في بيت ”ماجدة هارون” اجتمع الإسلام والمسيحية واليهودية
الأكثر مشاهدة
آخر من بيده الحفاظ على التراث اليهودي، وإبقاء اليهودية كديانة في مصر، ماجدة تانيا شحاتة هارون، التي تولت رئاسة الطائفة اليهودية في أبريل 2013، وهي في الستين من عمرها، وتشعر بعد المنصب بثقل المسئولية، التي تحملها وحدها.
لم تعد الطائفة اليهودية في مصر تضم سوى سيدات فقط، قدرتهن ماجدة هارون بـ 20 سيدة، أعمارهن تجاورت الثمانين، مما يجعلها المسئول الأول عن اليهودية في مصر.
تنحدر هارون من أسرة يهودية عاشقة لمصر، ولدت في الإسكندرية عام 1952، ودرست بمدارس الليسيه في القاهرة، وتخرجت من كلية الفنون التطبيقية، والدتها هي مارسيل سيمون، ووالدها شحاته هارون المناضل السياسي، صاحب الميول الشيوعية، وأحد مؤسسي حزب التجمع.
"أنا بنت أبويا" فنشأت هارون على الفكرة والمبادئ التي غرسها الأب، الذي كان يكره الفكرة الصهيونية التي يعتبرها عنصرية، ويعارض سياسات إسرائيل، فعاشت ماجدة وقت طفولتها مأساة فقد أختها الأكبر، حين أصيبت بمرض اللوكيميا وهي طفلة ذات أربعة أعوام، وكان السفر للخارج هو الحل، ولكنه لم يكن كذلك بالنسبة للأب المحامي الشهير، عندما علم أن تذكرة سفره ستكون ذهاب فقط بلا عودة إلى معشوقته مصر، ففضل البقاء وماتت الطفلة.
أسس الوالد الرابطة الإسرائيلية للكفاح ضد الصهيونية، ونمى في أولاده روح الانتماء لمصر، فنشأت ماجدة تعي أنها مصرية يهودية، رافضة تحويل هذه الديانة إلى سبة أو اتهام، وكان يعدها لتسلم أمور الطائفة في مصر، وعند وفاته عام 2001، واجهت ماجدة مأزق وجود حاخام للصلاة عليه قبل دفنه، ورفضت أن تستعين بحاخام السفارة الإسرائيلية، واستقدمت آخر من فرنسا.
تزوجت ماجدة مرتين، الأولى كانت من شاب مسلم، وأنجبت منه ابنتين تحملان نفس ديانة الأب، والزيجة الثانية التي تستمر إلى الآن من طبيب مسيحي يعمل بالمستشفى الإيطالي هو الدكتور روبيرتو أورفانيللي.
نشأت الابنتان هبة وهنا شوقي في ظل أم يهودية حرصت على تعليمهم القرآن، وزوج أم مسيحي عاملهما كما الأب، "بنحتفل بأعياد الأديان الثلاثة" دون وجود لعنصرية أو الشعور بغرابة، ففي رمضان يتزين المنزل، الذي يجمع الأديان السماوية الثلاثة، بقماش الخيامية والياميش وقمر الدين، واعتادت أن تصوم معهم أول يوم في الشهر الكريم، كما يحتفلوا جميعا بعيد الفصح والغفران، وعيد السنة الميلادية بالذهاب إلى قداس الكنيسة.
تعرف ماجدة للإنسانية معنى واحد وهو الاحترام وتقبل الآخر، تتناق مع عائلتها حول الأمور الدينية لتعرف أكثر عنهم، ولكنها تؤمن أن الخالق واحد، وإذا كان يريد للجميع أن يكونوا اعتقاد واحد لفعل، فالتنوع ثراء.
تحلم ماجدة ببناء معبد يهودي يحافظ على تراث هذه الديانة في مصر، وتسعى إلى انفتاح الطائفة اليهودية مع المجتمع المصري، فكل يوم يمر على رئاستها للطائفة تشعر معه بحجم المسئولية التي تتمنى أن يحملها معها آخرون.
الكاتب
هدير حسن
الخميس ٢٠ يوليو ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا