مواجهة المرأة لصمتها الداخلي بريشة ”منة الله”
الأكثر مشاهدة
بفرشاة مخصصة للرسم الزيتي، وألوان داكنة تتنوع بين الأسود والنبيتي، فتشت الفتاة العشرينية بفرشتها داخل مكنونات النفس البشرية، وعكست بأناملها الصراع الداخلي للمرأة، حتى وصلت بثلاث لوحات مختلفة الأحجام إلى ذروة الصراع، فخصصت "منة الله مجدى" مشروع تخرجها للبحث عن قضية هامة تمس قطاع كبير من النساء.
هوت الفتاة التي تبلغ من العمر 24 عامًا الرسم منذ الخامسة من عمرها، وحددت هدفها المتمثل في الالتحاق بكلية الفنون الجميلة منذ الخامسة، وكان عام 2017 تكليل لأمنيتها بالتحقق، وأجرت مشروع تخرجها حول الصراع الداخلي العنيف لدى المرأة، والتزامها بالصمت و الرضا فى بعض الأحيان، بهدف تسليط الضوء من خلال ريشتها على قطاع كبير من النساء يخفين مشاعرهم وراء صمتهم خوفا من القيود المجتمعية التي تفرض على المرأة مجموعة من القواعد مجبورة للسير خلفها "اخترت الفكرة دي لما حسيت بالموضوع وأنه بيزيد مع الوقت".
يتكون المشروع الذي استمرت "منة الله" العمل عليه 35 يوميا، من ثلاث لوحات، تقسمت اللوحات إلى واحدة كبيرة بمقاس 120×150 تناقش الموضوع بشكل عام "أكتر لوحة تعبتني هي الكبيرة لأنها مليانة تفاصيل ودقة ، وكانت لازم تبان عشان المفهوم يوضح".
وركزت اللوحة الثانية على أولى خطواة المرأة نحو المواجهة، محاولة الخروج من غلاف الصمت، ووصلت إلى ذروة الصراع وردة الفعل باللوحة الثالثة بمقاس 80×80 ، فاحتوت على امرأة يغلب على ملامحها القهر، مستبدلة استسلامها بقوة المواجهة والخروج عن السور الذي وضعته لنفسها "أكتر لوحة كانت قريبة مني هي دي لأني حسيت بأنها أنا لأني عايزة أعمل كدا وأصارع كدا".
"أنا مكنتش أتخيل أن ناس كتير تعجب بالمشروع كده" فعندما نشرت اللوحات على حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" حصل على ردود فعل إيجابية من قبل رواد الموقع، فتم إعادة نشره على صفحات مختلفة أكثر من 300 مرة، ومن خلال رصد "احكي" للتعليقات على مشروع التخرج، وجد معظم التعليقات إيجابية، كما أثيرت العديد من التساؤلات عن تفاصيل دقيقة في اللوحات منها "كبر حجم اليد"، مفسرين ذلك بقوة المرأة ووصولها إلى التحدي، ومن التعليقات "رائعه قدر يجسد المعاناه على وش السيدة و تأثيرات الكيس رهيبه بجد شابوه"
وفيما يتعلق بوضع الرسم داخل مصر، قالت الفتاة العشرينية أن أكبر مشكلة يعاني منها الفنانين هي التقييد المستمر المفروض على الأفكار، ورفض بعضها وعدم خروجها إلى النور.
نالت المرأة نصيب من اهتمام الفتاة العشرينية، فقامت في بداية العام الحالي بتنفيذ مشروع يركز على الفوبيا لدى النساء من أي شىء حتى ضوء الشمس، والدافع وراء كما رأت أن المرأة تعاني في المجتمع المصري بسبب عدم حصولها على حقوقها "حريتها مربوطة بحبل كل يوم بيضيق عليها أكتر".
تاركة رسالة للفتاة التي تسعى في طريق تحقيق أحلامها " أي بنت لو عندها إراده هتوصل للي هي عايزاه الحلم ده كان عندى من و أنا عندى 5 سنين و فضل يكبر معايا سنه بسنه لحد ما ربنا وفقنى و حققته".
الكاتب
سمر حسن
الخميس ٠٦ يوليو ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا