”تركيا” الخطوة الأولى لـ”منة الله” نحو تحقيق الحلم
الأكثر مشاهدة
فتاة راودها حلم السفر منذ الصغر، فحرصت على اكتساب لغة ثانية إلى جانب لغتها الأم لتمكنها من الوصول إلى الهدف، فالتحقت بمدارس الراهبات التي تُدرس باللغة الفرنسية، وكان التخطيط السليم هو بوابة عبورها لتحقيق غايتها، فحرصت على اكتساب المهارات الدائمة والتعلم المستمر حتى حصلت على منحة في تركيا.
ولدت "منة الله حسام" بمحافظة الإسماعيلية والتحقت بمدارس الراهبات حتى المرحلة الإعدادية، وكانت ترغب في تكملة مشواراها التعليمي باللغة الفرنسية فقررت أن تترك مكان مولدها وتذهب إلى محافظة الإسكندرية التي تبعد عن محافظتها 250كم أي ما يقارب مسافة بالسيارة 3 ساعات، واجتازت اختبارات القبول بتفوق بينما وقفت كثاقة الإقبال حجر عثر أمام قبولها بالمدرسة "قلتلهم هكمل في مدرسة عربي بس هاخد اللغة الأولى فرنساوي والمستوى الرفيع فرنساوي".
لم توقفها العثرات بل قررت الفتاة العشرينية أن تصل إلى هدفها سواء على المدى القريب أو البعيد، فبدأت في تنمية اللغة الفرنسية، والتحقت بكلية الإعلام جامعة القاهرة، واختارت معظم المواد الدراسية باللغة الفرنسية، حيث وضعتها هدفا منذ المرحلة الثانوية لعدم مقدرتها على الالتحاق بالجامعة الفرنسية "أنا هدخل إعلام القاهرة وحددت دا من أولى ثانوي".
حرصت على العمل تزامنًا مع الدراسة فدخلت ميدان العمل منذ عامها الجامعي الثاني في العديد من الصحف المصرية، ولم يتوقف حلمها عند حد العمل كصحفية بعد التخرج على الرغم من التحاقها بالعديد من الصحف المرموقة، "الخطوات ما هي إلا مسار متراكم من أجل الوصول إلى الحلم" بينما ظل حلم تكملة الدراسة في الخارج نصب أعينها ، وبالفعل تم قبولها في جامعتين في كندا، ولكن قيام ثورة 25 يناير لم تمكنها من استكمال أوراقها "الفيزا بتاعتي مكنتش بتكمل فمرحتش وضاع عليا الماجستير".
ثم اتجهت نحو شغفها للغة الفرنسية وحلم الدراسة في جامعة فرنسية مرة أخرى، فذهبت ابنة محافظة الإسماعيلية إلى لبنان لإجراء اختبارات القبول للجامعة الفرنسية، وعلى الرغم من اجتيازها كافة الاختبارات إلا أنها وازنت بين جدوى الدراسة والعمل في الخارج أنذاك خاصة مع ارتدائها الحجاب فدخلت موجة من إعادة الحسابات.
"السفر مجاش في لحظة ما قبلت في تركيا كنت مقدمة على كندا" لم يكن طريق الفتاة العشرينية ممهدا بالورود لكنها اتخذت المحاولة هدفًا للوصول إلى حلمها "لازم تكوني حطا خطة"، فعندما عادت لحلم السفر إلى كندا كان لابد من اتخاذ مجموعة خطوات أهمها الحصول على ماجستير في لغتها الأساسية لكى يمكنها من السفر، وأتت خطوة السفر إلى تركيا لتحقيق تلك الهدف.
"بعت العربية وأخدت فلوسها" قامت ببيع سيارتها وحصلت على مقابلها المادي من أجل السفر إلى تركيا، وذهبت للحصول على منحة من الجامعة الحكومية التركية بلد بعيد مهجورة في أقصى الشمال تسمى "كاستامونو" لم يتحدث سكانها سوى التركية مما مكنها من تعلم اللغة التركية خلال ستة أشهر فقط لتضيف إلى لغاتها لغة جديدة.
وفي عامها الدراسي الأول كانت تعتمد على العمل ومساعدة الأهل إلى جانب الدراسة لتوفير الجوانب الأساسية للمعيشة، حتى تمكنت من النجاح والتأهل إلى السنة الثانية في الماجستير المتخصصة في كتابة الرسالة العلمية وانتقلت إلى العيش في العاصمة التركية "إسطنبول"، امتهنت العديد من المهن من أجل توفير المال "لازم يكون معايا فلوس عشان أعرف أعيش وأجرت أوضة في بيت مع بنات" مما وصفت ذلك بالمشقة حيث عندما سافرت كان قيمة الدولار ثمانية جنيهات فقط بل وصل حاليًا إلى ما يقارب 20 جنيه، مما مثل ضغط عليها وطلب الأهل منها العودة، وقامت بالعديد من الأعمال لكي توفر المال الذي يمكنها من تكملة الدراسة "كنت محتاجة أفضل في البلد ديه" حتى وصلت بتحديها للعمل في وكالة أنباء تركية.
وفيما يتعلق بتوتر العلاقات التركية المصرية أوضحت عل أن الأمور تسير معاها بشكل جيد نظرا لأن هدفها الدراسة وأوراقها تثبت ذلك "مفيش أي حد بيضايقك في أي حاجة بروح وباجي مصر بكل سهولة، الموضوع مش زي ما بيتم تصويره".
واختتمت حوارها مع (احكي) مقدمة مجموعة نصائح إلى الفتيات اللاتي ترغبن في السفر إلى الخارج، مستهلة نصائحها بالتخطيط الجيد للسفر والعزوف نهائيا عن السفر القائم عى العشوائية، وتمثلت النصيحة الثانية في التعلم المستمر سواء كان الحصول على لغة جديدة أو التمكن في مجال جديد "البنت اللي حبا تسافر لازم تشتغل على نفسها كتير".
الكاتب
سمر حسن
الثلاثاء ١٥ أغسطس ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا