”كاليجولا” و ”الكراكيب القديمة” أدوات ”أروى” الفنية لعكس نرجسية المرأة
الأكثر مشاهدة
تعقيدات النفس البشرية بأنماطها المتعددة كانت مصدر إلهام الفتاة العشرينية التي تتخذ من صاحب البصيرة النافذة حسين بيكار والرسام العالمي بابلو بيكاسو مثلًا أعلى لها، فأدركت أن دور الرسم لا يقتصر على كونه مجرد هواية يمارسها البعض، أو منهج علمي يتم دراسته بل قامت بتوظيف الألوان والعناصر الفنية لتعكس الجوانب النفسية للمرأة، وسخرت مشروع تخرجها بكلية الفنون الجميلة لتحقيق هذا الغرض.
"مشروع تخرجي بيتكلم عن المرأة النرجسية و ربطها بين الماضي و الحاضر" هكذا بدأت "أروي العدوي" تشرح فكرة لوحتها التي تناولت المرأة النرجسية من خلال مقارنتها بـ (كاليجولا ) الإمبراطور الروماني الثالث وعمّ نيرون -الإمبراطور المشهور بإحراقه لروما-، مبينة أن الربط جاء من خلال شهرة هذا الحاكم بالنرجسية و جنون العظمة.
وخصصت الفتاة التي تبغ من العمر 22 عامًا لعرض فكرتها لوحتان بينهما حد فالص واحدة بمقاس 150×100، والأخرى 150×50. كانت لوحة الحاكم ( كاليجولا) مكون رئيس للرسمة وكأنه مثل أعلى للفتاة، كما تضمنت على مجموعة من الاسكتشات مرسوم عليها بورتريهات للفتاة نفسها كدلالة على حب الذات إلى جانب "كراكيب" قديمة.
وإنطلاقًا من تشبيه الناقد التشكيلي حسن سليمان اللوحة بالإنسان، مكونة من طبقات نفسية من السطح وحتى الأعماق وكل طبقة تساعد في فهم ما هو أعمق منها، حرصت "أروى" في اختيار مكونات اللوحتان التي عكفت على تنفيذهن لمدة 35 يومًا "الاسكتشات بتعبر عن حب الذات مبترسمش غير نفسها"، وفيما يتعلق بوضع الصناديق في أوضاع عشوائية، استكملت بأنها إسقاطا على العذلة وخوف الفتاة من مواجهه العالم الخارجي.
وعن اختيارها لفكرة المشروع، قالت الفتاة التي تحلم بامتلاك شركة دعاية وإعلان إنها استلهمت الفكرة نتيجة التعامل المستمر مع الفتيات ولاحظت انتشار صفة النرجسية لدى بعضهن.
ونال المشروع على إطراءات على عدة أصعدة، سواء التقييم من قبل هيئة التدريس، أو من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين قاموا بإعادة نشر اللوحات مئات المرات، كما قامت صفحات شهيرة على "فيسبوك" بنشر اللوحات، ومن خلال متابعة التعليقات كانت رسمة "أروى" من الرسمات التي نالت إعجاب الكثيرين.
لم تكن المرأة دخيلة على رسوماتها فتناولت أبعاد متعددة لقضايا المرأة، مثل صمت المرأة عن حقها، وعبرت عن ذلك في لوحة لفتاة تجلس في مكانها، ذات جسد ثابت وتنبعت من أعينها نظرة حزن موجهة لأسفل الغرفة، كدلاله لاختيارها للصمت وعدم اتخاذ ردة فعل لما تشعر به.
الكاتب
سمر حسن
الأحد ٠٩ يوليو ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا