كاثرين سويتزر.. أول سيدة تخوض ماراثون وتنهيه رغم محاولات طردها
الأكثر مشاهدة
بدأت تحب رياضة الجري وهي في عمر الـ 12، وعندما أتمت الـ 20 استطاعت أن تقنع مدربها بالقدرة على المشاركة في ماراثون بوسطن الذي يقام في أبريل سنويا، وبعد أن تدربت واستعدت جيدا، كانت أول سيدة تشارك في السباق منذ خمسة عقود مضت.
ولدت كاثرين فرجينيا سويتزر في ألمانيا 5 يناير 1947، وانتقلت مع والدها رائد الجيش الأمريكي إلى الولايات المتحدة، ودرست الصحافة بجامعة سيراكيوز، وحصلت على الماجيستير عام 1972، ولكن بداخلها كان لديها حب لممارسة رياضة الجري، وعندما علمت بمشاركة سيدة في ماراثون بشكل غير رسمي قررت أن تخوض التجربة.
وفي عام 1967، وفي ظل عدم وجود لوائح أو قوانين تمنع ممارسة ومشاركة السيدات في الماراثون الرياضي، وعدم وجود ما يسمح لهم بالمشاركة أيضا، خاضت كاثرين وهي ابنة 20 عاما التجربة، فانضمت إلى المتسابقين وحصلت على الرقم 261 دون أن يعترضها أحد، وظلت تركض لميلين حتى لاحظ وجودها جاك سيمبل.
فور رؤيته لها، قرر سيمبل، أحد منظمي السباق، أن يطردها ويمنعها من إكمال الماراثون قائلا لها "أعطني هذه الأرقام واذهبي إلى الجحيم"، في محاولة منه لنزع الرقم الخاص بها، ورغم شعورها بالذعر إلا أن مساندة المتسابقين لها، وقيام صديقها توم ميللر، الرياضي والعداء الأمريكي، بإبعاده عنها، فاستطاعت أن تمضي منهية السباق بعد أربع ساعات و20 دقيقة.
لم تكن كاثرين تعلم أن الصحافة والإعلام يرصدون مشاركتها غير المتوقعة، فانتشرت صورتها على الصحف وهي تحاول أن تكمل السباق رغم محاولات سيمبل بطردها ومنعها، وأصبحت من يومها السيدة الأولى التي تخوض ماراثون للجري في العالم، وكان ذلك قبل خمس سنوات من السماح للنساء بشكل رسمي بالمشاركة في هذا النوع من المسابقات.
وحاولت كاثرين مع زميلاتها أن تقنع جمعية بوسطن الرياضية بالمشاركة في سباقات الماراثون، وهو ما لم يحدث سوى في عام 1972، وتم السماح للنساء بالمشاركة في سباق ماراثون بوسطن للمرة الأولى، وشاركت بماراثون مدينة نيويورك 1974 ونالت المركز الأول، وفي ماراثون بوسطن 1975، حازت المركز الثاني.
اشتهرت كاثرين كامرأة شجاعة استطاعت أن تكون نموذجا لغيرها من السيدات، فحازت لقب عداءة النساء للعقد 1967- 1977 من قبل مجلة "رانرز وولد- عالم العدائين"، وعملت معلقة تلفزيونية فيما بعد لسباقات الماراثون بداية من الماراثون الأوليمبي للسيدات عام 1984، وفي الذكري الأربعين لمشاركتها بأول ماراثون نشرت مذكراتها "امرأة الماراثون" في أبريل 2007، وحازت عنها في 2008 جائزة "بيلي" للصحافة لتصويرها التحديات التي تواجه المرأة في الرياضة.
تم إدراجها بقاعة الشهرة الوطنية للمرأة عام 2011، وذلك لأنها أحدثت ثورة اجتماعية عبر تمكين السيدات من خلال الجري، فمنذ عام 1967 وهي تحاول أن تعمل على تحسين فرص النساء في مجال الرياضة في جميع أنحاء العالم، وشاركت مرة أخرى بالماراثون في أبريل الماضي (2017) بعد 50 عاما من مشاركتها الأولى، بنفس الرقم 261، وسط احتفاء وحفاوة من المتسابقين.
تعتبر كاثرين مشاركتها بالماراثون بمثابة نقلة غيرت حياتها، وتسعى من خلالها أن تغير حياة أخريات، وأطلقت حملة باسم Fearles 261 لدعوة السيدات وتشجيعهن على المشاركة في الفعاليات الرياضية.
الكاتب
هدير حسن
الأربعاء ٢٦ يوليو ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا