أفلام ”علّ صوتِك” في دهشور.. تشجيع ونقاش و”الختان لسه موجود”
الأكثر مشاهدة
بالتعاون مع جميعة تنمية السياحة في دهشور، إحدى قرى مركز البدرشين التابع لمحافظة الجيزة وتبعد عن القاهرة ما يقرب من 39 كيلومترا، والمتحف الرقمي للنساء (ذاتِك) عرضت ورشة الأفلام الوثائقية "علّ صوتِك" مجموعة من الأفلام التي تم إنتاجها برعاية الورشة في العامين الماضيين بمقر الجمعية أمس (الإثنين).
في حضور ما يقرب من 30 سيدة وفتاة من القرية، تم عرض ثلاثة أفلام أنتجتهم الورشة عبر متدربات خلال العامين الماضيين، الفيلم الأول "مِش للبنات"، 13 دقيقة، الذي يعرض المهن والهوايات التي خاضتها سيدات وفتيات رغم اعتقاد المجتمع أنها تخص الرجال فقط، فمن "آية" حارسة مرمى في نادي كرة القدم، إلى "أسماء" التي تعمل في النجارة وتسانده، و"أم محمود" السيدة المنتقبة التي تغاضت عن رأي المجتمع وعملت على "توكتوك"، وحتى الشابة "نسرين" التي عملت في الميكانيكا.
"الحلم للجدعات" الفيلم الثاني الذي يأتي في 16 دقيقة، ويتناول قدرة نماذج نسائية لها أعمار مختلفة ومن طبقات اجتماعية واقتصادية متباينة، ولكنها رغم ذلك أصرت على أن تحقق الحلم الذي راودها طوال عمرها، وكانت القصص متداخلة ما بين هند حازم، التي تخطى عمرها الثلاثين، ولكنها استطاعت أن تتعلم السباحة في 5 أشهر وخلال أشهر أخرى تمكنت من الحصول على بطولتين في السباحة على مستوى الجمهورية، المثير في قصة هند هو قدرتها على تحقيق الحلم رغم الإعاقة الجسدية التي الزمتها كرسي متحرك ومنعتها من الحركة منذ كانت في السابعة عشر من عمرها، وانتقل الفيلم إلى شروق أيمن، التي قررت أن تخوض مجال "الستاند آب كوميدي" رغم ندرة وجود البنات فيه، وصابرين الحسامي التي تعتبر من أوائل السيدات العازفات على الطبلة في مصر، وجرفها الحلم للتخلي عن الوظيفة وافتتاح مدرسة لتعليم الأطفال العزف والموسيقى، أما قصة هدير أمين، التي اضطرت أن تعمل بعد وفاة والدها، استطاعت أن تجعل مهنتها حافزا لها، فصممت Bean Bags من المخلفات والأقمشة القديمة وذاع صيتها، ويتطرق الفيلم إلى نظرة المجتمع لكل واحدة منهن.
وعن القضية الأكثر جدلا، وهي الختان، تم عرض فيلم "من الألم جئت"، الذي يحكي في 20 دقيقة ما تفعله العادة المتوارثة في المجتمع المصري بأجساد النساء والسيدات (للمزيد عن الفيلم من هنا)، وأحدثت الأفلام حالة من النقاش بين السيدات الحاضرات حول فكرة خروج المرأة للعمل، أو حتى الجرأة على تحقيق الحلم رغم التضييق، فقالت إحدى الحاضرات "الأفلام بتقول أنه الحلم مش بيفق عند سن معين"، وعلقت أخرى "دايما عندي حلم أني أعمل مشروع له علاقة بدراستي، لكن بكون خايفة ومترددة" مشيرة غلى تطرق الأفلام إلى فكرة التخلص من الرهبة ونظرة المجتمع.
وحاز فيلم "من الألم جئت" على المساحة الأكبر من النقاش، فأغلب الحاضرات خضعن لهذه التجربة، وبدأ الحكي عن الثر الذي تركته داخلهن رغم مرور سنوات طويلة على إجرائها، فقالت واحدة من الحاضرات "أثرت على نفسيتنا وحياتنا حتى بعد الجواز"، وأضافت أخرى "الفيلم هزني، كنت عاوزه أقوم وماتفرجش عليه"، ودار الجدل حول الضرورة التي تجبر الأمهات على إخضاع بناتهن للختان، ومردودها الديني وجدواها للمرأة، وأكثر ما تم تداوله "الختان لسه موجود وبيعمله التمرجية (الممرضات) والدايات".
نوران حاتم، المسئول الإعلامي لمشروع علّ صوتِك، أوضحت أن المشروع يركز على العرض في أماكن بعيدة عن إطار القاهرة والإسكندرية، والتي لا تنتشر بها الأنشطة الثقافية "لأن هما دول الناس اللي عاوزين الأفلام توصلهم"، ولدى المشروع عروض أخرى في مراكز في دمياط وبورسعيد.
مشروع "علّ صوتِك" هو ورشة لصناعة الأفلام الوثائقية بدأت عام 2015، وتهدف إلى تدريب النساء على صناعة الأفلام ليعبرن بها عن قضايا المرأة بداية من رؤيتها لنفسها والعلاقات العاطفية، ومشكلات مثل التحرش والختان، وخلق نقاش حول القضايا التي لا يتم تداولها بصورة جيدة، أو تغطيتها بالطريقة التي تستحقها.
أنتجت الورشة 8 أفلام يتم عرضها في المبادرات والجمعيات في المنيا والمنصورة وطنطا وقنا والإسكندرية، لفتح حوارات في المجتمعات الصغيرة والمنغلقة عن الأفكار والقضايا التي لا تقال في الحيز العام، وخاصة فيلم "من الألم جئت" الذي يشرح بصورة تفصيلية عملية إجراء الختان، وتعتبر نوران أن الأفلام قد يتم استخدامها لتشجيع الناس والمتعرضات للمشكلة للبوح والحديث والمشاركة.
الكاتب
هدير حسن
الثلاثاء ٠٨ أغسطس ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا