شيماء إمام.. مدرسة تلاحق شغفها حول السفر و”العجل”
الأكثر مشاهدة
تتحدث عن السفر بشغف وحب، تعشق الطريق وحياة الترحال، أحلامها لا توقفها الاعتراضات، فقد قررت أن يكون السفر والتعرف إلى ثقافات جديدة هو نهج حياتها.
تعمل شماء إمام، 30 عاما، مدرسة لغة إنجليزية بمؤسسة Save The Children، ولكن طموحاتها تتخطى حدود المكان وتتسع نحو العالم، فمنذ كانت تدرس في الجامعة وبدأت رغبتها في السفر والتعرف على مكان جديد، ولكن واجهها اعتراض والدتها، الذي لم يجعلها تتخلى عن الفكرة.
"أنا عاوزة أسافر، مينفعش طول حياتي أفضل عايشة في مكان واحد" إنجازها الشخصي يأتي من السفر والتقرب لثقافات تختلف عنها، تحلم أن تزور بلدان العالم، وأن يكون الترحال نهج حياتها، ويعزز حلمها الأفلام الوثائقية عن الرحالة في بلدان العالم.
المرة الأولى التي خاضت فيها شيماء السفر وحدها كانت ليوم واحد إلى الإسكندرية لإجراء مقابلة عمل، والفرصة التي أصبحت بعدها فكرة السفر مستساغة لدى والدتها، كانت بعد ذهابها إلى التخييم بمحمية وادي دجلة برفقة أخيها لمدة يومين "كانت دي المرة اللي فتحت لي طريق السفر لأماكن تانية"، فذهبت بعدها إلى التخييم لعدة مرات بوادي دجلة ووادي الحيتان والغابات المتحجرة.
تجربة التخييم أضافت لشيماء الكثير، كما توضح، فهو يعزل الشخص عن أي تواصل بالعالم، لا وجود للهواتف الذكية أو شبكات الإنترنت، فالاعتماد بشكل كامل على الطبيعة وضوء القمر والنجوم "التخييم بيخلينا ننضف من اللي الحياة والشغل بيعملوه فينا"، ترى شيماء في التخييم تجربة ممتعة تسمح للذهن بالصفاء وتجعل الشخص يشعر بمدى ضآلته، حسب وصفها، فالكون واسع والمشكلات اليومية التي نمر بها زائلة وليس لها أهمية.
تشعر شيماء أن التخييم مع مجموعة من الأصدقاء على وعي بمفهومه، يسمح للشخص بالتوحد مع الطبيعة والتعامل مع المتاح "تحسي أنك بره الكادر، محدش مركز معاكي"، فلا وجود للرفاهية ورغبات الظهور بأحسن شكل. ومن التخييم تمكنت من السفر إلى الإسماعيلية وأسوان والفيوم ودهب وإدفو، وتتمنى أن تخيم في محمية رأس محمد وأبو جالوم ومحميات البحر الأحمر.
تستعمل شيماء الدراجة كوسيلة للمواصلات منذ ثلاث سنوات "بحب العجلة جدا، وبسافر بيها وبقضي مشاويري"، ورغم أنها ترى أن المجتمع في مصر لا يحترم الدراجين، وخاصة البنات منهم، إلا أنها لا تنوي التخلي عن حلمها بالسفر إلى محافظات مصر بالدراجة، بعد أن خاضت التجربة السفر مع مجموعة من الأصدقاء إلى الإسماعيلية والفيوم.
رغم أن خلال محاولتها الأولى في السفر بالدراجة، تعرضت لكسر في الكتف منعها من استكمال رحلتها، إلا أنها استطاعت أن تتخطى الأمر وتشتري دراجة جديدة لها مواصفات أعلى، وتصر على استخدامها في السفر "لما تسافري بالعجلة بتعملي ذكريات للعمر، وبيحصل مواقف تغير وجهة نظرك في الحياة"، أسست مع مجموعة من أصدقائها "مستر منفاخ" مبادرة هدفها تعليم البنات والأطفال ركوب الدراجات بشكل مجاني، حتى ينتشر المفهوم في المجتمع.
في أثناء استخدامها الدراجة في قضاء المشاوير اليومية، تتعرض شيماء لمضايقات يومية "في معاكسات، في تحرش.. وفي تشجيع" بخلاف محاولات اللحاق بها أو تتبعها بالسيارة، ولكن أكثر ما يحزنها انتقاد البنات والسيدات لها "أنتي مش مكسوفة من نفسك.. أنتي مسترجلة" كلمات تسمعها منهم وتتعجب "فعلا المرأة أكثر عدو لنفسها.. يعني أنا عاوزة أخليكي أحسن تقوليلي كده".
تنوي شيماء أن تبحث عن فرصة عمل خارج مصر، وأدركت أنها تستطيع أن توفر المبلغ المناسب للسفر، كما فعلت عندما أرادت أن تحضر آخر حفلات فريقها المفضل coldplay في باريس، ولكن منعها رفض التأشيرة، "الناس اللي بتسافر كتير حياتهم فيها شغف وتجارب كتير" قناعة جعلت شيماء تدرك أن الاستمتاع بالحياة يأتي من خلال السفر.
الكاتب
هدير حسن
الأحد ١٣ أغسطس ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا