ليلة العيد في بيت ”همت”: ضحك ولعب و”عجين”
الأكثر مشاهدة
بعد انقضاء أيام الشهر الكريم، ومع أول ليلة من ليالي عيد الفطر، يبدأ الصائمون في الاحتفال كل على طريقته، وهمت الدمنهوري تعرف أصول استقبال العيد، وتتفنن في التهيئ لأيامه، حريصة على إتباع العادات التي ورثتها، ونشر البهجة ورسم الابتسامة على وجوه الأبناء والأحفاد.
"ليلة الوقفة" داخل منزل همت لها قدسية وأهمية تفوق أيام العيد نفسها، فالأبناء وأبناء الإخوة يعرفون أن الأم، التي تخطى عمرها الخمسين بعامين، تعد لهذه الليلة منذ عشرة أيام، فتبدأ في إعداد الكحك والبسكويت، وتترك "الفطير والشوريك والغريبة" لهذه الليلة.
منزل كبير يسع "الحبايب"، اعتادت همت أن تستقبل فيه أولاد إخوتها ليلة العيد، محاولة الحفاظ على العادة التي زرعتها والدتها بها قبل رحليها، فتحرص على جمع شملهم، ويحرصون هم على الحضور رغم الانشغال.
منة الابنة الأكبر لهمت، رغم ظروف عملها وزوجها خارج مصر إلا أنها تصر على المجئ ليلة العيد، "في أبو ظبي مفيش عيد، كله بيسافر بره"، اعتادت أن ترتدي هي وأختها جنة، التي تصغرها بعشرة أعوام، ملابس مشابهة ليلة الوقفة، حرصا من والدتهم على ألا تقطع عادة.
مروان ذو الخمس سنوات حفيد همت الوحيد وابن منة، يشاركهم هو وأطفال العائلة الصغار صنع الكحك والغريبة وتعد لهم الجدة الألعاب والمسليات.
اللب والسودني إلى جانب المشروبات الغازية والكحك، تقول منة "وإحنا صغيرين مع بنات خالتي كان كل واحد فينا بيشتري حاجة ونتجمع نسهر ونضحك مع بعض".
في طفولتها، كانت منة وعائلتها تقضي العيد بمنزل الجدة في شارع المعز، ورحلتهم تبدأ مع صلاة العيد بجامع الأنور، والخروج إلى أحد المطاعم.
"قرص الفطير" طقس عائلي اعتادته همت، "بنزور المقابر الصبح، ونفطر بالقرص" فأبناؤها الأربعة منة وكريم وجنة وأحمد) اعتادوا على تناول القرص مع الجبن والشاي باللبن.
تزور همت المقابر لتشعر بـ"ونس" الراحلين من الأحباب والإخوة، وتقوم بتوزيع "الشوريك والفطير"، لتعود بعدها إلى المنزل وتبدأ في تجهيز "الفسيخ والرنجة" للغداء.
لا تعد همت الكحك وحلوى العيد لأهل بيتها فقط، ولكنها ترسل منه إلى الجيران والأقارب، واستطاعت أن تقنع بعضهم بصنع الكحك في المنزل بدلا من الشراء "بسبب غلو الأسعار، كله عمل السنة دي في البيت، ده كيلو الكحك وصل لـ 100 جنيه".
"بعشق المطبخ" طوال الساعات التي قضتها "احكي" في منزل همت لم تخرج خلالها من المطبخ إلا نادرا، كانت تتمنى أن تفتتح مشروع "الأكل البيتي" ولكن لعدم درايتها بأمور التجارة لم تكتمل الفكرة "انا بحب ادي الناس واوزع عليهم، مش هفهم في موضوع البيع والشراء ده".
الكاتب
هدير حسن
الأحد ٢٥ يونيو ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا