السياحة الداخلية..”باب رزق الست منى”
الأكثر مشاهدة
نسير عبر الحقب الزمنية المختلفة، وننظر حولنا نجد أنفسنا في متحف فني يعكس تاريخ ألف عام، ينبعث منه روائح العصور المتتالية، كما يعد سوقًا تجاريًا يتردد عليه آلاف الأفراد من مختلف جنسيات العالم، وفي بقعة من الأرض لا تتعدى مساحة متر تقف سيدة أربعينية تنفذ بدقة بالغة المشغولات اليدوية التي تواراثتها عن والدها في مجال الإكسسورات والمشغولات اليدوية.
"كل حياتي هنا" بنبرات صوت ممزوجة بالحنين إلى الماضي استرجعت السيدة "منى" ذكرياتها منذ عشرين عام منذ أن كانت تعمل في البازارات المختلفة، متحدثة عن الرواج السياحي السائد في تلك الفترة والإقبال الشديد على الأنتيكات والمشغولات اليدوية.
ولدت السيدة الأربعينية في الجمالية ومازالت فيها حتى الآن، ولم تعرف مصدر رزق هي وزوجها غير العمل في مجال الأنتيكات والمشغولات اليدوية " بنجيب ثمن الأكل والشرب وتعليم العيال"، وبدأت تتحدث عن انهيار السياحة عقب الأحداث التي مرت بها مصر منذ 6 سنوات، والتي تزايدت عقب موجات الإرهاب المتتالية خلال السنوات الأخيرة.
"نسينا الأجانب واللغة"، بعدما اكتسبت العديد من اللغات من خلال تعاملها مع الجنسيات المختلفة، لم تعد "منى" تتذكر تلك اللغات بسبب ركود السياحة الخارجية، وكان المتنفس الأوحد للخروج من الأزمة هو الاعتماد على السياحة الداخلية نظرا لأن لديها ابنتين وولد.
تنقسم الإكسسورات التي تعمل بها بين المستورد والمصري، وتقوم بتنفيذ البعض منها مثل مشغولات النحاس، ويقبل عليها المصريين " الأجنبي مبقاش زي الأول" وعقب انتعاش السياحة الخارجية مرة أخرى أكدت على أن الأجانب لم يقبلوا على شراء تلك المنتجات بسبب فقدانهم الثقة في المرشدين السياحيين.
استخدمت سلاح الجدية والشخصية القوية في مواجهة الشارع بكل ما يحتويه من مضايقات تتعرض إليها، خاصة أنها المرأة الوحيدة التي تقف في شارع مليء بالعمال والرجال أصحاب الورش الصناعية والمحال التجارية.
الكاتب
سمر حسن
الثلاثاء ١١ يوليو ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا