعها في كتاب "جرأة القيادة Daring to Drive".
عند ذهابها في زيارة إلى الولايات المتحدة استغرقت ثلاثة أشهر، أدركت منال قيمة ومعنى حرية المرأة، وكيف يمكن لها أن تتحكم بمصيرها؟ ورأت منال أن الحل في القيادة، فإذا تم منح المرأة حرية قيادة السيارة يعني أنها حرة، وتقول منال "حرية القيادة تعني أن المرأة مستقلة، وأنه يمكنها أن تترك المنزل دون انتظار إذن ولي الأمر" معتبرة أن الوصاية على المرأة هي سبب كل الشرور.
توضح منال أنه رغم سنوات عمرها التي وصلت إلى 38، وإنجابها لطفلين، إلا أنها ما زالت في نظر القانون قاصر، ولا يمكنها أن تفعل أي شئ دون الحصول على موافقة ولي الأمر. ولكن منال استطاعت أن تحص على رخصة قيادة من الإمارات العربية عام 2012، وتمنت أن تنالها من السعودية قريبا، وتعيش الآن ما بين مكة وأستراليا.
عارضت منال كثير من القرارات السعودية التي تحجم من دور المرأة وتفرض عليها مزيدا من الوصاية، وقادت حملات عدة تدعو فيها السيدات إلى قيادة السيارات بأنفسهن، وتعرضت بسبب ذلك لكثير من التنكيل والتهميش، فتم التضييق على سفرها إلى النرويج لتسلم جائزة "فاتسلاف هافيل للمعارضة الخلاقة"، ولكنها ما زالت تصر على الوقوف ضد كل ما ينتقص من المرأة السعودية مستخدمة دورها المجتمعي ومواقع التواصل الاجتماعي.
وبسبب نشاطها الحقوقي والاجتماعي اعتبرتها صحيفة واشنطن بوست ضمن أهم 100 شخصية مؤثرة في الحوار العالمي لعام 2011، وضمتها فورين بوليسي ضمن أفضل المفكرين لعام 2011، واختارتها مجلة تايم ضمن الـ 100 الأكثر تأثيرا بالعالم، واعتبرتها الديليل بيست واحدة من اشجع النساء لعام 2012، وتم تكريمها في دبي عام 2014 بعد ضمها لقائمة "أرابيان بيزنس" لقوى 100 امرأة عربية.
وتمتلك منال قدرة على التفوق الأكاديمي والمهني، فقد حصلت على بكالوريوس في الحوسبة من الملك عبد العزيز، ونالت شهادة سيسكو للشبكات، كما عملت بشركة ارامكو السعودية كمستشارة أمن البيانات، وتكتب مقالات وموضوعات صحفية لجريدة الوطن السعودية، كما تعتبر أول سعودية تعمل في مجال أمن المعلومات.
الكاتب
هدير حسن
الإثنين ١٢ يونيو ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا