البنات تحارب ”البنزين” بالـ”عجل”
الأكثر مشاهدة
" قعدتها على العجلة شايفها مش مهذبه فمش من الأدب وميصحش نشجع البنات أنهم يعملوا حاجة زي دي مش محتاجين إنفلات أخلاقي"، انتشر على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" بعض الانتقادات موجهة إلى مبادرة تحث الفتيات في مدينة طنطا على ركوب "الدرجات" لمواجهة ارتفاع أسعار المواصلات، فتجمع فيما يقارب من مائة فتاة مستقلين دراجاتهم بمنطقة الاستاد ، استجابة لمبادرة "هنشجع بعض ..بنات طنطا" يوم الجمعة الماضية.
"girls & bikes"ميادرة آية لمواجهة البنزين
تواصل (احكي) مع آية العربي مؤسسة الحدث الذي لاقي إعجاب ستة آلاف شخص، مستهلة حديثها بأن السبب وراء فكرة االمبادرة، هو ارتفاع أسعار البنزين ومما سببه في ارتفاع أسعار المواصلات، مما شجعها بالترويج لفكرة استبدال المواصلات بالدراجات.
موضحة خريجة كلية التربية النوعية أن الفكرة لاقت إقبال غير متوقع بالنسبة إليها فحضر مائة فتاة، مما وضعها في حيرة لتوفير الدراجات التي تناسب تلك الأعداد خاصة أن الحدث كان مجانيًا، ولكن إصرارها كان دافع لتوفير كافة مستلزمات اليوم الذي بدأ من الثامنة صباحًا حتى الثانية عشر ظهًرا.
وفيما يتعلق بنتائج المبادرة " فيه بنات اشتروا عجل بعد الإفنت"، فأكدت الفتاة العشرينية على أن عدد من الفتيات قاموا بشراء الدراجات لنقل الفكرة إلى أرض الواقع واستخدامها كوسيلة للذهاب إلى العمل بشكل يومي، ولم تتوقف مبادراتها عند حد "الإفنت" بل قامت بتدشين صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" باسم "girls & bikes" لتحقيق مزيد من الفاعليات والترويج للفكرة "المجتمع متقبلها، 10% فقط هو اللي رافض، كان فيه متجوزين كتير وأب جايب بناته" استكملت حديثها بأن عدد كبير جدا من الفتيات متزوجات إلى جانب حضور عدد من المنتقبات.
"الولد اللي هيعاكس بنت وهي راكبة العجلة هو الولد اللى هيعاكس البنت وهي ماشية على رجليها" منتقلة للرد عما يعارضون فكرة ركوب الفتيات للدراجات.
"رمانة" تحقق حلم "أية" في عمر الـ25
" من وأنا صغيرة كان نفسي يبقى عندي عجلة، لكن أهلي زي أغلب الأهالي االي عندهم بنات كان دايما عيب ومايصحش"، الغالبية العظمى من الأهالي تمنع الفتيات من فعل ما يريدون بحجة "العيب" وتعرضت "أية جمعة" مسئولة الجودة في مستشفى الدلتا الدولي في طنطا للحرمان من ركوب العجل منذ الصغر، وكانت تستعيض ذلك بركوب الدراجات خلال فترة المصيف السنوية " مكنتش بعرف أسوق ودايما بركب أم 3 عجلات".
وكان تعلم قيادة الدراجة حلم يراودها منذ نعومة أظافرها، وعندما بلغت 25 عامًا بحثت عن مدرسة لتعلم قيادة الدراجات، وذهبت إلى مدرسة " be cyclist" ، ولم تمكث بعد التعلم فترة كبيرة وسرعات ما امتلكت دراجة "مرة في مرة لحد ما بقيت متمكنة منها وأخدت عليها وبقى عندي سرعة رد الفعل في التعامل مع العربيات والميكروباصات".
وجائت الخطوة الأهم لصاحبة الـ27 عاما، فبدأت تدريجيا للذهاب إلى العمل بواسطة الدراجة " بدأت أنزل بيها الشغل مرة في الأسبوع مثلا بعد كدة مرتين وهكذا لحد مابقت جزء أساسي من حياتي".
لم تسلم الفتاة التي تعمل في مستشفى طنطا الدولى من التعليقات السلبية والمضايقات، وكان ذلك يمدها بمزيد من القوة والتحدي " كل يوم ببقى مستنية معاد الشغل عشان أقابل رمانة وأروح بيها الشغل"، مستكملة حديثها موضحة أنها مُدت بالعديد من التعليقات الإيجابية والدعم.
لم تتوقف آية التي واجهت معارضة شديدة من أهلها عند هذا الحد بل سعت إلى ترويج فكرة قيادة البنات للدراجات " لما حد بيشجعني في الشارع بقف أسلم عليهم وأتكلم معاهم عن الفكرة وإزاي أن هما ممكن ينفذوها ويقدروا".
مردفة بأنها وفرت 500 جنيهَا تكلفة المواصلات الشهرية، مختتمة حديثها لـ(احكي) برسالة إلى الفتيات "لو أي بنت حابه إنها تاخد الخطوة دي ممكن تكلمني أشجعها وأقولها تبدأ إزاي وأنزل معاها كمان تشتري العجلة المناسبة ليها".
"عجلة بينك"..تجربة أسماء لتعليم البنات
لاحظت "أسماء راشد" الفرق بين ارتفاع أسعار البنزين من خلال إقبال الفتيات لتعلم ركوب الدراجات عقب ارتفاع أسعار البنزين "الصيف دا بيجيلي بنات كتير جدا تتعلم"، مؤكدة من زيادة الإقبال خلال الفترة القادمة.
دشنت الفتاة صاحبة الـ29 عاما مشروع "عجلة بينك" في أغسطس الماضي من أجل تعلم البنات ركوب الدراجات "أنا بحاول أخد البنات لحتة أبعد وأمرنهم لفكرة الشارع نفسها"، فيأتي إليها الفتيات بأغراض تعلم مختلفة منهن من يريد التعلم من أجل المصيف والأخريات كنوع من أنواع الرياضة ولكنها تصر على كسر حاجز الخوف لديهن وتعليمهن مواجهة الشارع.
مستكملة حديثها بتوجيه مجموعة من النصائح إلى الفتيات اللاتي تريدن الذهاب إلى العمل بواسطة الدراجة من أهمها نوع الدراجة ناصحة بأن تكون " دراجة ماونتن"؛ وذلك لقدرتها على تحمل شوارع مصر الغير مؤهلة، وركزت النصيحة الثانية على تحلى البنات بالثقة في النفس ورد الفعل السريع حيال المواقف المختلفة من أجل عدم فقدان التوازن خلال القيادة.
بينت أن طبيعة كل فتاة تختلف عن الأخرى فيما يتعلق بالمدة التي تناسبها للتعليم "أول ما بتجيلي البنت بعرف هي تحتاج أيام أد ليه عشان تعرف تركب لوحدها".
"هانيا وليد" وخلاصة تجربتها مع الدراجة
لخصت "هانية وليد" تجربتها مع قيادة "العجل" في مجموعة نقاط نشرتهم على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، مركزة على إنخفاض تكلفة الدراجات مقارنة بالمواصلات، بالإضافة إلى سهول التحرك بالدراجة في أوقات الذروة، إلى جانب عدم إخضاع الدراجة إلى القواعد المرورية، وجمع بين كونها وسيلة مواصلات ووسيلة رياضية.
وفيما يتعلق برد فعل المجتمع "بالنسبة للمعكسات فاحب أقولكم إني بتعاكس وأنا ماشية على رجلي أكتر ما بتعاكس و أنا سايقة العجلة ، بل بالعكس الناس بتبقى مبهورة و ساعات بيعملولي باي بحس أني أجنبية".
الكاتب
سمر حسن
الأربعاء ١٩ يوليو ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا